حماية الأجهزة المحمولة


إهمال علاج اضطرابات الصوت يؤدي إلى مضاعفات كثيرة والجراحة ليست العلاج الوحيد.
د.خالد المالكي
استشاري وأستاذ مساعد طب التخاطب والصوت
مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض

.هناك عوامل كثيرة تتسبب في إحداث مشكلات في الصوت، وتنقسم أسباب أمراض الصوت إلى اضطرابات عضوية, واضطرابات غير عضوية، واضطرابات نتيجة إصابات باثولوجية مصاحبة بسيطة.وتشمل اضطرابات الصوت:
• العيوب الخِلْقية للحنجرة، ومنها مرض لين الحنجرة, غشاء المزمار, أخدود الثنايا الصوتية، إصابات الحنجرة سواء كان جرحًا قطعيًا، أو ضربة قوية موجهة إلى الرقبة، أو إصابات فيزيائية مثل الحرق الحراري أو الكيميائي أو الإشعاعي.
• التهاب الحنجرة، سواء أكان حادًا أم مزمنًا.
• أورام الحنجرة، الحميدة والخبيثة.
• الاضطرابات العصبية الحركية والحسية.
• اضطرابات الغدد الصماء.
أما اضطرابات الصوت غير العضوية، فتشمل الاضطرابات الصوتية التي لا يصاحبها تغيرات عضوية واضحة في تركيبة الثنايا الصوتية، وإن كان من الممكن أن تؤدي إلى تغيرات باثولوجية بسيطة على المدى الطويل. وتنقسم هذه الاضطرابات غير العضوية إلى اضطرابات اعتيادية, واضطرابات نفسية.
واضطرابات الصوت غير العضوية الاعتيادية هي بحة الصوت المزمنة عند الأطفال, واضطرابات الصوت عند البلوغ, بحة الصوت فوق الوظيفية, بحة الصوت تحت الوظيفية , الوهن الصوتي وكذلك بحة الصوت نتيجة استعمال الثنايا الصوتية الكاذبة.
اضطرابات الصوت غير العضوية النفسية، ومنها فقدان تام للصوت, اضطرابات صوتية مصاحبة لأمراض نفسية. وتشمل اضطرابات الصوت نتيجة إصابات باثولوجية مصاحبة بسيطة، الحبيبات الصوتية, لحمية الثنايا الصوتية, أكياس الثنايا الصوتية, وارتشاح راينك, الحبة الاحتكاكية.
وليس بالضرورة أن تكون شكوى مريض الصوت هي البحة الصوتية، فالشكاوى عديدة, ويمكن أن تكون عدم القدرة على إصدار الصوت, أو أعراض وهن الصوت وهي ألم بالحلق، أو جفاف الحلق، أو تكرار الحاجة إلى تنظيف الحلق بالنحنحة المتكررة، مع الإحساس بوجود جسم غريب بالحلق يحاول المريض طرده، وكذلك تغير الصوت عند الترتيل أو الغناء فقط، بينما يكون الصوت سليمًا فيما دون ذلك. ويؤدي إهمال علاج هذه الاضطرابات إلى تفاقم المشكلة وحدوث مضاعفات، وذلك يؤخر الاستجابة للعلاج فيما بعد.

بحة الصوت:
يقصد ببحة الصوت أي تغير في الصوت عن الصوت المعتاد، وتنتج عن أي خلل في الحنجرة أو في مراكز التحكم فيها. ومن الأسباب المساعدة على حدوثها: الاستخدام الخاطئ أو المكثف للصوت، فعادة ما تصيب بحة الصوت- وبخاصة غير العضوية- الفئات التي يكثر في حياتها أو عملها استخدام الصوت، خصوصًا محترفي استخدام الصوت، وهي فئة من الأفراد تعتمد في عملها واكتساب رزقها على استخدام أصواتها، فيعد الصوت جزءًا مهمًا وضروريًا لإتمام عملها، كالمعلم، والطبيب، ورجل السياسة، والخطيب، والمؤذن، حتى الإنسان العادي معرض لبحة الصوت إذا اعتاد رفع صوته في الكلام، أو عند الشجار، أو بحكم وجوده في أماكن مزدحمة أو فيها ضوضاء، كالمصنع أو المطبعة مثلاً.

التدخين:
سواء الإيجابي منه (المدخن نفسه) أو السلبي (المحيطون به). وتزداد مخاطر التدخين كلما كان المكان ضيقًا وليس به تهوية كافية، فتتعدى المخاطر المدخن نفسه لتشمل غيره من الأصدقاء والزملاء والزوجة والأبناء. والتدخين يؤدي إلى جفاف الغشاء المخاطي لمجاري التنفس، بداية من الشفاه والأنف، ومرورًا باللسان والتجويف الفمي والحنجرة ثم الجهـاز التنفسي كله. ويؤدي هذا الجفاف إلى ضمور الغدد المخاطية المسؤولة عن ترطيب هذا الغشـاء. ولهذا الترطيب أهمية كبيرة لميكانيكية عمل هذه الأعضاء.
وقد ثبت علميًا أن جفـاف أي غشاء مخاطي وتعرضه لمواد كيماوية مثيرة، كالدخان مثلاً، يتسبب في تحوله إلى نسيج آخر أقرب إلى نسيج الجلد فيكون جافًا، وقد يصبح العضو عرضة للإصابة بالسرطان. ويأتي التدخين علـى رأس قائمة مسببات سرطان الحنجرة، عافانا الله وإياكم، كما أن الدخان يسبب تمدد الشعيرات الدموية بالحنجرة، وبالتالي سهولة انفجارها وحدوث النزيف تحت الغشاء المخاطي المغلف للثنايا الصوتية، مؤديــًا إلى تكوين حبيبات أو لحميات أو أكياس الثنايا الصوتية، أو تجمع مائي أو دموي بها.
والجراحة ليست السبيل الوحيد لعلاج أمراض الصوت، بل بالعكس يمكن أن تكون هي الخيار الأخير في كثير من الأحيان، حيث يكون العلاج الدوائي أو التأهيلي هو الأساس.
أما عن كيفية تشخيص وتقييم حالات اضطرابات الصوت، فتتم من خلال بروتوكول خاص يقوم به طبيب التخاطب والصوت، لأنه مؤهل لتقييم أمراض الصوت. ويشتمل هذا البروتوكول على التاريخ المرضي، ويشمل بيانات المريض الشخصية، وشكوى المريض وتحليلها، والسؤال عن أعراض وهن الصوت المختلفة، وتقييم المريض لصوته، وملاحظة الآخرين وردة فعلهم لهذه البحة في الصوت، وأثرها في حياته اليومية، وكذلك بحث جميع الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى بحته الصوتية وتحليلها. فحص المريض ويشمل التقييم السمعي لصوت المريض من حيث درجة البحة وطبيعة الصوت وحدة الصوت وشدته والوظائف المصاحبة للحنجرة، وكذلك فحص الأنف والأذن والفم، وفحص الحنجرة من الخارج. والوسائل التشخيصية تشمل فحص الحنجرة بجهاز المنظار الحنجري دون الحاجة إلى تخدير كلي، بحيث يتم الحصول على صورة شديدة الوضوح للحنجرة من الداخل، ويتم تخزينها بعد ذلك في حاسوب خاص ليتم الرجوع لها عند الحاجة. ويعد هذا الجهاز أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في طرق الكشف على الحنجرة، ومن مميزاته إمكانية حصول المريض على صور مطبوعة شديدة الوضوح وبالألوان لحنجرته، هذا بالإضافة إلى حصوله على تسجيل بالفيديو لفحص الحنجرة، ومن الوسائل الأخرى تحليل الصوت وديناميكيته.

وتشتمل طرق علاج مرضى الصوت، إرشادات مفصلة للمريض وعليه ألا يؤذي صوته ويتجنب:
• الصراخ والكلام بصوت عال.
• الكلام من مسافات بعيدة.
• الكلام في الضوضاء.
• الكلام لعدد كبير من المستمعين مع عدم استخدام مكبر للصوت.
• كثرة الكلام في وجود التهاب بالحنجرة.
• كثرة النحنحة والكحة الشديدة.
• الضحك والبكاء بصوت عال.
• الكلام بسرعة ودون أخذ النفس الكافي.
• التدخين أو مخالطة المدخنين.
• تناول الأكلات الحراقة.
• الإكثار من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والكولا.

تبدأ جلسات العلاج الصوتي، من خلال تأهيل الصوت في جلسات علاجية بمعدل مرة أو مرتين أسبوعيًا، يتم فيها تدريب المريض على التخلص من عاداته الخاطئة في إصدار الصوت. وهناك طرق علاج صوتي كثيرة يتم اختيار إحداها حسب نوع اضطراب الصوت. وأهم هذه الطرق وأكثرها فاعلية طريقة النبرات. وتعتمد هذه الطريقة على التنفس باستخدام عضلة البطن، وعلى توافق هذا التنفس مع إصدار الأصوات.
ويمكن أن يكون هناك تدخل جراحي، فبعض حالات البحة الصوتية العضوية تحتاج إلى جراحة يقوم بها جراح الصوت، مثل حالات غشاء المزمار، وأخاديد الثنايا الصوتية، وجراحات إزالة الأورام الحنجرية سواء الحميدة أو الخبيثة، وجراحات شلل الثنايا الصوتية، ولحميات الثنايا الصوتية وأكياسها.