الأمير نايف بن عبدالعزيز
الساهر على أمن الوطن والمواطن

 

ببالغ الأسى والحزن ودع الشعب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الذي كرس حياته لخدمة دينه ووطنه، ساهرًا على أمنه، مشكلاً سدًا منيعًا للوطن قريبًا من قلوب جميع المواطنين.

«كانت عطاءاته وإنجازاته طوال مسيرته الحافلة التي لم تقتصر على جهوده في المجال الأمني بوصفه وزيرًا للداخلية فحسب، بل تجسدت في موقعه كرجل دولة يملك الخبرة الإدارية وبعد النظر، حيث تصدى للكثير من قضايا الوطن والمواطن، وعمل على معالجتها بحنكته وخبرته ومهارته المعهودة، التي توازن بين مصلحة الدولة والمواطنين. كان لسموه، رحمه الله، بصمته الواضحة في التصدي لأرباب الفكر الضال ومحاولاتهم الإرهابية، فضلاً عن جهوده العظيمة في خدمة الحجاج وسلامتهم، والسهر على رعايتهم، وتيسير السبل لهم بترأسه للجنة الحج العليا. فكان حريصًا على تفقد مواقع المشاعر قبل الحج وفي أثنائه للاطمئنان على أوضاع الحجيج وسلامة الحج ونجاحه. كما ترأس العديد من الجمعيات الخيرية والجهود التي تعنى بدعم العمل الخيري داخل المملكة وخارجها.
أنشأ سمو ولي العهد، رحمه الله، جائزة الأمير نايف للسنة النبوية، إلى جانب جهوده في نشر الدعوة الإسلامية ودعم مؤسساتها ومناشطها في العالم، والكراسي العلمية ومنها قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إضافة إلى كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات السنة النبوية في جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية، وكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبدالعزيز.
ولد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في مدينة الطائف عام 1353هـ الموافق 1934م، ونشأ في كنف والده مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وتلقى تعليمه على أيدي مجموعة من كبار علماء العلوم الشرعية والآداب والشعر العربي الفصيح، والعلوم السياسية والدبلوماسية والإدارة، مستفيدًا من رؤية والده المؤسس الذي عرف عنه منهجه المميز في التربية والتعامل مع الأبناء.
وتولى سموه العديد من المناصب والمهام، وهي: وكيل إمارة منطقة الرياض في الفترة من 1371هـ إلى 1372هـ، وأمير منطقة الرياض من 1372هـ إلى 1374هـ، ونائب وزير الداخلية بمرتبة وزير عام 1394هـ، ووزير الدولة للشؤون الداخلية في العام نفسه، ثم وزير للداخلية عام 1395هـ، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عام 1430هـ، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية في ذي القعدة عام 1432هـ.

رأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، العديد من اللجان والمجالس، كما كان عضوًا في عدد آخر من المجالس واللجان من أبرزها: رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية البشرية عام 1421هـ، والرئيس الفخري للجمعية السعودية للإعلام والاتصال عام 1421هـ، والرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر»، والمشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة العربية السعودية، ورئيس لجنة النظام الأساسي لنظام الحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق عام 1412هـ، ورئيس مجلس القوى العاملة عام 1411هـ, والمشرف على هيئة التحقيق والادعاء العام عام 1409هـ، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب عام 1404هـ، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام عام 1401هـ، ورئيس مجلس إدارة جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية عام 1397هـ، ورئيس مجلس أمراء المناطق عام 1395هـ، ورئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1385هـ، ورئيس المجلس الأعلى للسياحة. ركزت رؤية سموه، رحمه لله، في تطوير قطاعات وزارة الداخلية على تطوير القدرات البشرية بالتعليم والتدريب المستمر، وعصرية الإدارة وتحديث الأنظمة بكل ما هو جديد، والاهتمام بالبنى التحتية، والتطوير والتحديث التقني المستمر. وأثمرت جهوده، رحمه الله، عن تنمية شاملة لقطاعات العمل الأمني، ومنها: «المديرية العامة للدفاع المدني، والمديرية العامة لحرس الحدود، والمديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية العامة للمباحث، والمديرية العامة للسجون، وقوات الأمن الخاصة، والمديرية العامة للجوازات، وقوات أمن المنشآت، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات».
وكان لسموه دور بارز على المستويين العربي والدولي، فأشرف رحمه الله، على لجان الإغاثة وحملاتها، والعمل الإنساني لمشاريع التبرعات الشعبية والحكومية التي تتبناها وتقدمها المملكة للشعوب العربية والإسلامية. وأسهم في دعم جهود الإغاثة للشعب الفلسطيني، فضلاً عن اعتماد العديد من المشروعات الإنسانية للمتضررين في الحروب وتنفيذها، وتقديم المساعدات الغذائية ودعم الأسر الفقيرة والجرحى والمعوقين وكفالة الأيتام، ودعم التعليم الجامعي، وبناء المساكن الخيرية، وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، وبناء المراكز المتخصصة لعلاج الأورام السرطانية. ومن جهوده الدولية في هذا الإطار، دعمه، رحمه الله، لجهود الإغاثة للشعب الأفغاني وإنشاء اللجنة السعودية لإغاثة كوسوفا والشيشان، وإغاثة المتضررين من كارثة تسونامي في إندونيسيا، وإغاثة المتضررين من الزلازل والفيضانات في الدول المتضررة. كان لسموه دور رائد في رعاية العديد من الجوائز والمؤتمرات والفعاليات العلمية والوطنية، ومنها جائزة السنة النبوية ومسابقة حفظ الحديث النبوي الشريف، وجائزة الأمير نايف للسعودة.
كما تقلد، رحمه الله، العديد من الأوسمة، وحصل على الكثير من الشهادات ومنها وشاح السحاب من جمهورية الصين عام 1379هـ، ووسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا عام 1397هـ، ووسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا في العام نفسه، ووسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية في العام نفسه أيضًا. وحصل سموه على الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة «شنغ تشن» في الصين الوطنية عام 1399هـ، ووشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، وهو أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، ووسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية عام 1400هـ، والدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام 1430هـ، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية في العام نفسه، والدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية، والدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط في جمهورية السودان. .