قصر شبرا
متحف قصر شبرا، أو قصر شبرا التاريخي، هو أحد القصور التاريخية الموجودة بمدينة الطائف، أنشأه علي عبدالله بن عون عام 1323هـ 1904م، وتم الانتهاء منه خلال عامين، وتم ذلك في عام 1325هـ 1906م، وقد تم تحويله إلى متحف إقليمي لمحافظة الطائف وافتتح لاستقبال الزوار عام 1415هـ الموافق 1995م، وكان الملك عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، يتخذه قصرًا له عندما كان يزور الطائف.
يتميز القصر بطراز معماري يمزج بين الطابعين الروماني والإسلامي، مع أساليب العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز، وهو تحفة معمارية جميلة من الداخل
والخارج، وتحفُ به الأشجار وتزين حجراته وأسقفه النقوش الخشبية، ويعد أحد المعالم الأثرية في الطائف، كما يتكون القصر من طابق أرضي تعلوه أربعة طوابق، إضافة لملاحق خارجية وحدائق، ويضم حوالي 150 غرفة، وله عدة مداخل، وبوابته الرئيسة تقع في الجهة الغربية، وهي مصنوعة من الخشب المزخرف. وللقصر أربع واجهات متشابهة تتخللها أعمدة مصنوعة من النورة والحجر، وفي القاعة الرئيسة في القصر يوجد سلم كبير مزدوج خشبي، أرضيته مصنوعة من المرمر، ويعرف بـ «السلملك»، ويمتد حتى الدور الثاني الذي يحتوي على جناحين يضمان غرفًا كبيرة، وأخرى صغيرة عقود جدرانها الداخلية والأعمدة والأركان ذات زخرفة ملونة على شكل أوراق نباتية طليت أطرافها باللون الذهبي. أما نوافذ القصر وأبوابه فمصنوعة من الخشب المحفور ذي اللمسات الفنية البديعة، وأسقف القصر خشبية مطرزة بأشكال زخرفية ونقوش، وينتهي سور سطح القصر بزخرفة يغلب عليها الطابع الروماني، ويقع القصر على أحد الشوارع الكبيرة بمدينة الطائف والمسمى بشارع شبرا.
يضم القصر متحفًا يعطي نبذة عن إنشائه، والمراحل التاريخية والسياسية التي شهدها، ويحتوي، أيضًا، على مجموعة من الأدوات الحجرية والقطع الفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الصخرية، ويوجد قسم عن الحرف والصناعات التي تتميز بها مدينة الطائف، كاستخراج الورد الطائفي، وقسم آخر عن السوق القديم الذي يسمى محليًا بـ«الخان»، وملحقاتها كأنواع الدكاكين والمهن القديمة، مثل: العطار، والصائغ، والنحاس، والخياط، وغيرها.
يذكر أن متحف القصر يضم بداخله، إلى جانب ما سبق، آثارًا ومنقوشات ورسومًا أثرية محفورة على صخور حجرية مرتبة بشكل منتظم، ومعلقة على رفوف وحوامل خشبية، حيث اكتشفت تلك الآثار في محافظة الطائف، وتعود إلى عصور إسلامية، وبعضها إلى ما قبل الإسلام، كالألواح الصخرية المنقوش عليها كتابات باللغة العربية، حيث تبين الخط العربي وأنواعه على مر العصور، إضافة إلى أنواع وأحجام مختلفة من أحجار الرحى الأثرية المستخدمة في طحن الحبوب، وأسلحة قديمة أثرية من سيوف ودروع وخناجر ورماح وبنادق ومسدسات، إلى جانب أحجار كريمة وحلي وأختام قديمة، ومسكوكات ذهبية وفضية أثرية، كما يحتوي على أوان منزلية ومصابيح حجرية وفخارية وزجاجية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وغيرها الكثير من الآثار التي تدل على عراقة تاريخه.
-----------------
قصر لوكسمبورغ
كانت الوصية على العرش ماري دي ميديسيس ريجنت، قد اشترت الفندق والمنطقة المسماة «لوكسمبورغ» في عام 1612، وأمرت المهندس المعماري سالومون دي فرجونة بإنشاء قصر في عام1615. وفي عام 1625 انتقلت إلى هناك قبل الانتهاء من بنائه، وكان الجانب الأيمن من القصر محجوزًا للملكة الأم، أما الأيسر منه فكان لابنها الملك لويس الثالث عشر، وقد طلب من «روبنز» مجموعة من اللوحات لكل شقة، ولكن لم يتم تنفيذها جميعًا، باستثناء 13 منها فقط، وذلك لمسكن دي ميديسيس ماري، وهي معروضة الآن في متحف اللوفر، وقد تم الانتهاء من البناء في عام 1631، ولكن ماري دي ميديسيس خرجت منه في العام نفسه، بعد أن تم نفيها بأمر من ابنها، وعند وفاتها عام 1642، ورث المنطقة طفلها المفضل وثاني أبنائها «جاستون» د
وق أورليان، والشقيق الأصغر للملك لويس الثالث عشر، وانتقل القصر متوارثًًا إلى أرملته مارجريت لورين، ثم إلى ابنته الكبرى دوقة Montpensier، التي باعته لشقيقتها الصغرى، دوقة ستار 1660، وهذه الأخيرة قامت بالتنازل عنه لابن عمها الملك في عام 1694، وفي عام 1715، عاد قصر لوكسمبورغ للوصي على العرش فيليب دورليان، الذي تخلى عنه لبناته، الدوقة بيري وملكة إسبانيا الأرملة، وتوفيت الأخيرة هناك في عام 1742، وفي 14 من تشرين الأول لعام 1750، افتتح المعرض الملكي للرسم في قصر لوكسمبورغ بمبادرة من تشارلز فرانسيس بول لو نورمنت دو تورنيم، مدير مباني المَلك، في موضع معرض ماري دي ميديسيس نفسه، في الجناح الشرقي لقصر لوكسمبورغ، وعُرضت فيه مجموعة مختارة من «لوحات الملك» بالقرب من مجموعة روبنز، وهذا المتحف المخصص للفنون هو الأول من نوعه المفتوح للعامة في فرنسا، والذي يسبق إنشاء متحف اللوفر في عام 1793، كما أن تراث المتحف لا يزال موجودًا في متحف لوكسمبورغ الحالي. ووفقًا للمرسوم الصادر في ديسمبر عام 1778، منح الملك لويس السادس عشر المنطقة والقصر لأخيه كزافييه ستانيسلاس لويس، بصك زيادة إقطاعية، وبعد هروبه في عام 1791، أعلن قصر لوكسمبورغ بأنه «ملكية وطنية»، ليصبح «لوكسمبورغ» سجنًا في أثناء الإرهاب قبل أن يتأثر بحكومة «المديرين» في عام 1795. وفي نهاية عام 1799، استبدل بحكومة «المديرين» مجلس الشيوخ المحافظين، الجمعية التي أنشأها دستور العام الثامن، وفي عام 1814 منح القصر لمجلس اللوردات.
أصبح الفندق القديم، ما يسمى الآن بلوكسمبورغ الصغير، المقر الرسمي لرئيس مجلس الشيوخ منذ عام 1825، مبنى الحقوق، والمعروف، أيضًا، باسم فندق مجلس الرئاسة، ويحتوي على مكتبه وموظفيه وصالاته وغرفة طعامه الخاصة، مبنى الجهة اليسرى، ويسمى صالونات، ويحوي غرف الطعام وصالات كبرى للحفلات التي يستضيفها الرئيس أو مجلس الشيوخ لاستقبال الشخصيات الأجنبية.
في القرن التاسع عشر حصلت بعض الإضافات إلى القصر، مع واجهة جديدة، وحديقة «ألفونس دي جيزور 1836-1841»، ودورة من اللوحات «1845-1847» من قبل يوجين ديلاكروا، والتي تمت إضافتها إلى المكتبة، وخلال الاحتلال الألماني لباريس 1940-1944، أصبح القصر مقرًا رئيسًا للألمان في فرنسا، كان القصر «نقطة مهمة» للقوات الألمانية للدفاع عن المدينة، الأمر الذي كان سيعرض القصر للتدمير بشكل كامل في حال حدوث الحرب، ولكن في أغسطس 1944، وبفضل قرار القائد العام «فون ديتريش»، بالاستسلام، وتسليم المدينة بدلاً من الحرب، لم يلحق بالقصر سوى أضرار طفيفة، وبدءًا من 29 يوليو إلى 15 أكتوبر 1946، كان قصر لوكسمبورغ مقرًا للمحادثات من مؤتمر باريس للسلام.