البواردي ثراء فيالشعر والتأليف


جدة– أهلاً وسهلاً

 

ولد الشاعر والكاتب السعودي سعد عبدالرحمن محمد البواردي في شقراء بمحافظة الوشم عام1929 ميلادية، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، ثم درس السنتين الأوليين في دار التوحيد بالطائف. وبسبب ظروفه المعيشية اضطر إلى قطع دراسته ليعمل في مدينة الخبر في محل لبيع قطع الغيار. ولم تمنع تلك الوظيفة الشاقة من تفتح شاعريته ومواهبه في الكتابة، حيث احتضنته الصحافة ليكون من روادها في المنطقة الشرقية.
ويعد البواردي متعدد المواهب، ثري العطاء. ظهر ذلك في تنوع مؤلفاته التي تشمل الشعر والمقالة، والدراسة النقدية، والرحلات السياحية، والأمثال الشعبية، والشعر الشعبي، والخواطر الكاريكاتورية.
وعندما نقرأ دفتر منجزه الإبداعي نتوصل إلى أنه أصدر مجلة الإشعاع الشهرية بمدينة الخبر في المنطقة الشرقية التي صدر منها23 عددًا من بداية عام 1375هـ ثم توقفت. كما أصدر 10 دواوين وسبعة مؤلفات نثرية، وكتيب قصة قصيرة. ومن مؤلفاته النثرية أغنية العودة، وأجراس المجتمع، وفلسفة المجانين، وشبح من فلسطين. ويضم دفتره الشعري العديد من الدواوين منها على سبيل المثال: لقطات ملونة، وإبحار ولا بحر، وقصائد تتوكأ على عكاز، وقصائد تخاطب الإنسان، وصفارة الإنذار.
وبين البواردي في شهادته التي أتت في كتاب «البدايات الصحافية في المملكة العربية السعودية» للكاتب محمد عبد الرزاق القشعمي كيفية عمله في الصحافة بقوله: «أعترف أنني ولجت إلى دار الكلمة من النافذة وبالصدفة البحتة ولم أكن يومها مهيأ نفسيًا ولا عمليًا أن أتعامل معها، كنت أسير قطع غيار السيارات لدى الشيخ الكريم عبداللطيف العيسى في مدينة الخبر. وكان هذا هو قدري ومحطتي في كسب العيش والرزق».
البواردي أحد الرواد في منجز الإبداع السعودي، وله بصمة واضحة في الكتابة والشعر بالمملكة. قدم لبلاده الكثير وخدمها في مجالات عدة، حيث شغل في وزارة المعارف وظائف إدارة العلاقات العامة، وسكرتارية المجلس الأعلى للتعليم، والإشراف على إصدار مجلة المعرفة. كما عمل مستشارًا ثقافيًا بسفارة خادم الحرمين الشريفين في لبنان، وملحقًا إعلاميًا بسفارة المملكة في القاهرة.