فنون العمارة

العمارة فن وعلم لتشييد المباني وتصميمها ليغطي الإنسان بها احتياجات مادية «كالسكن مثلاً»، أو حتى معنوية، وذلك باستخدام مواد وأساليب إنشائية مناسبة، وقد شهد الماضي صروحًا معمارية سيظل يذكرها التاريخ إلى الأبد.

 

قصر بوتالا

هي مجموعة مشهورة على شكل القلعة، تقع على قمة جبل هونغشان بمدينة لاسا في التيبت الصينية، يعود تاريخها إلى أكثر من 1300 عام، حيث تأسست في القرن السابع، ترتفع قلعة بوتالا أكثر من 3700 متر عن سطح البحر، إجمالي مساحتها أكثر من 3700 متر مربع، طولها من الشرق إلى الغرب 360 مترًا، وعرضها من الجنوب إلى الشمال 270 مترًا، يرتفع المبنى الرئيس 117 مترًا من 13 طابقًا، فهو أعلى مجموعة فخمة للبنايات في العالم.

 

تاج محل

هو معلم معماري هندي يقع في آكرا، يعد من أكبر الشواهد على الفنون والعمارة في العهد المغولي، شُيِّد الضريح تخليدًا لذكرى أرجونمد بانو باكام، والتي اشتهرت بلقب ممتاز محل، وكانت الزوجة المحظية لدى السلطان شاه جهان، توفيت سنة 1631 ودفنت بالقرب من زوجها، في أثناء إحدى الحملات العسكرية، وتطلب تشييد هذا المعلم سبعة عشر عامًا، وقيل بعد اثنين وعشرين عامًا، وتجنيد أكثر من عشرين ألف رجل، ويبلغ ارتفاع الضريح «المبنى الرئيس» 73 مترًا، نقشت عليه آيات قرآنية، وبعض الرسومات البارزة، والتي تعد مرجعًا لدراسة فن الرسم في الهند في أثناء العهد المغولي.
يقع الضريح على الضفة اليسرى من نهر جمنا، وتتقدمه حديقة فخمة بها حوض ماء، تنعكس عليه صورة المبنى نفسه، ويتقدم الحديقة بناء عبارة عن خان، يستخدم حاليًّا كبوابة ضخمة، ويوجد وراء الضريح مسجد، والضريح مرصَّع بالمرمر، ناصع البياض، في حين بُني المبنيان اللذان يقعان خلفه وأمامه من الحجر الأحمر، وقد أدى ذلك إلى إبراز الضريح بمرمره الأبيض، وقد شُيِّد الضريح في وسط مصطبة مربعة، وهو بناء مشطوف الأركان، وفي كل شطف عقدان، أحدهما فوق الآخر، ويتوسط الواجهة المدخل، وعلى جانبي المدخل عقدان يتماشيان مع عقدي الأركان، وتفصل بين العقود جميعًا أعمدة رشيقة مندمجة ترتفع إلى ما فوق الضريح، ويعلو البناء قبة بصلية ضخمة فوق رقبة طويلة، أما في الداخل فيوجد قبران من المرمر، هما: قبر شاه جهان، وقبر زوجته ممتاز محل، يحيط بهما حجاب رشيق من الرخام، يصل ارتفاعه إلى 2.25 سنتيمتر، وسطح البناء من الداخل، مبني على هيئة قبة نصف كروية هي القبة الداخلية التي تعلوها القبة الخارجية البصلية، وقد جمع ضريح تاج محل بين فخامة المظهر والدقة المعمارية، وجمال العناصر الزخرفية، ويعد الضريح قمة عمارة الأضرحة.

 

الكوليزيوم

وهو من أكثر الإنشاءات المعمارية في روما، ومن أجملها في العالم، ويشهد حجمه وعقوده المتينة، والتوافق الكامل بين عناصره الزخرفية، على ما بلغته العبقرية والقدرات الرومانية القديمة من ذروة التقدم، كان طول محيطه يبلغ 527 مترًا، وارتفاعه 50 مترًا، وكان يتسع لخمسين ألفًا من المتفرجين الذين كانوا يقصدونه لمشاهدة أكثر العروض إثارة، كالمصارعة، ومطاردة الحيوانات المفترسة، بل وبعض المعارك البحرية، وقد بني الكوليزيوم في الفترة من عام 70-80 م، وأمكنه الصمود أمام غزوات البربر المتتابعة.