الحرص على التزود بالحقيبة الطبية

إرشادات صحية لضيوف الرحمن


يزداد الزحام خلال موسم الحج ويتجمع الناس من مختلف الدول، بما فيها الدول التي تنتشر فيها بعض الأمراض المعدية، في مكان واحد، ما يزيد من
فرص انتقال الأمراض المعدية.

د. إيهاب خطابي

من أهم الأمراض المعدية: الإنفلونزا والدفتيريا والسل والسعال الديكي والنكاف والحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الكبد الفيروسي وشلل الأطفال. ومن حسن الحظ أن معظم تلك الأمراض لها لقاحات للوقاية منها، وتعد هذه اللقاحات وسائل ناجحة للوقاية من تلك الأمراض، إذا أخذت في الوقت المناسب، كما أنه تم استئصال بعض تلك الأمراض والقضاء عليها في كثير من مناطق العالم عن طريق تلك اللقاحات، إلا أن هناك بعض الأمراض المعدية التي ليس لها تطعيمات إلى الآن مثل الملاريا والأيدز، وهذا يستدعي الأخذ بالتحذيرات العامة التي تقي من خطر التعرض للعدوى بتلك الأمراض التي ما زالت تشكل مخاطر حقيقية على الصحة. تنتقل بعض الأمراض من شخص لشخص من خلال إفرازات الأنف والفم عند الكحة أو العطس أو الكلام مثل الإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية والسل. ويمكن تقليل مخاطر العدوى بتلك الأمراض بتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة.
الأمراض المزمنة
مرض السكري: لا يؤثر هذا المرض في أداء المناسك إذا ما اتخذت الاحتياجات اللازمة، فعندما يرغب المصاب بالسكري الذهاب إلى الحج، فإن هناك أمورًا لا بد من فهمها ومعرفتها معرفة جيدة ليتيسر له الحج بيسر وسهولة دون أن يعرض نفسه لأي مضاعفات، ولتبسيط ذلك نوضح الآتي:
• يجب على المصاب بالسكري قبل سفره للحج زيارة الطبيب المعالج، للحصول على العلاج الكافي، والحصول على تقرير عن حالته المرضية للاستفادة منه إذا لزم الأمر، وزيارة مركز السكر للحصول على الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج، ومعرفة أعراض ارتفاع السكر في الدم وانخفاضه وكيفية علاجهما، إضافة إلى زيارة اختصاصي التغذية لإعطاء الإرشادات المهمة عن البرنامج الغذائي الذي يتلاءم مع ظروف الحج.
• لا بد من تجهيز حقيبة خاصة بحيث تحتوي على بطاقة تفيد بأنه مصاب بالسكري، والتقرير الطبي المعد من قبل الطبيب مع كمية كافية من العلاج، سواء كان حبوبًا أو إنسولين أو غيرهما، وجهاز قياس نسبة السكر بالدم إذا أمكن، حيث يحتاج المصاب إلى زيادة عدد مرات الفحص خلال فترة الحج عن المعدل الطبيعي، وبعض الحلوى أو قوالب السكر التي يحتاج إليها عند انخفاض السكر في الدم. ويجب أن تكون الحقيبة الخاصة بأدوات السكري منفصلة عن حقيبة ملابسه، وتكون ملازمة له طوال الوقت لاستخدامها عند الحاجة، كما ينصح باستخدام الملابس الواسعة والمريحة وخصوصًا الجوارب القطنية والأحذية المريحة، لتجنب التعرض للمشاكل في القدمين، وإحضار الشمسية للوقاية من ضربات الشمس في أثناء السفر.

ضغط الدم: من الأمراض المنتشرة، وهناك كثير من العوامل التي قد تساعد على ارتفاع ضغط الدم، مثل العامل الوراثي، التدخين، السمنة، إهمال ممارسة الرياضة، إضافة إلى القلق والتوتر، ويمكن للحاج المصاب بارتفاع ضغط الدم أن يؤدي المناسك بيسر وسهولة إذا ما اتبع الإرشادات التالية:
• يجب على الحاج قبل السفر مراجعة طبيبه الخاص، ومتابعة قياس الضغط.
• يجب عليه كذلك أخذ أدوية الضغط التي وصفها له الطبيب، واتباع تعليماته في تناولها.
• البعد عن جميع العادات الغذائية السيئة التي من شأنها أن تزيد الحالة سوءًا مثل تناول الشاي والقهوة، والإكثار من تناول الأطعمة الدسمة، والتدخين حتى السلبي منه.
• البعد عما يثير التوتر والقلق، وغني عن البيان أن مثل هذه الرحلة الإيمانية المباركة سوف يكون لها أبلغ الأثر في إزالة عوامل التوتر والقلق، ولا تنسَ أخي الحاج الإكثار من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، فهي ذات تأثير قوي إن شاء الله.
• يجب ألا تنسى عزيزي الحاج أن تحضر معك أدوية الضغط، وأن تأخذها بانتظام حسب أوقات المناسك.
• الابتعاد عن المشروبات والأطعمة التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل أملاح الصوديوم وكذلك مشروب العرقسوس.

مرضى الحساسية: يجب على هؤلاء المرضى الاهتمام بالإرشادات الطبية لتجنب أي أزمات أو مضاعفات مرضية، خصوصًا أن الزحام في أماكن تأدية الشعائر يمكن أن يصيبهم بإجهاد شديد قد يتسبب في هذه الأزمات، لذا يجب على هؤلاء المرضى البعد عن أماكن الزحام وبخاصة أماكن رمي الجمار، والحرص على مراجعة الطبيب قبل السفر، وكذلك أخذ الأدوية المختلفة التي يحتاج إليها المريض، وعلى رأسها بخاخات الربو مثل الفنتولين، والبعد عن تناول الأدوية التي قد تتعارض مع المرض، مثل مضادات بيتا المستخدمة في علاج ضغط الدم، في حالة إذا ما كان المريض يعاني، أيضًا، ارتفاعًا في ضغط الدم، كذلك تجنب الإصابة بنزلات البرد قدر المستطاع، حيث إنها تساعد على زيادة احتمالات الإصابة بالأزمات الربوية.
يذكر أن هناك حالات مرضية قد تسوء نتيجة لارتفاع نسبة الرطوبة في الجو كعامل من العوامل المحفزة لزيادة الحساسية، ومن ثمَّ الإصابة بالأزمات الربوية، لذا يجب الحرص قبل السفر على مراجعة نسبة الرطوبة في أماكن المشاعر.

مريض الكلى: أمراض الكلى كثيرة، وهي تشمل المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل كلوي، وضعف وظائف الكلى، وحصوات الكلى. فبالنسبة للمريض الذي يحتاج إلى غسيل فلا بد من الترتيب المسبق لتوافر أجهزة غسيل الكلى وإمكانية الوصول إليها. أو تسقط عنه الفريضة. أما غيرهم فلا بد من الفحص المسبق من قبل الطبيب وتحديد إمكانية حجه. وما الاحتياطات التي يجب عليه اتباعها. أما بالنسبة لمريض حصوة الكُلى فعليه الإكثار من شرب السوائل بمعدل لترين يوميًا، كما يُنصح بتجنب حرارة الشمس، وأداء بعض المناسك بعد غروب الشمس.

مريض الصرع: يعتمد على مدى التحكم عن طريق الأدوية بنوبات الصرع، وهل هذه النوبات تتكرر أم أن المريض بناءً على محافظته على الدواء تتم السيطرة على هذه النوبات. أمثال هؤلاء لا بأس من أدائهم فريضة الحج. أما المشخصون حديثًا فينصح بالتأجيل حتى يتم التحكم بالحالة والسيطرة على النوبات. وعلى مريض الصرع أن يأخذ كمية كافية من الأدوية، وأن يصحبه أحد معارفه تحسبًا لأي طارئ.