أحمد إبراهيم غزاوي
أصالة المعاني والمباني


 

الشاعر أحمد إبراهيم غزاوي، رحمه الله، (1307 - 1401هـ) أحد الرواد من أدباء المملكة، ظل ينظم الشعر أكثر من 60 عامًا، وهو شاعر جزل العبارة، متدفق الصور، يتخير ألفاظًا تتواءم مع شخصيته، وكان يلقي قصائده في مختلف المناسبات، ومُنح لقب شاعر الملك عبدالعزيز سنة 1352هـ، وبين ثنايا شعره يبرز الشعر العربي الأصيل في المعاني والمباني، وهذا ما مكنه من نيل لقب شاعر آل سعود عام 1351هـ، وسماه الملك عبدالعزيز «حسّان الملك عبدالعزيز»، وإلى جانب ذلك فهو ناثر أديب.

 

ولد غزاوى بمكة المكرمة عام 1318هـ، والتحق بالمدرسة الصولتية عام 1322هـ، فتخرج فيها عام 1330هـ، ثم التحق بمدرسة الفلاح في العام نفسه، وسافر مع والده إلى السودان والهند عام 1343هـ، وعمل في العهد الهاشمي في عدة وظائف، فتولى ديوان القضاة، ثم أصبح سكرتيرًا لمجلس شورى الخلافة. وفي عهد آل سعود تولى رئاسة القضاء، أيضًا، ثم أمانة مجلس الشورى في عهد الملك عبدالعزيز، ثم عضوًا في المجلس، فنائبًا لرئيسه. عمل رئيسًا لتحرير صحيفة أم القرى وصحيفة صوت الحجاز، ومجلة الإصلاح. وكان أحد مؤسسي جمعية الإسعاف الخيري بمكة ذات النشاط الأدبي البارز آنذاك.
ويُعد غزاوي من شعراء التقليد المجددين في العهد السعودي، وهو شاعر تقليدي يترسم نموذج القصيدة العربية القديمة بمطالعها وأغراضها المعروفة، وكان يمتلك طريقة مميزة في الإلقاء تجذب إليه السامع، حيث كان ينشد هذه القصائد في المناسبات الرسمية أمام الملك عبدالعزيز، ثم الملك سعود، والملك فيصل فيما بعد، وفي الاحتفال السنوي الذي تحضره وفود الحجيج في مكة المكرمة. وهو غزير الإنتاج وطويل النفس في الشعر، ويمتاز شعره بالجزالة والرصانة، وهو سجل حافل لأهم الأحداث السياسية بالجزيرة العربية. كما عالج مختلف الأغراض الشعرية وإن كان المديح أغزر شعره وأكثره، وبعده الإسلاميات.
غزاوي له كتاب مطبوع جاء تحت عنوان «شذرات الذهب»، يحتوي بين دفتيه على مقالات في اللغة والأدب والتاريخ التي كان قد نشرها في صحيفة البلاد ومجلة المنهل. وعمل في رئاسة القضاء أواخر عام 1344هـ، ثم أوكل إليه الملك عبدالعزيز تحرير جريدة أم القرى، ثم تحرير صوت الحجاز، وتقلد عدة أعمال رسمية حتى عُيِّن مديرًا للإذاعة في بداية نشأتها عام 1368هـ، ثم رئيسًا للجنة الحج العليا، ثم رئيسًا للمجلس البلدي بمكة.
وعن إصدارات «كتاب الإثنينية» صدرت أعماله الشعرية الكاملة، وضم الجزء الأول «الحوليات»، واحتوى الثاني على المناسبات، أما الثالث فنشرت فيه قصائد المناسبات، أيضًا، إضافة إلى «الوطنيات» و«الحكم» و«الإخوانيات»، وضم الجزء الرابع «الاجتماعيات» و«الإسلاميات» و«الرثاء» و«تحايا وتهان». أما الجزآن الخاصان بالنثر، فقد ضم الجزء الأول الخطب والمقالات، واشتمل الثاني على مقالات نشرها الشاعر الراحل تحت عنوان «يوميات الندوة» و«تعقيبات الندوة». توفي أحمد إبراهيم غزاوي، رحمه الله، يوم22 جمادى الآخرة عام 1402هـ ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة.