أطفالنا يتذمرون

نصائح لتعليم طفلك كيف يجد طرقًا أقل إزعاجًا للحصول على مبتغاه.


لا بدّ لي في البداية أن أقول إنَّ ابنتي أفاري تحبّ التفوق إلى حدٍّ ما. فهي تركض دائمًا في حين تستطيع أن تمشي وتأكل عشاءها بسرعة حتى تستطيع مغادرة الطاولة قبل الجميع، وتصرُّ على التسلّق أعلى من كلّ الأطفال في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بهم. وتفاديًا لأي تقصيرٍ لا بدّ لي من إدراج هذا التمييز غير المرغوب فيه: فأفاري متذمرة من الدرجة الأولى، فهي تتذمر بقوة إلى درجة أنها تستطيع التفوق على أي فتاة في الرابعة من العمر بصرخة واحدة.

كارولين شايفر Carolineschaeffer

 

إنّ نهج أفاري الحماسي للحياة لافت للنظر، لكنَّ ذلك لا ينطبق أبدًا على أنينها المفرط. أكانت تتوسل للحصول على قطعة براوني أم تتلهف للعب فإن طلباتها تجعلني أفقد أعصابي. ومع ذلك فقد اطمأننت بعدما استمعت إلى رأي الخبيرة في هذا المجال جانين هايورد، وهي مستشارة سريرية مهنية مجازة ومؤسسة ملتجأ الأهل في مدينة نيويورك «سوالبيينغ» التي أكّدت لي أنّ الأنين طبيعي تمامًا. يصبح كلّ الأطفال، عمليًا، خبراء في الأنين الحاد الذي هو بمنزلة طلب يائس لشيءٍ ما «غالبًا لغرض يعلمون أنهم لا يستطيعون الحصول عليه» والذي يعبّر عن شعور بالعجز لا يمكن للبكاء أو للكلام التعبير عنه. وتشرح هايورد أنّ الأطفال في عمر الثالثة أو الرابعة غالبًا ما يتذمرون لأنّ لديهم توقعات ورغبات كثيرة، ولا يعلمون كيفية التعامل مع الوضع، أو ليست لديهم القدرة على ذلك.
إنه لمريح جدًا أن أتأكّد من أنّ أفاري تقوم بالتعبير عن حاجاتها على غرار أصدقائها. ولكنّ من المحبط الإدراك أنّ هذا التصرف المزعج فعّال بطريقة لا تصدّق. ففي اللحظة التي تبدأ فيها بالأنين عادةً ما أسرع إلى تنفيذ طلبها مهما كان غريبًا «شرب الحليب بالشوكولاته في الفراش» تقول هايورد: «عندما تنصاعين مباشرةً إلى طلبات طفلتك فإنك تقومين بذلك بتعزيز سلوكها».
إليك سيدتي بعض النصائح لمواجهة هذا الأمر:

الخطوة الأولى: تفاعلي
انتزعي سدادة الأذن وتصرفي. تقول د.رينيه هاكنيه، الخبيرة النفسية في النمو في ألكساندريا في فيرجينيا: «يستطيع الأطفال البكاء طوال النهار، وكلما تركتم طفلكم يتذمر لفترة أطول، أصبح أكثر إصرارًا على الحصول على مبتغاه». فساعدي طفلك، عوضًا عن ذلك، على فهم أنّه من المزعج الاستماع إلى البكاء. فيمكنك القول على سبيل المثال: «إذا كنت تريد أن تعبّر عن مشاعرك فعليك أن تستخدم صوتك الطبيعي». وتقترح هايورد ألا تفترضي أنّ طفلك يدرك معنى الأنين. اشرحي له حقيقة الأمر عبر استخدام الأنين بدورك. لاحظي، أيضًا، إن كان الطفل يئن بسبب التعب أو الجوع..

الخطوة الثانية: اكتشفي السبب
حاولي الوصول إلى السبب وراء تذمّر طفلك وأنينه. هل هو يئن من وضع معين؟ إن كان كذلك فأوكلي إليه مهمة مرتبطةً بهذا الوضع بالذات. على سبيل المثال، إن كان يتذمر من الوقت الذي تمضينه في السوق المركزية، فدعيه يقرر عدد التفاحات التي تضعينها في الكيس.
هل يقوم بالتعبير عن غضبه فحسب؟ يحتاج الأطفال في سنّ الثالثة والرابعة إلى التعبير عن أنفسهم على حدٍّ سواء. تشير د.هاكنيه إلى أنه يمكن أن تبدئي بالقول: «أعلم أنك ترغب بشدة في الحصول على بالون آخر، لكنّ كلّ طفل في الحفلة يحق له ببالون واحد». سيؤدي ذلك إلى تأييد شعوره وإعطائه سببًا وجيهًا لرفض طلبه.

الخطوة الثالثة: أعيدي صياغة جملك
في كلّ مرة آخذ فيها أفاري إلى المتجر تقوم بالصراخ بأعلى صوتها عند رؤيتها مجموعة من الحلوى المغرية عند ممر الخروج. لإبقائها هادئة غالبًا ما أنصاع لصرخاتها للحصول على الشوكولاته في غضون أجزاء من الثانية. تقترح د.هاكنيه استراتيجية أفضل تضمن راحتي: «اطلبي منها أن تستخدم صوتها اللطيف وأن تقول من فضلك، واشرحي لها ماذا تقول وكيف تطلب. فعندما تقوم بما طلبته تستطيعين عندها الاستجابة لطلبها أو رفضه بمنطق.
تقول هايورد: على الرغم من أنك قد تودين معاقبة طفلتك إن استمرت في أنينها إلا أنّ ذلك ليس الحلّ الأنسب. إن حرمان الطفل من لعبته المفضلة على سبيل المثال أو من امتياز معين لا يعلّمه كيفية التعامل بإيجابية بهدف الحصول على مبتغاه، ويعزز من شعوره بالعجز».

الخطوة الرابعة: كافئي
عندما يطلب منك طفلك، الذي هو تحت سنّ الدراسة، شيئًا بطريقة هادئة ولطيفة «هل يمكنني الحصول على بسكويت من فضلك؟»، يكون الوقت الأنسب لتقدير سلوكه الجيّد وتعزيزه. تقول د.هاكنيه: «لا تخافي من تدفق الشعور! فبإمكانك أن تقولي: «يا لها من طريقة جميلة للطلب. كان ذلك لطيفًا جدًا». حتى لو رفضت طلبه «سنحتفظ بشهيتنا للعشاء ونستغني عن البسكويت في الوقت الحالي»، مع الإشارة إلى أنه استخدم صوته اللطيف بطريقة جيدة سيكون هناك احتمال أقل أن يلجأ إلى الأنين في المرة المقلبة.