لإطالة مدةالساهر الصغير

الأطفال قد يصابون
بالأرق أيضًا


دخل ابني «بيت» ذو الرابعة من العمر إلى غرفتي متمتمًا شيئًا بخصوص فطور الصباح فأجبته: «أنا مستيقظة! أنا مستيقظة» متسائلة لماذا لم يشتغل المنبه؟ وتوجهت على الفور إلى المطبخ فلاحظت أني لم أكن قادرة على المشي في خط مستقيم وعندها رمقت الساعة الحائطية: كانت الساعة تشير إلى 3 و45 دقيقة صباحًا.
بتسي ستيفنز Betsy Stephens

أعدت الطفل بلطف إلى سريره ثم أفقت بعد ساعتين على صوت لعبه بكل السيارات والشاحنات الصغيرة الموضوعة في صندوق ألعابه. وبعد ساعات، عندما حان وقت القيلولة الصباحية كنت أظن أنه سينام بسرعة البرق ولكن ذلك لم يحصل. فقد راح يتقلب في فراشه ثم بدأ يلعب بسياراته وبعد ذلك لبس زي السوبرمان وقفز عن سريره إلى أن قررت في النهاية- وبعد ساعة ونصف الساعة- أن أوقف محاولاتي بأن أجعله ينام.
وبما أني قد عانيت نوبات الأرق خلال فترات التوتر فقد جعلني ذلك أتساءل ما إن كان ولدي بيت يمر بظروف مماثلة. لقد انتقلنا مؤخرًا للسكن بإحدى ضواحي المدينة، وذلك يعني أن عليه أن يتأقلم مع منزل جديد، وطقس لم يتعوده، وحضانة مختلفة، وأصدقاء جدد.. ببساطة عليه أن يتأقلم مع أشياء جديدة كثيرة. ولكن هل من الممكن أن يعاني ولد في الرابعة من عمره الأرق؟ في البداية، بدت لي الفكرة حمقاء.
يعتقد معظمنا أن الأرق هو عدم القدرة على النوم لليال متواصلة. وينعكس ذلك في الهالات السوداء وحالة التعب والإرهاق التي يبدو عليها الشخص الذي يعاني هذا السهاد. إلا أن الأرق يعني عدم النوم ولو كان ذلك لليلة واحدة. ويشكو الأطفال جميعهم في مرحلة ما من اضطراب في النوم. وقد يعود ذلك إلى أسباب متعددة كأن يشاهد الطفل عرضًا مخيفًا خلال اليوم، أو لأنه لم يعتد روتينًا يوميًا ثابتًا للنوم، أو بسبب شوقه للأحداث التي سيحملها اليوم الموالي. ولكن ليلة أو ليلتين من السهاد ليست كافية لزيارة مركز مختص في صعوبات النوم.

إلى أكثر من 30 دقيقة ليغلبه النعاس، خلال ثلاث ليال أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. غير أن معظم خبراء اضطرابات النوم عند الأطفال يطبقون معايير أقل صرامة لدى تشخيص الأرق عند الطفل، في حين أنهم يركزون أكثر على ما إذا كانت هذه الاضطرابات تسبب مشاكل في الأوقات التي يكون فيها الطفل مستيقظًا، سواء بالنسبة إليه أو إلى والديه. وتقول د.جودي ميندل، مستشارة مجلة «بارنتس» ومساعدة مدير مركز اضطرابات النوم بمستشفى الأطفال بفيلادلفيا: «كلما طالت المدة التي يعاني خلالها الطفل صعوبات في النوم، ازدادت احتمالات اكتسابه لعادات تجعله يتحمل الأرق. وتضيف: «لا نتوقع أن يتجاوز الطفل نوبة من الأرق دامت أكثر من ثلاثة أسابيع أو أربعة أسابيع، لأنه وفي كل مرة يأوي فيها إلى الفراش يكون بصدد تحديد سلوكه النومي. وكلما طالت المدة التي ينام فيها بصعوبة يزداد احتمال تعلمه- من غي

يرى بعض الخبراء أنه لا يجب التهاون بشأن صعوبة النوم إذا كان الطفل يحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة ليغلبه النعاس، خلال ثلاث ليال أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. غير أن معظم خبراء اضطرابات النوم عند الأطفال يطبقون معايير أقل صرامة لدى تشخيص الأرق عند الطفل، في حين أنهم يركزون أكثر على ما إذا كانت هذه الاضطرابات تسبب مشاكل في الأوقات التي يكون فيها الطفل مستيقظًا، سواء بالنسبة إليه أو إلى والديه. وتقول د.جودي ميندل، مستشارة مجلة «بارنتس» ومساعدة مدير مركز اضطرابات النوم بمستشفى الأطفال بفيلادلفيا: «كلما طالت المدة التي يعاني خلالها الطفل صعوبات في النوم، ازدادت احتمالات اكتسابه لعادات تجعله يتحمل الأرق. وتضيف: «لا نتوقع أن يتجاوز الطفل نوبة من الأرق دامت أكثر من ثلاثة أسابيع أو أربعة أسابيع، لأنه وفي كل مرة يأوي فيها إلى الفراش يكون بصدد تحديد سلوكه النومي. وكلما طالت المدة التي ينام فيها بصعوبة يزداد احتمال تعلمه- من غير قصد- عادات تمنعه من النوم. إلا أنها تضيف مطمئنة: «يمكنك دائمًا إيجاد الحلول لمشاكل النوم إذ لا يفوت الأوان أبدًا».

ر قصد- عادات تمنعه من النوم. إلا أنها تضيف مطمئنة: «يمكنك دائمًا إيجاد الحلول لمشاكل النوم إذ لا يفوت الأوان أبدًا».

فهوم الأرق
يقول اختصاصيو اضطرابات النوم إن هناك نوعين رئيسين من الأرق
لدى الأطفال
.
الأرق المبكر، ويلاحظ عند الأطفال دون سن الخامسة، ويعني عادة الاستيقاظ المتكرر في أثناء الليل. يقول د.دانييل غليز، طبيب بمركز اضطرابات النوم بمستشفى الأطفال بتكساس، هيوستن : «يفيق جميع الأطفال البالغين من العمر 10 سنوات إلى 12 سنة مرة خلال الليل حيث ينقلب معظمهم ثم يعودون للنوم مجددًا. وأما الأطفال الذين تعودوا أن يساعدهم أحد والديهم على النوم فإنهم يشرعون في البكاء إلى حين قدوم المساعدة.
وأما النوع الآخر من الأرق فيشمل الأطفال فوق سن الخامسة، أي الأطفال القادرين على النهوض من السرير بمفردهم. ويقوم الطفل الذي يشكو من هذا العرض بإطالة مدة ما قبل النوم حيث يطلب شرب الماء، أو يزعم وجود وحش تحت السرير، أو يطلب فجأة تفسيرًا لما يحدث عندما يضغط دافق الماء في المرحاض. وإذا جلب له أحد والديه الماء، أو حاول مناقشة مخاوفه فإن ذلك يكون بمنزلة التعزيز لسلوكه.

تحديد الآثار الجانبية
تفيد دراسة قامت بها جامعة فيرجينيا، شارلوتسفيل، بأنه عندما لا يحظى الطفل بقسط كاف من النوم (أي بين 12 ساعة و14 ساعة إجماليًا بالنسبة إلى الأطفال بين السنة الأولى والثالثة من العمر، ومن 11 ساعة إلى 13 ساعة من عمر الثالثة إلى ما قبل الدراسة) فإن ذلك قد يجعلهم يحصلون على معدلات ذكاء منخفضة تعادل ما يحصل عليه عادة الأطفال الذين تعرضوا إلى تسمم بمادة الرصاص. ويبيّن باحثون من جامعة كولورادو- بولدر قاموا بدراسة عادات النوم لدى توأم أنه إذا تواصلت مشاكل النوم لسنوات عدة فقد تؤدي إلى ضعف قدرة الطفل على إنهاء المهام التي تتطلب مستوى أعلى من التفكير في مراحل عمرية متقدمة. وتقول جوديث أوين (وهي طبيبة ومستشارة لدى مجلة «بارنتس» ومديرة طب النوم بالمركز الوطني الطبي للأطفال بواشنطن دي.سي) إنه يصعب تحديد سبب إصابة المخ بدقة عندما يفقد الشخص القدرة على النوم إلا أن الدراسات تشير إلى أن نقص النوم يجعل الخلايا العصبية غير قادرة على التأقلم، أي أن المخ المتعب يصبح عاجزًا على ربط المعلومات اللازم لتشكيل معارف جديدة أو ذكريات أو مهارات. وقد وجدت دراسة أن تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين حرموا من ساعة واحدة من النوم خلال ثلاث ليال متصلة نزل مستوى أدائهم المدرسي في الاختبارات إلى سنتين كاملتين أقل من مستوى الصف الذين يرتادونه فعليًا.
إيجاد حلول للنوم
تقول د.ميندل إنه حتى عندما يكون أولياء الأمور واعين بنقص النوم لدى الطفل فإنهم لا يطلبون دائمًا العون. وتضيف «أنا نفسي لم أزر طبيب الأطفال»