في الذكرى السابعة للبيعة
نهضة شاملة.. وإنجازات شاهدة
احتفى السعوديون بالذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين،
الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يستشعر همومهم ويعرف مسؤولياته كقائد يقود وطنه نحو نهضة تنموية اقتصادية واجتماعية شاملة، ويستشعر المواطن سلامة النهج الاقتصادي للمملكة رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم.
صدرت الميزانية العامة للدولة كأكبر ميزانية في تاريخها بمصروفات تقدر بمبلغ 690 مليار ريال وإيرادات تقدر بـ702 مليار ريال وبفائض 12 مليارًا، ما يؤكد قوة الاقتصاد الوطني ومتانته، ويعزز ثقة المواطنين في الاستقرار الاقتصادي، والاستبشار بمستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
كان خادم الحرمين الشريفين قد أصدر خلال السنوات الماضية مجموعة من الأوامر والتوجيهات الكريمة دللت على أن المواطن كان ولا يزال في مقدمة اهتماماته. ومن أهم هذه الأوامر توجيهه ببناء 500 ألف وحدة سكنية في مناطق المملكة كلها، وتخصيص مبلغ إجمالي لذلك قدره 250 مليار ريال.
وشهدت السنوات السبع الأخيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين، اعتماد العديد من المشاريع التنموية في مجال تعزيز البنية التحتية وتحديثها شملت عددًا من المجالات مثل الطرق، والمطارات، والاتصالات، والمياه والكهرباء، والخدمات الصحية والتعليمية، إضافةً إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يُعد استثمارًا طويل الأجل في الموارد البشرية.
وحافظت المملكة على معدلات تصنيف سيادية مرتفعة لملاءتها المالية من مؤسسات التقييم الدولية. وما زالت الثقة كبيرة وراسخة في أن يستمر النمو القوي والتنمية الشاملة للاقتصاد السعودي في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، العديد من الإنجازات المهمة، منها إنشاء عدد من المدن الاقتصادية، كمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة جازان الاقتصادية، ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، وكذلك تضاعفت أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى 32 جامعة، وافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن.
وإيمانًا منه بما للمرأة السعودية من دور فعال في إثبات الذات والوصول إلى أعلى المستويات فقد أولاها اهتمامه ورعايته وأعطاها الفرصة الكاملة
للإسهام في بناء هذا الصرح الشامخ لكي تصبح عضوًا في مجلس الشورى، وأن ترشح للانتخابات البلدية. وترجمة لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بدور المرأة ومكانتها في المجتمع، أطلقت وزارة العمل مبادرات وبرامج لفتح فرص وآفاق جديدة لعمل المرأة، التي تعد شريكًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأصبح لها دور ريادي متزايد في المجتمع يعزز مكانتها المتميزة كسيدة أعمال وموظفة وأم وزوجة.
ولن ينسى الشعب السعودي في هذه المناسبة الكريمة، أن خادم الحرمين الشريفين، أقر وللمرة الأولى في تاريخ المملكة، صرف إعانة للباحثين عن عمل. وبناء على ذلك أطلقت وزارة العمل برنامج «حافز» الذي يهدف إلى تحقيق طموحات أبناء الوطن وبناته في الحصول على فرص عمل حقيقية، وتأهيلهم وتهيئتهم لذلك، وصرف إعانة مالية لهم خلال فترة البحث عن العمل.
وبفضل الدعم والاهتمام غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ازدادت الاعتمادات المخصصة للضمان الاجتماعي عامًا بعد عام، إذ بلغت المصروفات للعام المالي 1431هـ/1432هـ ما يزيد على 24 مليار ريال. كما واصل خادم الحرمين الشريفين سياسة التطوير والتحسين لكل القطاعات الاقتصادية والصناعية فبلغ عدد المصانع المرخصة المنتجة حتى نهاية الربع الأول من عام 1433هـ (5177) مصنعًا. كما بلغ عدد المدن الصناعية (28) مدينة صناعية ما بين مطورة أو تحت التطوير. وانضمت المملكة إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) والذي جاء خطوة إيجابية نحو المزيد من الانفتاح والحيوية مع النظام التجاري العالمي. ودخلت المملكة العربية السعودية ضمن العشرين دولة الكبرى في العالم، حيث شاركت في قمم العشرين التي عقدت في واشنطن ولندن وتورنتو. وحقق التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين، إنجازات كبرى خطت من خلاله الجامعات السعودية خطوات متميزة في غضون سنوات معدودة، وحققت مكانة أكاديمية مرموقة. ويأتي تدشين خادم الحرمين الشريفين للمراحل الأولى من مشروعات المدن الجامعية ووضع الحجر الأساس للمراحل الثانية بتكلفة 81.5 مليار ريال ليؤكد الدعم الكبير والمتابعة المستمرة من قبل القيادة الرشيدة للتعليم العالي وحرصها على الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل، ما يعزز النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة. كما تجاوزت نسب الالتحاق بالتعليم الجامعي نسبة 92% من خريجي المرحلة الثانوية. وكان للحرمين الشريفين، نصيب وافر من رعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز واهتمامه، فأثمر هذا الاهتمام عن العديد من المشاريع الكبيرة في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، لا سيما تدشينه، رعاه الله، لأضخم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين، فضلًا عن توسعة المسعى وجسر الجمرات، وإنشاء قطارات حديثة تسهل تنقل الحجاج والمعتمرين والزوار وتنظم حركتهم في المشاعر المقدسة، وغيرها من المشاريع المباركة. وبدعم راسخ من خادم الحرمين الشريفين للثقافة والمثقفين تولد حراك إيجابي فعال يعيشه المشهد الثقافي في مختلف المناطق، ألقى بظلاله على خارج الوطن فأضحى صوت النخب الثقافية والفكرية السعودية بمختلف تفرعاتها
حاضرًا في مختلف المحافل العربية والدولية التي ركزت انتباهها على ما تموج به هذه البلاد من رصيد ثقافي هو امتداد لتاريخ عربي وإسلامي حافل بتراث فكري ومعرفي نفيس. أما قطاع النقل فقد شهد قفزات تنموية كمًا ونوعًا، وحظي بمتابعة شخصية ومستمرة من لدنه، أيده الله، ففي قطاع الطرق أصبحت المملكة العربية السعودية تمتلك واحدة من أضخم شبكات الطرق بلغ مجموع أطوالها أكثر من(59) ألف كلم، كما صدرت العديد من القرارات المهمة والتاريخية التي كان لها الأثر الكبير في دعم النقل وتطويره داخل المملكة، ومن أهمها الاستراتيجية الوطنية للنقل ومشروع النقل العام بمدينة الرياض، ومشاريع النقل العام في بقية مدن المملكة ذات الكثافة السكانية المماثلة بعد اكتمال دراساتها. وشهدت الخطوط الحديدية هي الأخرى عصرًا ذهبيًا في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تمثل في تنفيذ عدة مشاريع توسعية بلغ مجموع أطوالها (4350) كلم، كما نال قطاع الموانئ نصيبه من الاهتمام والدعم تمثل في وجود تسعة موانئ تجارية وصناعية حديثة التجهيز يتم من خلالها مناولة ما يقارب (95%) من صادرات المملكة ووارداتها. وعلى المستوى الدولي كانت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات واحدة من مبادراته المتعددة على المستوى الدولي، والتي كان من نتاجها مؤتمر مدريد للحوار، تبع ذلك إقامة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا، والذي سيفتتح في نوفمبر من هذا العام 2012 . وسيظل التاريخ يذكر خادم الحرمين الشريفين وجهوده الحثيثة لمكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره حين أطلق نداءه العاجل بضرورة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وتُوّج ذلك بالتوقيع بين المملكة والأمم المتحدة على اتفاقية تأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. .