والاختصاصيون ينفوندراسة إيطالية تحذر.. والاختصاصيون ينفون
هل «السونار» خطر على الأم والجنين؟


لأسرة التي لا تُحسن التواصل مع أطفالها تُسهم الموجات فوق الصوتية أو ما يطلق عليه العامة «السونار» وسيلة للتأكد من حدوث الحمل لكل متزوجة حديثًا أو من سبق لها الولادة ومتابعة الحمل أولاً بأول. ويؤكد كثير من الأطباء أن هذه الآلية آمنة وليس لها أي أضرار على الأم أو الجنين، إلا أن دراسة إيطالية حديثة شككت في المعلومة ومضت إلى تأكيد أن استخدام هذه الموجات «يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان».. فما تفاصيل الدراسة؟ وماذا يقول أطباء النساء والتوليد عنها؟

منى الموجي: القاهرة

امعهد راماتسيني: تزيد من خطر الإصابة بالسرطان
تقول دراسة معهد راماتسيني الإيطالي لأبحاث السرطان، إن التعرّض لإشعاعات دون 10 أو 20 رادًا «وحدة قياس الأشعة المؤينة» وهو القياس المستخدم في إشعاعات عمليات الفحص بالتصوير المقطعي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وأخضعت الدراسة أكثر من 10 آلاف فأر تعرّضت للإشعاع في مراحل عمرية مختلفة للفحص، وكشفت عن تأثير مسرطن للإشعاعات دون 10 راد في الثدي والبنكرياس لدى الفئران الصغيرة. وتم تعريض الفئران في مرحلة تالية إلى إشعاعات وحقول مغناطيسية للتيار الكهربائي مدى الحياة، فارتفعت نسبة الإصابة بسرطان الثدي بمعدل ثلاثة أضعاف.

تمييز بين الأورام الخبيثة والحميدة
ولكن لأطباء النساء والتوليد رأيًا آخر عند سؤالهم عن: هل استخدام موجات دوبلر التصواتية «السونار» يزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟ أم أن الأمر يتعلق بالإفراط في الاستخدام؟ وهل الفحص بهذه الموجات يمثل الآن ضرورة لا مفر من اللجوء إليها، أم يمكن الاستغناء عنها؟ ورفض عدد من اختصاصي أمراض النساء والتوليد ما انتهت إليه الدراسة، وحيثيات الرفض عند د.ياسر أبو الوفا تقول: إن الفحص بهذه الموجات لا يشكل أي خطر على صحة الأم أو الجنين، كما أن أن وحدة القياس المستخدمة في هذه الموجات في الحدود الآمنة جدًا. ويضيف: لهذه الموجات العديد من الاستخدامات التي لا تقتصر فقط على متابعة المرأة الحامل، فمن الممكن أن يستخدمها أطباء الأمراض الباطنية لفحص الكبد والكلى والأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام، كما تُستخدم، أيضًا، لفحص أمراض الجهاز البولي والمثانة، وفي حالات التمييز بين الأورام الصلبة وهل هي حميدة أم خبيثة وبين الأكياس، أيضًا، لتحديد حجم الورم وشكله.

موجات دوبلر التصواتية تتابع مراحل الحمل
إذًا لماذا يرتبط دائمًا استخدام موجات دوبلر التصواتية بالمرأة الحامل؟ وتكون إجابة الأطباء: «لأنها تتابع من خلاله جميع مراحل الحمل من بدايته إلى نهايته، للتأكد أولاً من وجود حمل من عدمه، ومن ثمَّ هل الجنين داخل الرحم أم خارجه، وللتأكد أيضًا من هل هذا الحمل طبيعي ومكتمل النمو أم لا، وقد يكون الحمل حويصليًا بمعنى أن ما يوجد في الرحم ليس جنينًا إنما حويصلات صغيرة تشبه العنب، وعند التأكد من وجود جنين يستخدم «السونار» لمعرفة هل هناك نبض بالجنين أم لا، كما يتم من خلال هذه الموجات تحديد عدد الأجنة ونوعها».
وعن أهمية هذه الموجات في نجاح عملية أطفال الأنابيب يوضح أبو الوفا أنه من خلالها يتم التأكد من وجود البويضة ومن حجمها قبل الحمل، ثم يتم التقاط البويضة بعد التبويض، وبعد ذلك يكون دور «الدوبلر» الدور الطبيعي الذي يستخدم من أجله متابعة الحمل طوال فترته. ويرى أن من أهم العوامل التي تضمن إجراء فحص «سونار» ناجح هو أن يقوم بذلك طبيب مختص، إضافة إلى ضرورة استخدام سائل جيلاتيني ليسهل حركة البروب «ذراع معدني متحرك يوضع على الجزء المراد فحصه من الجسم»، كما يوضع هذا السائل ليفصل طبقة الهواء الموجودة بين البروب الخاص بالسونار والبطن، كي يتم التقاط صورة الجنين بوضوح.

لا علاقة سرطانية
ويوافق الرأي السابق د.عمر محمود، استشاري أمراض النساء والتوليد، الذي تحفظ، بل رفض أي احتمالات لخطر الإصابة بالسرطان لمن يتعرضون لاستخدام هذه الموجات، ومن تجربته وعمله كطبيب نساء وتوليد خلال 20 عامًا لم تصادفه، كما يقول، أي حالة أصيبت بالسرطان نتيجة لتعرضها للموجات التصواتية، مشيرًا إلى أنها وسيلة آمنة للاطمئنان على صحة الجنين والأم معًا.
وشدد دكتور محمود على الأهمية الكبيرة لها، خصوصًا في نجاح عملية أطفال الأنابيب والتي تتم عبر سحب البويضة بعد تحديد أكبر البويضات التي يمكن الاستفادة منها في الحمل.
وعن الوسائل التي كانت تستخدم سابقًا قبل «السونار» للاطمئنان على صحة الجنين وعلى صحة الأم يقول: الأمر كان يتم من خلال الفحص المهبلي التقليدي ومن خلال كبر حجم البطن.

لا إشعاعات ضارة
في الاتجاه ذاته، يؤكد د.إبراهيم عبدالجواد فرج، استشاري أمراض النساء والتوليد، أن الموجات التصواتية لا تُسمع بالأذن البشرية، وتشبه موجات الراديو في أنها لا تحمل أي إشعاع ضار، ومن ثم لا يمكن أن تتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، سواء سرطان الثدي أو سرطان البنكرياس أو أي نوع آخر كما تقول الدراسة.
وتابع د.إبراهيم أنه من الضروري عند إجراء الفحص بهذه الموجات ألا تكون هناك أجهزة هواتف محمولة داخل الغرفة حتى لا يحدث تداخل مع الموجات فوق الصوتية.
وأشار إلى أن من أهم استخدامات هذه الموجات التعرف على التشوهات الخلقية للجنين وهو داخل الرحم، وهذا ما لم يكن متاحًا قبل استخدام هذه الموجات، إضافة إلى إمكانية معرفة حجم الجنين وعمره.

لا دليل علميًا على الخطورة
يؤكد د.عادل عثمان، استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير، أنه لا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذه الدراسة على الجانب العملي، فقد أثبتت هذه الموجات طوال فترة استخدامها، سواء في مجال أمراض النساء أو في مجالات الجراحة العامة, أنها آمنة ولا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان.

إضاءة
كان تصميم أول نظام رادار صوتي والمعروف باسم Sonar في الولايات المتحدة عام 1914 لأغراض الملاحة البحرية، ولم توظف الموجات فوق الصوتية لخدمة الأغراض الطبية إلا في بداية الأربعينيات من القرن العشرين على يد دكتور الأعصاب النمساوي «كارل ثيودو». وفي الثمانينيات حدثت ثورة حقيقية في عالم الموجات فوق الصوتية، حيث ظهر ما يسمى Real time scanner أي التصوير الحي ثنائي الأبعاد B-Mode والذي عن طريقه يتم التعرف إلى حياة الجنين الفعلية وحركاته وتصرفاته ونبضات قلبه والتنفس في رحم الأم. وظهر أول جهاز فعال في هذا المجال عام 1985 في ألمانيا، ثم توجّه العلماء نحو البعد الثالث للحصول على صور حية مجسمة لما يحدث في جسم الإنسان، وكانت أول محاولة ناجحة في الحصول على صورة جنين ثلاثية الأبعاد من صورة ثنائية الأبعاد عن طريق الحاسوب في عام 1986.

.