تعد منطقة الباحة من المناطق الجبلية، وتحتل مساحة من الأرض تبلغ 12000كلم2، الجزء الشرقي منها مناطق صحراوية. وأهم ما يميز هذه المنطقة الساحرة سلسلة جبال السروات، التي تجعل متوسط ارتفاع المنطقة الجبلية في الشفا «2000م» فوق سطح البحر.
ولمنطقة الباحة بعد تاريخي ضارب الجذور في عمق الحضارة الإنسانية، حيث كانت مأهولة منذ القدم. ويبلغ تعداد السكان فيها حاليًا «378» ألف نسمة، مشكّلة بذلك ثاني أعلى كثافة سكانية في المملكة بعد منطقة جازان. وتعد مدينة الباحة المدينة الرئيسة والعاصمة الإقليمية، إضافة إلى ست محافظات أخرى متمثلة في: بلجرشي، المخواة، العقيق، المندق، القرى، وقلوة.
وتتميز منطقة الباحة بطراز عمراني فريد ناتج عن طبيعة الحياة المعتمدة على الاستقرار، حيث تعكس الحجارة المحلية المستخدمة في بناء المنازل مناظر خلابة على منحدرات التلال، ونماذج للقرى التقليدية، بالإضافة إلى العديد من أبراج المراقبة المميزة «الحصون»، ما يضفي على المنطقة أهمية تاريخية لما فيها من المواقع الأثرية والتاريخية.. والمتأمل لهذه المنطقة سيقف على العديد من الجبال الشوامخ، والقرى الأثرية البديعة، ومن بين هذه الآثار الطبيعية في المنطقة:
جبل شذا الأسفل
وهو جبل شاهق يقع غرب محافظة المخواة، ذو مناظر أخاذة للريف المترامي حوله. وأهم ما يميزه وجود السكان الأصليين عليه لأنه منطقة مغرية للفلاحين. وينتج هذا الجبل الموز والبن والرمان، وتوجد به بعض النقوش والكتابات الثمودية القديمة، ورسومات لبعض الحيوانات من أهمها المها العربي والصقر، والطريق المؤدي إلى الجبل معبد بشكل جزئي.
جبل شدا الأعلى
يقع شمال غرب محافظة المخواة، ويوجد به عدد من القرى والرموز الأثرية، مثل مصلى إبراهيم بن أدهم. ويعد جبل شدا من أعلى القمم في المحافظة، لذلك يعد هذا الجبل منطقة مغرية لهواة التسلق. وتوجد في أعلى قمة الجبل أشجار البن «البن الشدوي». والطريق المؤدي إلى الجبل معبد ما يجعل الوصول إليه سهلاً.
قرية ذي عين الأثرية
إحدى أهم القرى العمرانية الأثرية في الجزيرة العربية، تقع على مرتفع جبلي متوسط بتضاريس وعرة، ويمكن الوصول إليها عن طريق عقبة الباحة الإسفلتي ذي الـ«25» نفقًا، والذي يربط السراة بتهامة وهي على مسافة 24 كلم من مدينة الباحة. وتطل مباشرة على وادي راش حيث الواجهة الأساسية للقرية وهي عبارة عن مبانٍ متراصة يفصل بينها فواصل صخرية استغلت أساسات وحوائط لمبانيها في شكلها البيضاوي، وتطل جميعها على الناحية الغربية للقرية. وتميزت بقصورها ومبانيها المميزة المتربعة على قمة جبل على شكل هندسي رائع تدل على حضارة قامت بالمنطقة. وبحكم موقعها على قمة جبل فإنها تطل على بستان أخضر من النخيل، وأشجار الموز وأنواع الخضار الأخرى، ما يزيد الموقع جمالاً، ويدفع بسكانها أن يرتادوها للعناية بحقولهم الزراعية ومواشيهم، بالرغم من انتقالهم للعيش في مواقع قريبة منها. كما تميزت بوجود مصدر مائي ثابت من
عينها الجارية على مدار العام دون انقطاع.
قرية عشم
تقع جنوب غرب محافظة المخواة على بعد 45 كلم منها، ويعود تاريخها إلى عام 100هـ، وتعد محطة لحجاج اليمن منذ قديم الزمان. وهي عبارة عن بقايا منازل ومسجد تنتشر على تل رملي.. وهناك الكثير من القطع الفخارية المتناثرة في الموقع. وتشتهر عشم بمنجم ذهب يعد من أكبر مناجم الذهب في الجزيرة العربية. والقرية الآن ليست إلا بقايا أطلال مدفون أكثرها تحت الرمل، ويعتقد أن نهاية قرية عشم بسبب مجاعة حدثت عام 462هـ.
قرية الخلف والخليف
قرية أثرية تبعد عن قلوة خمسة كيلومترات شمالاً، ويعود تاريخهما إلى العصور الإسلامية المتوسطة، تقع على قمة التل، بها مسجد يعود تاريخه إلى القرن العاشر الهجري. وقد تم بناء منازلها على الطراز التقليدي القديم التابع لمنطقة تهامة. وهذه القرية جميلة من خلال موقعها الذي يطل على وادي محلا الذي يضم مساكن أهل القرية ومساجدها ومقابرها، وممرًا أرضيًا يؤدي إلى بئر في الوادي.
طريق الفيل
من أشهر المواقع الأثرية في شمال محافظة العقيق التي تبعد عن مدينة الباحة 25 دقيقة. وهو طريق تاريخي مرتبط بقصة تاريخية شهيرة وهي قصة أبرهة الأشرم الذي حاول هدم الكعبة، ويوحي بالقوة التي استطاعت أن ترصف الحجارة ولمسافات طويلة لكي تسهل سير الفيلة. وكانت منطقة الباحة إحدى المحطات التي مر بها جيشه الكبير الذي كان يستخدم الفيل في تنقلاته. وبقيت آثار الفيلة ومحطات التوقف التي يستريح فيها الجيش وهي عبارة عن ركامات من الحجر مبنية بشكل مبسط، ومعظم أجزاء الطريق منهارة. ويلاحظ وجود عتبات تقطع الطريق بالعرض، وذلك لتصريف مياه السيول حتى لا يتأثر الرصف. يمر هذا الطريق عبر المنطقة في طريقه شمالاً إلى مكة مارًا بشمال العقيق، ويقطع جزءًا من الجهة الشرقية لمنطقة الباحة متجهًا إلى الحجاز شمال مركز جرب، مارًا بقرية الحائط شمال مركز البعيثة.
غابة رغدان
غابة مشهورة تبعد عن وسط مدينة الباحة بحوالي 5كلم شمالاً، وتعد من أجمل الغابات في منطقة الباحة تقع على حواف جرف يوفر مشاهد واسعة إلى أسفل الجرف وأسفل الوادي، فيها جميع الخدمات، وتطل على طريق عقبة الملك فهد الذي يربط الباحة بالمخواة. وهي غابة جاذبة للسكان المحليين والزوار لما تملكه من جمال يمزج بين المناظر الطبيعية الخلابة والمناظر الجبلية الجميلة. وقد وفرت لها جميع الخدمات نظرًا لكثرة الزوار.. فطرقها معبدة والممرات مضاءة.
غابة عمضان
تقع شمال محافظة المندق، وتبعد عن مدينة الباحة قرابة 25 دقيقة «5كلم»، والطريق إليها معبد، وهي من الغابات الجميلة التي تمتاز بكثافة غطائها النباتي، كما تعد من الغابات البكر. ومساحة هذه الغابة كبيرة وتكثر بها أشجار العرعر والطلح والزيتون البري.
غابة شهبة
من الغابات الجميلة في مدينة الباحة وتقع شمال شرق الباحة، وتبعد ستة كيلومترات عن وسط المدينة، بمساحة 3كلم تقريبًا، والوصول إليها سهل للغاية. وتوجد بهذه الغابة ملاهٍ للأطفال، وجلسات عائلية. وتتوفر بالقرب من الموقع جميع الخدمات الضرورية من مطاعم ومراكز تموين، وتقف على قمة هذه الغابة جامعة الباحة للعلوم التي تتيح لك أن تطل على مدينة الباحة، كما تكثر بها أشجار العرعر والصنوبر.
غابة مهران
تبعد عن المدينة مسافة 2كلم جنوبًا، وتقع على سفح جبل موتيلات الباحة. والوصول لهذه الغابة في غاية السهولة، والخدمات الضرورية قريبة جدًا منها. وهي مغطاة تمامًا بالنباتات الصغيرة طوال العام ما أكسبها صورة تسر الناظرين.
غابة جدر
تقع في شمال غرب الباحة على طريق الباحة الطائف السياحي على بعد 10كلم من وسط المدينة. ويمكن للزائر الوصول لها بكل يسر، وتتوفر بها جميع الخدمات، ويوجد بها شلال ينحدر في بركة محاطة بالصخور. كانت في الماضي تشكل مصدر ماء للسكان المحليين، وتكتسي بغطاء نباتي ممتد بأشجار العرعر.
متنزه القمع
وهو أهم المتنزهات التي تقع في محافظة بلجرشي، بل في منطقة الباحة وأجملها، يقع على بعد 20كلم جنوب مدينة بلجرشي على طريق الجنوب. ويتميز هذا المتنزه بانتشار أشجار الزيتون البري المعروفة محليًا باسم «العتم». كما أن هناك أشجارًا متنوعة من العرعر والطلح، كما يتميز بسهولة الوصول إليه والتنقل داخله. ويتوفر بالموقع العديد من الخدمات البلدية الجيدة مثل أماكن الجلوس المغطاة والمجهزة بموقد خاص للرحلات البرية، وكذلك ملاعب الأطفال العامة، إضافة إلى ما يعرضه بعض الأفراد من وسائل ترفيه مثل الدبابات، وركوب العربات والخيول. ويطل الموقع على سهول تهامة من الجهة الغربية، حيث يقع على حافة الجرف المطل عليها. ومن الجهة الجنوبية يقف جبل أثرب شامخًا ينتظر هواة التسلق والمغامرات.
ويشتمل الموقع، أيضًا، على مشروع العربات المعلقة «تلفريك أثرب»، والذي يقل الزوار للمتنزه من مرتفعات السراة إلى سهول تهامة. ورغم أن المشروع يوفر عددًا من الخدمات للزوار إلا أنه بحاجة ماسة إلى التطوير والتحديث لإرضاء رغبات الكثير من الزوار. وقد قامت عدد من الجهات باستحداث مراكز لها بالمتنزه خلال مواسم الإجازات مثل الدوريات الأمنية، والهلال الأحمر، والدفاع المدني، والبلدية.