ولد الشاعر محمد حسن عواد بجدة في عام 1902، وتوفي في عام 1980. وفي سيرته أن والده عهد به وهو في الخامسة من عمره إلى أحد الخطاطين لتعلم الكتابة، ثم ألحقه بمدرسة الفلاح التي كتب فيها باكورة أشعاره التي دارت حول مشاغل الصبا، وتراوحت بين الحب والسخرية. وعمل العواد على تثقيف نفسه بالاطلاع والنهل من فروع المعرفة كافة، وتدرج في العمل الوظيفي، إذ عمل معاونًا لرئيس لجنة التفتيش والإصلاح لمراقبة المدارس والمطبوعات 1927، ثم معاونًا لمدير شعبة الطبع والنشر بمكة المكرمة 1928، ورئيسًا لكتاب الغرفة التجارية، ثم مديرًا لصحيفة «صوت الحجاز» 1932، واختير عضوًا بمجلس الشورى 1953، واشترك مع عزيز ضياء في تأسيس النادي الأدبي بجدة.
والعواد الذي يعد من طلائع النهضة الأدبية في الحجاز ترك تراثًا شعريًا وأدبيًا رفيعًا يتمثل في: خواطر مصرحة «1345»، من وحي الحياة العامة «1373»، مؤتمر الأدباء العرب في لبنان «1373»، محرر الرقيق سليمان بن عبدالملك «1377»، آماس وأطلاس «شعر» 1372، بقايا الآماس «شعر» 1373، ملحمة الساحر العظيم «شعر» 1393، نحو كيان جديد «شعر» 1374، في الأفق الملتهب «شعر» 1379، رؤى أبو لون «شعر» 1379، الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية «عروض» 1396، التضامن الإسلامي «1396»، قمم الأولمب «شعر» 1396، المنتج الفسيح «1397»، عكاظ الجديد «ملحمة شعرية» 1396، مسائل اليوم «1402».
وعبر ديوانيه آماس وأطلاس «وقمم الأولمب» كسر العواد عمودية الشعر واحتسب بذلك مجددًا ورائدًا من رواد القصيدة الحديثة بالمملكة، والتي تماهت مع روح العصر وطورت من أنساقها فيما لم تتخل عن الغنائية وموسيقية الشعر. وخاض العواد من أجل مواقفه تلك غمار معارك شعرية، أدبية في إطار السجالات بين المجددين والتقليديين، والتي امتدت إلى تيار «الحداثيين أنفسهم».
ومن أشهر السجالات تلك التي دارت بينه وبين حمزة شحاتة ونتج عنها فيض إبداعي شعري ونقدي أتاح للباحثين والنقاد معرفة بيئة الأدب والمؤثرات فيها، وتتبع تفاصيل تلك المرحلة بدقة، والخروج بنتائج يمكن أن يبنى عليها لكتابة تاريخ الأدب في تلك الفترة بدقة وشفافية.
وبالرغم من المعارك التي خاضها محمد حسن عواد إلا أنه كان يتميز بالرصانة التي حفظت له دائمًا وجوده. وكان للعواد دور كبير في تطوير الحركة الثقافية عبر مساهمته في تأسيس نادي جدة الأدبي ورئاسته لردح من الزمن. وتم، وفاء وتقديرًا له من قبل النادي، تكريس جائزة للإبداع أنشأها باسمه رجل الأعمال أحمد باديب تمنح للمبرزين في الشعر. .