حيرة الآباء يبددها الأطباء

حتى لا تنتهي زيارة الطبيب دون الحصول على كل المعلومات اللازمة، على الآباء طرح كل الأسئلة التي تتعلق بصحة أطفالهم.

هل تطلعت يومًا إلى موعد زيارة ابنك للطبيب حتى تسأليه سؤالاً أرقك، كأن تسألي مثلاً: ما سبب كوابيس طفلي ذي الثلاث سنوات الليلية؟ أو لماذا تشكو ابنتي ذات الخمس سنوات من ألم في معدتها؟ أو هل سيأكل ابني الخضر يومًا ما؟ وأنت تعرفين ربما كيف تنتهي الزيارة بسرعة ودون أن تسألي كل الأسئلة التي تجول ببالك. عادة ما تدوم زيارة المتابعة دقائق قليلة، وقبل أن تشعري بذلك يمر الوقت، وتنتهي الزيارة، وتشعرين بأن الفرصة قد ضاعت من جديد! يوضح الدكتور شارلز شوبن (مدير أطباء الأطفال بمركز الرعاية بالأسرة ببالتيمور) أن زيارات المراجعة التي تقومين بها لطفلك لا تقتصر فقط على تصويره ووضعه في الميزان، بل تعني أكثر من ذلك. و يضيف: «خلال هذه الزيارات ينبغي أيضًا أن تناقشي مسائل تتعلق بسلامة طفلك و بما إذا كانت هناك أمور غير عادية تدور بالمنزل. وهناك جانب آخر مهم من المراجعة حيث نبحث عن تطور المهارات حسب العمر» وهذا يشمل كيفية تركيب ابنك للقطع في لعبته وما إذا كان تركيزه يناسب عمره إذا كان في المدرسة. تقول باربارا هاورد، أستاذ مساعد لطب الأطفال بكلية الطب بجامعة جون هوبكينز ببالتيمور: «إضافة إلى التعرف إلى التأخر بصفة مبكرة يحتاج الأطباء إلى حيز زمني لإعطاء ما نسميه الإرشاد الاستشرافي، ولهذا سيتكلم طبيب طفلك عن كل شيء، بدءًا من المخاطر المنزلية العادية عند الحبو و الانتقال إلى استعمال الحليب قليل الدسم للتقليص من خطر الإصابة بداء السمنة. يعتقد أطباء الأطفال أن الحليف الأول لإنجاح زيارة المراجعة هو أنت، راجعي القائمة التالية قبل الذهاب إلى زيارة جديدة إلى الطبيب.

تحدثي على الفور
قد يبدو لك من التهذيب الانتظار حتى انتهاء اختبار العين وتخطيط السمع، ولكن الأطباء يؤكدون أنه يستحسن البدء بالحديث عما يشغل بالك. فليس هنالك أسئلة قليلة الأهمية حسب قول الدكتور شوبن الذي يضيف :«إذا كان هناك شيء يزعجك فاسألي حتى نساعدك في حل المشكلة». حاولي ألا تخجلي من طرح الأسئلة حتى وإن كان لديك الكثير منها، وإن كان طبيبك هو من يجعلك تشعرين بالضيق فربما حان الوقت للبحث عن طبيب آخر.

أخبريه الحقيقة
هل تكذب الأم على الطبيب؟ بالطبع لا، فلا أحد يدخل غرفة الفحص بنية تزييف الحقائق الخاصة بحالة الطفل، ولكن هل يغريك حذف بعض التفاصيل عن الأكلات السكرية التي يتناولها ابنك عندما يسألك الطبيب عن كمية الخضر التي تقدمينها له؟ إن أطباء الأطفال يريدونك أن تعلمي أنهم سمعوا أسوأ من ذلك، حيث تقول كاثي وارد وهي طبيبة أطفال بنيويورك: « إن الطفل الذي لا يأكل بطريقة سليمة قد يجعل الوالدين وإن كانا من أشد الآباء حرصًا يخشيان أن يكون الطفل يشكو من مكروه ما أو أن يكونا والدين مقصّرين في حق الطفل. بينما في أغلب الأحيان تكون حمية الطفل مناسبة لعمره». بالطبع قد يكون لدى بعض الأطفال وزن زائد، ولكن ترى الدكتورة وارد أن الطبيب الجيد يمكنه مساعدة الأبوين على معالجة هذا الأمر.
من المواضيع الأخرى التي قد تغفل الأم أو الأب عنها عن قصد أو بغير قصد، الأوضاع المسببة للتوتر في المنزل والتي قد تؤثر في صحة الطفل البدنية أو الذهنية كمرض أحد أفراد الأسرة أو وفاته، أو الانفصال، أو الانتقال أو أي أزمة تعانيها العائلة. تقول الدكتورة كريستينا بيثل، أستاذة بجامعة أوريغون للصحة والعلوم ومديرة مبادرة مقاييس صحة الطفل والمراهق ببورتلاند: «إذا كانت الأم تشكو الاكتئاب فإن ذلك يؤثر في صحة الطفل أيضا». وتركز العديد من البحوث على دور إصابة أحد الوالدين بالاكتئاب، خصوصًا إذا كان الأب هو الذي يقوم أساسًا برعاية الأطفال». وتحث الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأطباء حاليًا على إجراء فحص اكتئاب ما بعد الولادة. وبما أن الأطباء يعون أكثر فأكثر أهمية الصحة الذهنية فلا تفاجئي إذا سألك الطبيب عما تشعرين به أنت خلال زيارتك المقبلة.

املئي الاستمارات قبل الزيارة
قد تطلب منك عيادات عديدة أن تكتبي الاستبيانات قبل الفحص حتى يتنبه الطبيب إلى المشاكل التي تستدعي الاهتمام، ويمكّن الآباء من تعبئة الاستبيانات قبل الزيارة، ومن ثم ترصد النتائج ليراجعها الطبيب قبل أن يفحص الطفل. وتركيزه على مسائل النمو التي من شأنها أن تساعد على تحديد دقيق لأي اضطرابات ومنها التوحد، وإذا لاحظ الطبيب تأخيرًا ما في نمو الطفل في مرحلة مبكرة كان بإمكانه إرشاد الآباء عن إمكانية التدخل بطريقة أفضل. إنها محاولة من أجل أن يواكب طب الأطفال تطورات القرن الحادي و العشرين.

زيارة جماعية
إن الأمثل أن يكون الأبوان معًا في كل زيارة، ورغم أن ذلك لا يكون ممكنًا دائمًا فإن الذهاب معًا سيعطي الطبيب فكرة واضحة وكاملة حول صحة الطفل. تقول الدكتورة وارد: «أفضل أن يكون الوالدان معًا خلال الزيارة، لأن ذلك يمنحني وجهة نظر مختلفة، إذ يرى كل منهما شؤون الطفل بطريقته الخاصة». ولذلك قد يكون هناك نقاش في الغرفة فيقول أحد الأبوين: «ابني يبكي عند إعداد واجباته كل ليلة»، بينما يجيب الآخر: «إن ذلك غير صحيح». وقد يرى الوالدان أن ذلك الجدال غير مجد، بينما قد يوحي إلى الطبيب بمعلومات مهمة.

معلومات الطبيب حول الطفل
قد تعتقدين أن التخصصي قد يمرر أي معلومات حول طفلك إلى الطبيب بصفة آلية، ولكن ذلك لا يحدث في بعض الحالات. ولكي تبقي طبيبك على علم بكل التطورات الصحية اطلبي من كل تخصصي تزورينه تعبئة الأوراق اللازمة ليراها الطبيب. حاولي أيضًا أن تحملي بطاقة طبيب طفلك (بما في ذلك رقم الفاكس وعنوان البريد العادي والإلكتروني إن وجد) إلى أي تخصصي تذهبين إليه، فقد يسهل ذلك التواصل وإرسال تقارير عن حالة طفلك إلى طبيبه، واحرصي على زيارته بعد أي من تلك المواعيد للمراجعة والاطمئنان.

أحضري شواهدك
إذا أردت أن تسألي الطبيب عن نصيحة سمعتها فإن معرفة المصدر تساعده على الإجابة. يقول بنيامين واينتروب، أستاذ مشارك لطب الأطفال بكلية آلبرت آينشتاين ببرونكس، نيويورك: «يريد الآباء دائمًا أن نؤكد صحة ما قرؤوه أو أخبروا به». ويتعاطف دكتور واينتروب مع الأولياء فهم يتعرضون إلى زخم معلوماتي لمدة 24 ساعة يوميًا. «ويصعب عليهم أن يميزوا المعلومة الجيدة، لأن الكم الهائل من المعلومات يجعل بعضها مضللاً أو خاطئًا». ولذلك ينصحك دكتور واينتروب بأن تأخذي معك المطبوعة التي قرأتها أو أن تذكري الموقع الذي راجعته إن أمكن، حتى يتمكن الطبيب من إعطائك المعلومة الصحيحة أو التأكد منها لاحقًا.