عجائب الدنيا
السبع

تعود فكرة اختيار عجائب الدنيا إلى عام 255 ق.م، عندما قام المفكر الروماني فيلو بعمل قائمة جمع فيها ما عدَّه إنجازًا مدهشًا في زمانه، ولم يبق من مخطوطته الموجودة في متحف الإسكندرية القومي على سطح الأرض سوى الهرم الأكبر في الجيزة، بينما اختفت الباقيات نتيجة عوامل التاريخ والتعرية. ثم أتبع مخطوطته بقائمتين أو أكثر لعجائب الدنيا السبع، معظمها تجاوز السبع بقليل خلال القرون الوسطى.

تناقلت الأجيال المتعاقبة فكرته حتى وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين، حيث تمت فيه أضخم عملية استطلاع من نوعها لتحديد أعجب المعالم المعمارية السياحية في العالم. استغرقت عملية التجميع خمس سنوات من قبل باحثين في التاريخ وخبراء عكفوا على التحقق من البيانات التاريخية وتقييم استحقاقية المناطق المرشحة. ومع حلول عام 2005، توصلت مؤسسة العجائب السبع الجديدة اللاربحية إلى قائمة تحوي 200 صرح معماري، تم تقليصها إلى 77 عبر تصويت بالإنترنت اشترك فيه أكثر من 20 مليون شخص. ثم قلصت القائمة إلى 21 صرحًا في التصفية قبل النهائية من قبل فريق من المهندسين المعماريين، وفتح بعد ذلك التصويت للوصول إلى قائمة لعجائب الدنيا السبع للعام.

أعاجيب عام 2012
في كل عام يتم اختيار سبعة معالم جديدة، ولقد ضمت قائمة الترشيحات الجديدة واحدًا وعشرين صرحًا هندسيًا مميزًا تضم التالي: الأكروبوليس في اليونان، ومسجد آيا صوفيا في تركيا، ومبنى الكرملين في الميدان الأحمر في موسكو الروسية، ومدرج الكولوسيوم في إيطاليا، وقلعة نيوشفانشتاين في مدينة فوسين الألمانية، وبرج إيفل في باريس، وأهرامات الجيزة في مصر، وبقايا أحجار قرية ستونهنج التاريخية في أميسبوري البريطانية، وقصر الحمراء في إسبانيا، وسور الصين العظيم، ومعبد كيوميزو في كيوتو اليابانية، ودار أوبرا سيدني في أستراليا، وبقايا آثار مدينة أنغكور وات في كمبوديا، وضريح تاج محل في الهند، وآثار مدينة تمبكتو القديمة في مالي الأفريقية، ومدينة البتراء الأردنية، وجزيرة الفصح النائية في المحيط الهادئ والتابعة لتشيلي، وآثار مدينة ماتشو بيتشو القديمة في البيرو، وهرم تشيتشن إيتزا في المكسيك، وتمثال الحرية الأمريكي. من بين هذه القائمة تم اختيار سبعة معالم تستحق لقب الأعجوبة.

 

المكسيك.. هرم تشيتشن إيتزا
بُنيت مدينة تشيشتن إيتزا في المكسيك عام 500 قبل الميلاد، وهي معقل شعب المايا في شمال شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية. تم اكتشاف المدينة في أواخر القرن التاسع عشر على يد الباحث الأمريكي إدوارد تومبسون عندما تسلق هرم المدينة مصادفة في إحدى الليالي، وكان غارقًا بين النباتات، ثم ما لبث أن تبيَّن معالمه حين تسلل ضوء الشمس إليها. يبلغ ارتفاع الهرم 54 مترًا، وكان مركز المدينة القديمة الديني والاجتماعي، ومرصدًا فلكيًا يستخدم لوضع التقويم، وأيضًا، معبدًا للمحاربين الذين وثَّقوا قصص اجتياح يوكاتان العديدة. يميز الهرم نصب الأفعى ذات الريش والفم الكبير.

 

الصين.. سور الصين العظيم
كل ما يرتبط بسور الصين، يجعله يستحق كنية «العظيم» التي تلازمه. بدءًا بالمدة التي استغرقتها عملية بنائه منذ عهد حكام تركيو صبحيو تشانغو الذين أنشأوا الجزء الأول منه لحماية مملكتهم من هجمات القبائل الشمالية من مغول وغيرهم، وصولاً إلى عملية إضافة أغلب أجزاء السور في عهد حكم أسرة تشين التي ساهمت في مد السور وتدعيمه، لتنتهي بعد توحيد الصين في سنة 204 ق.م. وبما أن الأرقام خير دليل للمقياس، فقد شارك في بناء السور أكثر من 300.000 شخص بين مهندسين ومصممين وبنائين. يبلغ طوله النهائي 6.700 كلم، تمتد بموازاة جميع التضاريس التي يمرّ عبرها من أنهار وجبال وتلال، وتشكل انحناءاته نموذجًا رائعًا للمحافظة على الطبيعة. تواصلت عمليات التدعيم والتجديد في أجزائه المختلفة على مدى 1644 عامًا، ما جعله يتربع على قائمة التراث العالمي التي حددتها اليونسكو عام 1987.

 

الصين.. سور الصين العظيم
كل ما يرتبط بسور الصين، يجعله يستحق كنية «العظيم» التي تلازمه. بدءًا بالمدة التي استغرقتها عملية بنائه منذ عهد حكام تركيو صبحيو تشانغو الذين أنشأوا الجزء الأول منه لحماية مملكتهم من هجمات القبائل الشمالية من مغول وغيرهم، وصولاً إلى عملية إضافة أغلب أجزاء السور في عهد حكم أسرة تشين التي ساهمت في مد السور وتدعيمه، لتنتهي بعد توحيد الصين في سنة 204 ق.م. وبما أن الأرقام خير دليل للمقياس، فقد شارك في بناء السور أكثر من 300.000 شخص بين مهندسين ومصممين وبنائين. يبلغ طوله النهائي 6.700 كلم، تمتد بموازاة جميع التضاريس التي يمرّ عبرها من أنهار وجبال وتلال، وتشكل انحناءاته نموذجًا رائعًا للمحافظة على الطبيعة. تواصلت عمليات التدعيم والتجديد في أجزائه المختلفة على مدى 1644 عامًا، ما جعله يتربع على قائمة التراث العالمي التي حددتها اليونسكو عام 1987.

 

الأردن.. مدينة البتراء الوردية
تعد البتراء من أبرز المواقع التاريخية في الوطن العربي. لم يكن يعلم الأنباط حين بنوها عام 400 ق.م، واتخذوها عاصمة لهم بأنها سوف تصبح معلمًا أثريًا يتنافس في فك أسراره كبار المهندسين. كان الهدف الرئيس من بنائها بشكلها الحالي الغامض هو تأسيس شبكة طرق محكمة آمنة تمر من خلالها القوافل التجارية التي كانت تجلب إليهم الذهب والفضة والأحجار الثمينة واللؤلؤ من الهند والجزيرة العربية. تتألف المدينة من دهاليز عديدة تربط بين الخزنة والدير، والمعبد والمسرح والمحكمة وبعض بقايا القصور. تبدأ رحلة استكشاف المدينة من واد فسيح به أضرحة منحوتة في الصخر ويؤدي إلى مدخل ضيق، يليه ممر عريض بين الصخور الشاهقة العلو، ثم يتحول إلى فجوة مظلمة بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس لتظهر الخزنة عند مخرج الممر بشكل آسر للأنظار. تعد الخزنة الجزء الأشهر في المدينة والأكثر استقطابًا للسياح، كما تم تصوير عدة أفلام هوليوودية عند عتباتها. تم اكتشاف البتراء عام 1812 مصادفة بوساطة المستشرق السويسري بركهارت، وأدرجت ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

 

البيرو.. مدينة ماتشو بيتشو
تعني كلمة ماتشو بيتشو باللغة الإنكية المندثرة «قمة الجبل القديمة». بُنيت هذه المدينة الأثرية من قبل شعب الإنكا خلال القرن الخامس عشر، وتقع بين جبلين من سلسلة جبال الأنديز على ارتفاع 2340 مترًا فوق سطح البحر. كان المستكشف الأمريكي بينغهام في عام 1911 يقوم برحلة بحث استطلاعية عن آثار الإنكا التي دمرها الإسبان في البيرو عبر الغابات الاستوائية، وبعد تسلقه جدارًا جبليًا محاطًا بصخور كثيرة بشكل مريب، بدأت مدينة ماتشو بيتشو والحضارة التي تحملها بالظهور من خلف مدخل حجري مسدود بفعل زلزال منذ زمن بعيد، ولذلك لُقبت بالمدينة المفقودة.
لا يوجد لدى حضارة الإنكا أي سجل مكتوب، لأن ثقافتهم كانت مبنية على التوثيق بالنقل الشفهي، إلا أن أطلال المدينة تشهد على معجزات هندسية. ولقد صممت المدينة بدقة لحمايتها من عوامل الطبيعة، إذ إنها مبنية على قمة جبل وعلى سفح هاوية سحيقة يبلغ ارتفاعها 600 متر، ولهذا الموقع الفريد لقبت بالحديقة المعلقة. يعزى إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى إتقان هندستها المعمارية التي تنم عن وعي في استخدام العلوم المعرفية.

 

روما.. الكولوسيوم
الكولوسيوم أو المدرج في روما، كانت ساحته تستخدم لمدة 500 عام لإحياء المسابقات الجماهيرية وقتال المصارعين ومطاردة الحيوانات المفترسة. استغرق بناؤه عشر سنوات في عهد الإمبراطور فيسباسيان. يتسع الكولوسيوم الذي يبلغ محيطه 527 مترًا وارتفاعه 50 مترًا لـ50.000 مشاهد. هناك اعتقاد سائد بأن ساحته كانت مغطاة بقبة سماوية كبيرة إلا أنها تهدمت مع الزمن. يُعد الكولوسيوم أشهر المسارح في العالم، إذ إنه يعد أبَ المدارج ذات التصميم المستدير أو البيضاوي بعد أن كانت المسارح الجماهيرية تتخذ شكلاً نصف دائري أو ربع دائري. صمد هذا الصرح التاريخي أمام العديد من الزلازل والغزوات البربرية، ومحاولات الهدم الثورية. سُجلت آخر ألعاب أقيمت فيه في عام 476م ومن بعده سقطت روما.