تنومة عروس الجنوب

تتميز بكثرة المتنزهات وتضم الشلال الطبيعي الوحيد في المملكة

إعداد وتصوير: ظافر البكري

تقع محافظة تنومة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية، وتتبع إداريًا منطقة عسير، وترتفع عن سطح البحر الأحمر حوالي 2300م، وتسمى عروس الجنوب، ويحدها من الشمال مدينة النماص، ويحدها من الجنوب مدينة بالسمر، ومن الغرب تهامة، ومن الشرق البادية (نجد)، أهمها ترج ومنصبة. يميل مناخها إلى الاعتدال إلى بارد أغلب شهور السنة، وبارد جدًا في فصل الشتاء، ويغطيها الضباب في أحيانٍ كثيرة، ما يجعل الرؤية متدنية جدًا، وعند تساقط الثلوج فإن أرض هذه المحافظة تتحول إلى اللون الأبيض.

تعدّ مدينة تنومة، والتي تبعد حوالي 115كلم عن مدينة أبها، والتي تتربع على قمم جبال السروات، ذات جذب سياحي، حيث إنها تتميز بكثرة المتنزهات الطبيعية التي يجد فيها السائح متنفسًا لقضاء الأوقات الجميلة الهادئة في أحضان الطبيعة الخلابة مع العائلة، والأصدقاء، حيث تتوافر فيها إلى جانب الجمال والجو الرائع جميع الخدمات الضرورية من كهرباء، وماء، وخدمات الهاتف الجوال، ووجود الشقق المفروشة ذات الأسعار المناسبة. لذا، فإن أعداد السياح، والمصطافين، والزوار في ازدياد مستمر.
لقد حبا الله هذه المنطقة بمزايا دون سواها، فالجبال تكسوها الأشجار، والأعشاب، فتبدو كأنها حدائق غنّاء تزينها أشجار الزيتون، والعرعر، والشت، والطلع، والزهور البرية بأنواعها، ثم تبدأ بالانحدار نحو الساحل الغربي لتتجاوز سهولاً واسعة تسمى سهول تهامة لتعانق شواطئ البحر الأحمر الذي يتراءى للعين عند مغيب الشمس، وصفاء الجو. حيث تتميز هذه المناطق الجبلية بالخضرة اليانعة، والبساتين الجميلة، والتي تزداد جمالاً عند نزول الأمطار الصيفية الموسمية، حيث تلبس الجبال ثوبًا مطرزًا جميلاً يبعث في النفس الراحة والطمأنينة بعيدًا عن ضوضاء المدن وتلوث جوها.

أما أهلها فطيبون كرام يحبون الزائرين ويقدمون ما بوسعهم لراحتهم، ويتميزون بكرمهم العربي الأصيل في بيوتهم، وصفتهم التسامح في أفعالهم يكتسبون طيبتهم وجمالهم من بيئتهم الطيبة الجميلة.

وتعود أهمية موقع مدينة تنومة الى أسباب عديدة، منها:
- ترتبط تنومة بكثير من القرى المتصلة ببعضها بشبكة من الطرق المعبدة.
- وقوع مدينة تنومة على طريق حجاج بيت الله الحرام وبعض القوافل التجارية قديمًا، حيث اكتسبت شهرة تجارية وتاريخية، وبخاصة موقعها الاستراتيجي.
- مرور عدد من الطرق البرية المعبدة والترابية فيها.

أما من الناحية السياحية، فيوجد في تنومة الشلال الطبيعي الوحيد في المملكة، وتنتشر فيها المتنزهات السياحية، ومنها:
- متنزه الشرف.
- متنزه المحفار.
- متنزه شلال وهناء: وهو عبارة عن شلال مائي طبيعي فريد من نوعه.
- متنزه غابات غدانة.
- متنزهات ترج وترجس.

أما من ناحية الآثار، فإن السائح سيجد في تنومة كثيرًا من الآثار، والحصون، والقلاع ذات الأشكال المختلفة، والذي لا يزال بعضها بحالة جيدة رغم بنائه قبل سنوات عديدة ومن المعالم الأثرية:
- جبل عكران: الذي يضم عديدًا من المعالم الأثرية، أبرزها المسجد الذي يقع في قمته، وهو مسجد قديم له محرابان، ولم يبق منه إلا جزء بسيط.
- آثار المدرجات الزراعية: والتي أنشئت منذ أقدم العصور لاستصلاح الأراضي وزراعتها.
- الطرق القديمة التي تربط بين تهامة والمرتفعات والتي يوجد في بعضها آثار أقدام على الصخور التي تم نحتها.
لذا، فإن مدينة تنومة تعدّ كنزًا حضاريًا، ومعلمًا تاريخيًا، ورافدًا اقتصاديًا ومتنفسًا لأهلنا في السعودية.