عبدالله بن خميس
مكتبة في رجل
عند الحديث عن الكاتب والأديب عبدالله بن خميس، فإننا نتحدث عن سيرة كاتب وأديب حافلة بالمعرفة والعطاء استمرت لما يناهز قرنًا من الزمان، فقد أثرى المكتبة العربية عمومًا، والسعودية خصوصًا بما جادت بها مخيلته من إبداعات، وما سطرت أنامله من شعر ونثر ونقد وأدب.
كانت محافظة الدرعية بمنطقة الرياض مسقط رأسه، حيث نهل العلم في البداية على يد والده الذي كان على قدر جيد من المعرفة، وكتب الشعر منذ نعومة أظفاره، ليلتحق بعدها بمدرسة دار التوحيد بالطائف. فكانت بلاغته الشعرية والأدبية والنثرية جواز سفره للالتحاق بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة، وتتلمذ على أيدي كبار شيوخ العلم كالخليفي، والمسعري، والقطان، والشعراوي، وغيرهم.
عطاءات خميس الأدبية لا حصر لها، وقد تنوعت بين الشعر والصحافة والجغرافية والنثر، نذكر منها «المجاز بين اليمامة والحجاز»، و«أهازيج الحرب»، و«من القائل»، و«معجم جبال الجزيرة»، و«بلادنا والزيت» وغيرها الكثير. كما ترك بصمة أدبية وثقافية واضحة في كل محطة مرّ بها خلال حياته المليئة بالترحال، فلا يوجد مكان من ثرى الجزيرة العربية إلا وارتحل إليه، إلى جانب رحلاته إلى البلدان العربية من المحيط إلى الخليج، بالإضافة إلى العديد من دول آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وكان الراحل عضوًا في المجمع اللغوي في دمشق، والمجمع اللغوي في القاهرة، إلى جانب المجلس العلمي العراقي، ومجلس الإعلام الأعلى.
تدرج عبدالله بن خميس في المناصب الإدارية ليضع اللبنة الأساسية في كل محطة عملية مرّ بها، وحاز الكثير من الجوائز والأوسمة، منها وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر، وجائزة الدولة التقديرية في الأدب، بالإضافة إلى وشاح فتح وميدالية من منظمة التحرير الفلسطينية، ووسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران.. لقد ترك الراحل الكبير إرثًا أدبيًا وشعريًا وثقافيًا ستتحدث عنه وتنهل منه الأجيال القادمة.