الدُّبُ الصغيرُ

نصائح لتعليم طفلك كيف يجد طرقًا أقل إزعاجًا للحصول على مبتغاه.


بقلم: محمد سعيد المولوي

رسومات: Erick Josef Acupinpin

قالت الدبةُ الأمُّ لابنها الدبِّ الصغيرِ: إنك لم تعدْ صغيرًا ويجبُ عليك أن تعتمدَ على نفسِكَ، فأنا لن أبْقَى إلى جوارِكَ إلى الأبدِ. وقال الدبُّ الصغيرُ إني لا أعرفُ كيفَ أعتمدُ على نفسِِي. فقالت الأمُّ: إن اللهَ قد منحكَ جسمًا قويًا مجهزًا بحواسٍّ دقيقةٍ، وأعطاكَ قوائمَ صلبةً مُزَوَّدَةً بأظفارٍ قويةٍ جارحةٍ، حيثُ إن ضربةً واحدةً من أحدِها كافيةٌ لقتلِ عدوِّكَ، كما منحكَ أسنانًا قويةً قاطعةً أشبهَ ما تكونُ بالسكاكينِ الحادّةِ. ويجبُ عليك أنْ تُؤَمِّنَ طعامَكَ بنفسِكَ، وأنْ تصطادَ الأسماكَ وغيرَها. فقال الدبُّ الصغيرُ: ولكني لا أعرفُ كيفَ أصطادُ. فقالتِ الأمُّ: غدًا تمضي إلى النهرِ وتصطادُ كما أصطادُ وسترى أنك تعرفُ.
تحركتِ الأمُّ نحوَ النهرِ وطلبتْ من ابنِها أنْ يلحقَ بها، ولكنه سارَ بخطىً بطيئةٍ، ووقفتِ الأمُّ ونظرتْ إلى ابنِها نظرةَ عتابٍ وقررتْ أنْ تعاقبَه، فأسرعتْ نحوَ النهرِ ودخلتْ في الماءِ وراحتْ تلتقطُ سمكَ السلمون الذي يأتي من البحرِ ويدخلُ في الأنهارِ فيبيضُ ويموتُ. وكانتْ كلما صادتْ سمكةً نزعتْ جلدَها ورأسَها وحسكَها وأكلتها دون أنْ تطعمَ ابنَها. ووصلَ الدبُّ الصغيرُ إلى النهرِ ووجدَ أمَّهُ تصطادُ، وانتظرَ أنْ تطعمَه ولكنها لم تفعلْ. ونزلَ إلى الماءِ وحاولَ أن يلتقطَ السمكَ بأظفارِهِ الطويلةِ، ولكنَّ السمكةَ كانتْ تنزلقُ من يدِهِ وتعودُ إلى الماءِ، لأن الأظفارَ الطويلةَ والقاسيةَ لا تستطيعُ أن تمسكَ السمكةَ، أمَّا الأمُّ فكانتْ تصطادُ وتأكلُ.
بدأَ الظلامُ يحلُّ ولمْ يصطدْ الدبُّ شيئًا فتحركتِ الأمُّ نحوَ البيتِ وأحسَّ الدبُّ أَلَمَ الجوعِ فكانَ يلتقطُ ما يجدُه من ثمارِ التوتِ البرِّيِّ، ولكنهُ لم يشبعْ، وشكا إلى أمِّهِ أَلَمَ الجوعِ. فقالتْ لهُ ألمْ أقلْ لكَ اعتمدْ على نفسِك.
لم يستطعِ الدبُّ النومَ من الجوعِ. وما أنْ أشرقتِ الشمسُ حتى صاحَ بأمِّهِ متوسلاً: أنا جائعٌ جدًا، فقومي وخذيني إلى النهرِ وعلميني كيف أصطادُ. فقالتِ الأمُّ أأنتَ جادٌّ؟ قالَ نعمْ. قالتِ اتْبعنِي واصنعْ كما أصنعُ.
وقفتِ الأمُّ في منتصفِ النهرِ وجعلتْ وجهها نحوَ مصبِّهِ في البحرِ متلقيةً الأسماكَ القادمةَ من البحرِ. ولمَّا مرتْ سمكةٌ أدخلتِ الأمُّ يدَها في الماءِ وجعلتها تحتَ السمكةِ وبسرعةٍ شديدةٍ رفعتها نحوَ صدرِها، ووضعتْ يدها إلى جانبِ أختِها فأصبحتِ اليدان تحتَ السمكةِ ثم ضمّتهُما إلى صدرِها فصارتا قابضتين على السمكةِ، ثم مدتْ فمَها إلى جسمِ السمكةِ فأمسكتْ بجلدِها ثم سحبتْه فانكشفَ اللحمُ، وراحتْ الدبَّةُ تقطعُ من لحمِ السمكةِ وتأكلُ.
أحسَّ الدبُّ بالحماسِ فنزلَ إلى الماءِ ومرَّتْ به سمكةٌ فأدخلَ يدَه تحتها ورفعها، ولكنه لم يضممْها إلى صدرِه فانزلقتْ إلى الماءِ وفرَّتْ. وأعادَ الدبُّ الكَرَّةَ ورفعَ سمكةً أخرى بيدِه نحوَ صدرِه بأظفارِه، وضمَّ يدَه الأخرى إلى أختِها وجعلهما مع السمكةِ إلى صدرِه، ثم عضَّ السمكةَ من جلدِها وسحبَها بيدِه فانسلخَ جلدُها وراحَ يأكلُها مسرورًا.. وهكذا اصطادَ عددًا من السمكاتِ وأمُّهُ تراقبُه مسرورةً. وحينَ اتجها إلى البيتِ وهو ممتلئُ البطنِ قالتْ له أمُّهُ: أرأيتَ يا بنيَّ كيفَ أنكَ استطعتَ أنْ تعتمدَ على نفسِك، وأن تؤمنَ حياتَكَ. واعلمْ أنَّ الحياةَ جدٌّ، وتعبٌ، وعملٌ، وأن الكسولَ لا مكانَ عزيزًا له في الدنيا.. وإذا لم تكنْ قويًا فإنَّ بعضَ الأقوياءِ سوف يظلمُك. قالَ الدبُّ: شكرًا يا أمِّي، وسآخذُ بنصائِحِكِ دائمًا.

الخطوة الأولى: تفاعلي
انتزعي سدادة الأذن وتصرفي. تقول د.رينيه هاكنيه، الخبيرة النفسية في النمو في ألكساندريا في فيرجينيا: «يستطيع الأطفال البكاء طوال النهار، وكلما تركتم طفلكم يتذمر لفترة أطول، أصبح أكثر إصرارًا على الحصول على مبتغاه». فساعدي طفلك، عوضًا عن ذلك، على فهم أنّه من المزعج الاستماع إلى البكاء. فيمكنك القول على سبيل المثال: «إذا كنت تريد أن تعبّر عن مشاعرك فعليك أن تستخدم صوتك الطبيعي». وتقترح هايورد ألا تفترضي أنّ طفلك يدرك معنى الأنين. اشرحي له حقيقة الأمر عبر استخدام الأنين بدورك. لاحظي، أيضًا، إن كان الطفل يئن بسبب التعب أو الجوع..

الخطوة الثانية: اكتشفي السبب
حاولي الوصول إلى السبب وراء تذمّر طفلك وأنينه. هل هو يئن من وضع معين؟ إن كان كذلك فأوكلي إليه مهمة مرتبطةً بهذا الوضع بالذات. على سبيل المثال، إن كان يتذمر من الوقت الذي تمضينه في السوق المركزية، فدعيه يقرر عدد التفاحات التي تضعينها في الكيس.
هل يقوم بالتعبير عن غضبه فحسب؟ يحتاج الأطفال في سنّ الثالثة والرابعة إلى التعبير عن أنفسهم على حدٍّ سواء. تشير د.هاكنيه إلى أنه يمكن أن تبدئي بالقول: «أعلم أنك ترغب بشدة في الحصول على بالون آخر، لكنّ كلّ طفل في الحفلة يحق له ببالون واحد». سيؤدي ذلك إلى تأييد شعوره وإعطائه سببًا وجيهًا لرفض طلبه.

الخطوة الثالثة: أعيدي صياغة جملك
في كلّ مرة آخذ فيها أفاري إلى المتجر تقوم بالصراخ بأعلى صوتها عند رؤيتها مجموعة من الحلوى المغرية عند ممر الخروج. لإبقائها هادئة غالبًا ما أنصاع لصرخاتها للحصول على الشوكولاته في غضون أجزاء من الثانية. تقترح د.هاكنيه استراتيجية أفضل تضمن راحتي: «اطلبي منها أن تستخدم صوتها اللطيف وأن تقول من فضلك، واشرحي لها ماذا تقول وكيف تطلب. فعندما تقوم بما طلبته تستطيعين عندها الاستجابة لطلبها أو رفضه بمنطق.
تقول هايورد: على الرغم من أنك قد تودين معاقبة طفلتك إن استمرت في أنينها إلا أنّ ذلك ليس الحلّ الأنسب. إن حرمان الطفل من لعبته المفضلة على سبيل المثال أو من امتياز معين لا يعلّمه كيفية التعامل بإيجابية بهدف الحصول على مبتغاه، ويعزز من شعوره بالعجز».

الخطوة الرابعة: كافئي
عندما يطلب منك طفلك، الذي هو تحت سنّ الدراسة، شيئًا بطريقة هادئة ولطيفة «هل يمكنني الحصول على بسكويت من فضلك؟»، يكون الوقت الأنسب لتقدير سلوكه الجيّد وتعزيزه. تقول د.هاكنيه: «لا تخافي من تدفق الشعور! فبإمكانك أن تقولي: «يا لها من طريقة جميلة للطلب. كان ذلك لطيفًا جدًا». حتى لو رفضت طلبه «سنحتفظ بشهيتنا للعشاء ونستغني عن البسكويت في الوقت الحالي»، مع الإشارة إلى أنه استخدم صوته اللطيف بطريقة جيدة سيكون هناك احتمال أقل أن يلجأ إلى الأنين في المرة المقلبة.