المكتبات..شاهدٌ على العصر

تعد المكتبات مرفقًا من مرافق المعلومات الذي يعمل على اختيار المصادر وانتقائها، والعمل على تنظيمها، وتقديم خدمات المعلومات من خلالها. وتؤدي المكتبة دورًا بارزًا في حياة كل مواطن، كما أنها أصبحت الآن من الدعائم الأساسية لمجتمع المعلومات، حيث تكمن أهميتها في الإمداد بالمعلومات ومساندة القرارات المختلفة، إلى جانب التثقيف العام، ومشاركة المجتمع مشكلاته، وعقد ندوات ومؤتمرات تناقش مشكلةً أو موضوعًا حيويًا يهم المجتمع.

 

مكتبة الملك عبدالعزيزا

أنشأها ويرعاها خادم الحرمين الشريفين الملــك عبدالله بـن عبدالعزيز آل سعود، الرئيس الأعلى لمجلس إدارتها، في الخامس من رجب عام «1405هـ، 1985م»، وافتتحها حفظه الله في العاشر من رجب «1408هـ، 1987م»، وذلك للعناية بشؤون الكتاب والمستفيدين منه. وتتمتع المكتبة ببنية مكتملة الأركان من التجهيزات الحديثة، والنظم المستجدة في كل أقسامها ومجالاتها المتعددة الفروع. وتلبي في الوقت نفسه حاجات قاصديها بمختلف مشاربهم، ليجد فيها الكل مبتغاه من عالم وباحث أو طالب أو امرأة أو طفل، كل وفق رغبته وبحسب فئته العمرية وطاقته المعرفية، وبمقدار استيعابه الفكري والتحصيلي. وقد اكتملت منظومة المكتبة بصدور الموافقة السامية ذات الرقم أ/36 بتاريخ 4/2/1417هـ، على إنشاء مؤسسة خيرية باسم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، حيث كان الهدف من إقامة هذه المؤسسة الخيرية توفير مصادر المعرفة البشرية وتنظيمها، وتيسير استخدامها وجعلها في متناول الباحثين والدارسين. وللمكتبة اهتمام مميز بتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، وتاريخ الملك عبدالعزيز على وجه الخصوص. كما تبذل قصارى جهدها لرصد التراث العربي والإسلامي، والإسهام في إحيائه وإخراجه بما يلائم روح العصر.
تهدف مكتبة الملك عبدالعزيز إلى توفير جميع أوعية الإنتاج الفكري وتنظيمها من كتب ودوريات ومواد سمعية وبصرية، ومخطوطات في مجالات المعرفة المختلفة، إلى جانب الاهتمام بتجميع الإنتاج الفكري والعربي والأجنبي، وتوثيقه بجميع أشكاله من الدوريات والبحوث المتعلقة بتاريخ الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وتاريخ المملكة العربية السعودية بوجه عام، إلى جانب نشر المعرفة والثقافة والعلوم، خصوصًا العربية منها والإسلامية، والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه وتجديده.
كما تهدف المكتبة إلى توفير الخدمات المكتبية والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية بما يحقق تطوير البحث العلمي بالمملكة، يضاف إلى ما سبق إسهام المكتبة في خدمة المجتمع من خلال تنظيم المحاضرات والندوات الثقافية والعلمية، وإقامة المعارض والمهرجانات والمشاركة فيها، إلى جانب بناء الإنتاج الفكري والعربي والأجنبي وتوثيقه فيما يخص مجالات الخيل والفروسية، لدعم البحوث والدراسات المتخصصة في هذا المجال.

 

المكتبة البريطانية

هي المكتبة الوطنية للمملكة المتحدة ومقرها لندن، وهي إحدى أهم مراكز البحث المكتبية، وإحدى أكبر المكتبات في العالم من حيث حجم محتوياتها. تضم المكتبة نحو 150 مليون عنصر من كل بقاع العالم وبمختلف اللغات وبأشكال مختلفة، سواء المطبوعة أو الرقمية، مثل الكتب والمخطوطات والرسومات والمجلات والجرائد، والتسجيلات الصوتية، والتسجيلات الموسيقية، والفيديوهات، وبراءات الاختراع، إلى جانب الخرائط والطوابع وقواعد البيانات وغيرها. ومن بين محتويات المكتبة هناك نحو 14 مليون كتاب «لا يفوقها في ذلك سوى مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة»، وكميات ضخمة من المخطوطات والعناصر التاريخية يعود أقدمها إلى 2000 سنة قبل الميلاد.
المكتبة البريطانية تستلم نسخًا من كل الكتب المنتجة في بريطانيا وإيرلندا، كما أن لديها برنامجًا لجمع المحتويات. وبشكل عام يضاف إلى محتويات المكتبة نحو 3 ملايين عنصر جديد كل عام تحتل 11كم من الرفوف الجديدة.
يعود إنشاء المكتبة إلى عام 1973، حيث كانت قبل ذلك جزءًا من المتحف البريطاني، وانتقلت إلى مبناها الرئيس الحالي في عام 1997. وفي عام 2009 افتتح فرع آخر للمكتبة لتخزين بعض المحتويات، وذلك في مقاطعة يوركشاير الغربية. وقد تكلف إنشاء هذا الفرع الجديد 26 مليون جنيه إسترليني، وهو يتسع لسبعة ملايين غرض مخزنة في حاويات يمكن طلب أي منها بوساطة أجهزة روبوت تقوم بجلبها من حيز التخزين الذي يمتد على طول 262كم، وهو حيز تخزين متحكم في درجة حرارته ونسبة الرطوبة فيه بهدف الحفاظ على ما يحتويه من مقتنيات.

 

مكتبة الكونغرس الأمريكية

تعد مكتبة الكونغرس الأكبر في العالم، كما تعد مؤسسةً ثقافيةً تحفظ مجموعة من المقتنيات تصل إلى 121 مليون بند، أكثر من ثلثي هذه البنود تم أخذها عن مصادر خارج الولايات المتحدة. وقد تم تأسيس هذه المكتبة عام 1800، ما يجعلها من أقدم المؤسسات الثقافية. وتهتم مكتبة الكونغرس بالحفاظ على مجموعة عالمية من المعرفة والإبداع الإنساني للأجيال القادمة. كما تتضمن معلومات متنوعة في مجالات السياسة والإعلام والتاريخ والاقتصاد العالمي، حيث تتيح كمية هائلة من البيانات مثل معلومات توماس التشريعية، الذاكرة الأمريكية. وتضم بالصوت والصورة أهم الأحداث التاريخية العالمية، بالإضافة إلى أمهات الكتب والخرائط والموسيقا، إلى جانب امتلاكها لأكثر من 400 ألف مؤلف فردي، وإبداعات 81 مؤسسة تعليم جامعي في الولايات المتحدة، و10 مؤسسات أكاديمية خارجها.

 

مكتبة الأونسيترال في فيينا

أنشئت مكتبة الأونسيترال القانونية عام 1979 في فيينا تلبيةً لاحتياجات الأمانة ومندوبي الأونسيترال في مجال البحث، وقد تسنّى إنشاء المكتبة بفضل مساهمة مالية قدّمتها حكومة النمسا. وتزداد مقتنيات المكتبة بفضل مساهمات الحكومات والمندوبين والخبراء، إضافة إلى التبادل مع المؤسسات الأكاديمية وغيرها من المنظمات الدولية.
وقد ظلت المكتبة منذ إنشائها تقدّم خدماتها لمندوبي الأونسيترال، وموظفي الأمانة، بالإضافة إلى موظفي البعثات الدائمة، وموظفي المنظمات الدولية الأخرى الكائنة في فيينا. قدّمت مكتبة الأونسيترال القانونية، علاوةً على ذلك، المساعدة على مدى السنين في مجال البحث لفائدة الباحثين والطلاب من جميع البلدان، مشجعة بذلك على تحسين فهم القانون التجاري الدولي ومعرفته، وعلى تعزيز الاضطلاع بولاية اللجنة.
وتشكل مكتبة الأونسيترال القانونية جزءًا من مكتبات الأمم المتحدة في فيينا، وهي تساهم في الشبكة العالمية لمكتبات الأمم المتحدة بصفتها مكتبة متخصصة في القانون التجاري، وتحافظ على علاقات مع المكتبات الأخرى التابعة للأمم المتحدة، ومع المكتبات التابعة للمنظمات الدولية الأخرى الكائنة في فيينا، إضافة إلى المكتبات الأكاديمية في النمسا وجميع أنحاء العالم. وتركّز مكتبة الأونسيترال القانونية في مقتنياتها أساسًا على مجال القانون التجاري الدولي، وتتألّف حاليًا مما يزيد على 000 10 دراسة، و150 عنوانًا لمجلات مستمرة الصدور، إلى جانب مصادر إلكترونية محصورة في الاستخدام الداخلي فقط، وتشمل مجموعة مكتبة الأونسيترال، أيضًا، مواد باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، إضافة إلى لغات أخرى.