الفلبين.. موطن الجزر

طبيعة خلابة، وشواطئ ساحرة، وشلالات ضخمة، ومواقع سياحية تستقطب ملايين الزوار.

وليد العلومي

تقع الفلبين في جنوب شرق آسيا، وهي مكونة من (7107) جزر، أكبرها الجزر الثلاث الرئيسة وهي لوزون في الشمال، وفيساياس في وسط البلاد، ومنداناو في الجنوب. مساحتها الكلية (300.000) كلم مربع، ويبلغ عدد السكان حوالي (92) مليون نسمة، وتمتاز بمناظرها الطبيعية الخلابة وشواطئها الساحرة.
تُعد الفلبين من البلدان التي تتمتع بالموارد الطبيعية الوفيرة وتتميز بمدرجات مزارع الأرز بمنطقة بناوي التي تُعد واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية البشرية، إذ تم بناؤها باستخدام الأيدي البشرية البحتة وهي الأدوات الأساسية لرجال القبائل في منطقة كورديليرا. منطقة كاراغا في الجنوب هي أفضل مكان يقصده الزوار، وذلك لإقامة رياضة ركوب الأمواج، علاوة على ذلك فإن الفلبين تفتخر بوجود المواطن الطبيعية للحيوانات النادرة مثل كبوتاندينج وتارسير والنسر الفلبيني، كما تُعد من أفضل الدول الجاذبة للزوار في آسيا، ففي العام المنصرم بلغ عدد السياح الذين زاروها نحو أربعة ملايين سائح.

العاصمة مانيلا
دائمًا تكون بداية الرحلة من مطار أكينو الدولي بمانيلا، فلا تفوت فرصة الاستمتاع بالطبيعة والتسوق في مانيلا، حيث يمكنك أن تجعلها رحلة ماتعة للعائلة، فقط عليك اختيار الوقت والمكان المناسبين للقيام برحلة ماتعة.
أفضل موقع للسكن في مانيلا والمفضل للعائلات هو (ماكاتي) في وسط المدينة لاشتماله على خيارات واسعة لراغبي التسوق والسكن المريح، ويعج بالمراكز التجارية المتنوعة، حيث يجد كل زائر ما يناسبه وحسب إمكاناته.
كما أن السائح الزائر لمانيلا يحرص على زيارة الأسواق والمطاعم الحديثة في شارع (هاي ستريت) لتميزه بطابع حديث وطراز معماري خلاب، وتنوعه بسلسلة من المطاعم الراقية، إضافة إلى أماكن التسوق للعلامات العالمية، مع وجود مساحات حرة للمشي تساعد مرتاديه على الاستمتاع بما يحتويه الشارع من مواقع راقية.
مدينة باجسانجان
على بُعد ساعتين بالسيارة من مانيلا يستطيع السائح أن يقضي يومًا كاملاً في مدينة باجسانجان التابعة لمحافظة لاقونا جنوب مانيلا، ليستمتع بمشاهدة الشلالات الضخمة حيث يلتقي نهرا بالاتاك وبومبونغان، ويستكشف الطبيعة الخلابة التي تكسو جبالها الأشجار الخضراء، كما يمكن مشاهدة المياه التي تتدفق من الجبال يمنة ويسرة، وتسجيل ذكريات تلك المغامرة بشكل لا يُنسى، لما فيها من مشاهد حية لمصارعة الأمواج التي تواجه من يقوم بالتجديف، وهي مغامرة ماتعة وخصوصًا للأطفال كتجربة لا تُنسى. ورغم صغر المدينة إلا أنها تحمل في طياتها كثيرًا من آثار الطبيعة بروعة أوديتها، وشلالاتها، والخضرة المنتشرة على ضفتي النهر.
وفي أثناء الرحلة المائية ركبنا قاربًا خشبيًا لا يسع سوى اثنين من السياح وقائدي القارب اللذين بذلا جهدًا كبيرًا وشاقًا وسط النهر، وفي بعض الأحيان ينزل أحدهما من على القارب ليدفعه من فوق الصخور، لنصل لقمة الروعة من خلال مشاهدة الشلالات المتدفقة بشدة من الكهف الموجود في أعلى الجبل. وهذه الرحلة النهرية تستمر ساعتين. أيضًا هناك مرتفعات جبلية لا تبعد سوى ساعة بالسيارة وبالقرب من العاصمة مانيلا. فلا تترك فرصة للزيارة ورؤية مدينة مانيلا من ارتفاع شاهق فوق تلك المرتفعات.

أشهر المعالم السياحية
يُعد نهر بويرتو فرينسيسا في محافظة بالأوان واحدًا من الأماكن السياحية الشهيرة في الفلبين، ومؤخرًا تمت تسميته رسميًا كواحد من عجائب الدنيا السبع.
في داخل النهر يمكن للسائح مشاهدة التشكيل الرئيس للمقرنصات والصواعد وعدد من الفجوات الكبيرة والتكوينات الصخرية العجيبة، وكذلك الخفافيش الكبيرة والحفر العميقة والمخلوقات البحرية المتنوعة، كما يمكن للسائح مشاهدة القردة والسحالي الكبيرة والسناجب على الشاطئ بالقرب من الكهف.
هناك مواقع سياحية أخرى مثل بركان تآل في مدينة تاجايتاي بمحافظة باتانجاس، والمنطقة معروفة بطقسها البارد في معظم أشهر العام، وقد تبدو البراكين صغيرة، ولكن في الواقع ما يراه الناس هو فقط فوهة البركان المغمور تحت بحيرة تال.
وهناك هضاب أو تلال الشوكولاته في محافظة بوهول والتي تُعد من عجائب الطبيعة وعددها 1268 هضبة منتشرة في منطقة تقدر مساحتها بنحو 50 كم مربع، ولون الهضبة أو التل يتغير من الأخضر إلى البني وذلك خلال موسم الصيف، ما يجعلها تبدو وكأنها قطعة من الشوكولاته الكبيرة.

جزيرة ماكتان
هي جزيرة صغيرة في محافظة سيبو، يمكن الوصول إليها باستخدام جسر فرنان مارسيلو وجسر مانداوي بماكتان، فيها مطار ماكتان الدولي في سيبو. من الأنشطة التي تمارس في الجزيرة الغوص والتزلج في المياه المفتوحة. في منطقة (أجوسان ديل سور) يوجد مستنقع أجوسان للحياة البرية والذي يُعد ملاذًا لآلاف من أنواع الطيور من مختلف البلدان كاليابان والصين وروسيا، ويُعد واحدًا من أكبر واردات المياه العذبة التي تحتضن حوض الأراضي الرطبة في الفلبين. في مدينة دافاو يوجد منتجع مزرعة اللؤلؤ في جزيرة سامال ومساحته أربعة عشر هكتارًا، ويزرع فيه اللؤلؤ المستخرج من بحر سولو، وهو محاط بأشجار جوز الهند والرمال البيضاء

المناخ واللغة
الطقس في الفلبين استوائي، ومتوسط درجة الحرارة 27 درجة مئوية طوال العام، مع نسبة رطوبة عالية تصل إلى %90، أما في المناطق المرتفعة والجبال فيكون الجو أكثر برودة، فمثلاً في أعلى قمة جبل أبو في مدينة دافاو وعلى جزيرة مندناوة تنخفض درجة الحرارة إلى حدود 5 درجات مئوية، وفي الوديان والمناطق المنخفضة في الفلبين تصل درجة الحرارة في المتوسط إلى 32 درجة مئوية.
تسقط على الفلبين كميات كبيرة من الأمطار التي يبدأ موسمها من شهر مايو إلى شهر نوفمبر، مع احتمال تعرض بعض المناطق إلى أعاصير استوائية عنيفة. كما أن بعض المناطق الفلبينية وخصوصًا في منطقة الفيسايس في أواسط الفلبين يكون الطقس معتدلاً نوعًا ما طوال السنة، ومن الأفضل للمسافر إلى الفلبين أن يذهب إليها في المواسم الجافة، لأن البحار تكون أكثر هدوءًا، فيكون السفر إلى الجزر النائية على القوارب الصغيرة ممكنًا، كما أن أعماق البحار تكون أكثر صفاء ويكون المطر قليلاً. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في البلاد، وهذا الأمر هو ميزة للمسافر للفلبين، حيث يكون التخاطب مع السكان أكثر سهولة. العملة الفلبينية هي البيسو. .

جزيرة بوركاي
هي جزيرة صغيرة في منطقة أكلان التي تقع في جنوب العاصمة مانيلا، طولها سبعة كيلومترات، ومساحتها 1032 كيلومترًا، وهي تجذب السياح المحليين والأجانب خلال أشهر الصيف، واختيرت بوركاي أفضل جزيرة في عام 2012، إذ تزخر بأروع الشواطئ الرملية البيضاء والمياه الكريستال الزرقاء، ويمكن للزوار الجلوس والاسترخاء على الشاطئ في أثناء مشاهدة غروب الشمس والمغامرة بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية مثل الغوص، والغطس، وركوب الأمواج، والتجديف، وقفز الجرف، كما يمكن للسياح في بوركاي الاستمتاع بمجموعة واسعة من المأكولات المحلية والعالمية التي ترضي مختلف الأذواق.
ولهواة البحر والسباحة والغوص وراغبي الصيد واستخدام الدبابات البحرية يمكن السفر إلى بوركاي التي لا تبعد عن مانيلا سوى مسافة أقل من ساعتين بالطائرة المروحية، وتتميز بالراحة والأمان والاستجمام مع مياه البحر، وسوف تلاحظ أن الشمس شديدة الحرارة، والمياه برودتها عالية ولكنها منعشة للأطفال، خصوصًا في الصباح، حيث يحلو اللهو واللعب على الشواطئ. يمكن تحديد مدة الرحلة للجزيرة حسب رغبة الشخص، والوصول إلى جزيرة بوركاي ماتع ومشوق، حيث يبدأ باستخدام الطائرة المروحية التي تنقلك لمطار الجزيرة، ومن ثمَّ استخدام السيارة للوصول إلى الميناء، وبعدها ينقلك مركب للوصول إلى إحدى الجزر التي توجد فيها الفنادق لقضاء الليالي المحددة.