w

 


سموم تسبب البدانة والسكري



تتفاعل بعض المواد البلاستيكية مع حرارة الطعام أو الشراب الموضوع بداخلها فتحدث بعض التغيرات نتيجة ذلك التفاعل

د.خالد بن عبدالله المنيع
استشاري طب الأطفال
عضو الجمعية السعودية لطب الأطفال

تتفاعل المواد البلاستيكية مع حرارة المواد الغذائية وقد تتسبب في حدوث تسمم للغذاء أو الشراب الذي يوضع بها. ويرتكب الكثير منا أخطاء لا يستهان بها، فيترك حاويات الماء البلاستيكية داخل السيارة، لتصبح عرضة لأشعة الشمس المباشرة مع حرارة الأجواء، فيلاحظ بعضنا حدوث تغيرات للحاويات وما بداخلها، ولكنهم يقدمون على شرب ما فيها على الرغم من كبر سنهم وإدراكهم لحقيقة الوضع. أما الصغار فترتبط حياتهم بشكل مباشر بتلك الحاويات، وبخاصة الرضع.

فسر الباحثون تأثير المنتجات البلاستيكية في الإصابة بالبدانة ومرض السكري إلى احتوائها على مواد كيميائية، من بينها «بي سي بيه» التي يكثر استخدامها في تغليف المواد الغذائية وصناعة زجاجات البلاستيك، حتى تم منعها وحظرها عالميًا. وقد تأكد البروفيسور الإسباني «ميجويل بورتا» من معهد برشلونة للأبحاث وزميله الكوري الجنوبي «دوك» أن من التأثير القوي للمواد الكيماوية ومادة البلاستيك والذي لا يمكن التغاضي عنه وما ينتج عنه من عوامل تساهم في زيادة الوزن أو الإصابة بالسكري أو في البيئة الخارجية المحيطة بالإنسان.
ومن الضروري أن نلتفت للرموز المنحوتة على قاع الزجاجات البلاستيكية خصوصًا زجاجات المياه المعدنية، أو الزجاجات التي تستعمل لتعبئة البرادات، أو حتى زجاجات الرضاعة للأطفال، والقطع البلاستيكية المستعملة في تغليف الأغذية، وأدوات التنظيف، وأكياس التسوق، وألعاب الأطفال البلاستيكية، فلكل رمز معني لابد أن نستوعبه ونلتزم به حفاظًا على صحتنا وصحة عائلاتنا. وهذه الرموز عبارة عن علامات ومثلثات وأرقام وحروف. ووجود المثلث بالأسهم المتتالية يعني أن القطعة قابلة للتدوير، ويوجد داخل المثلث رقم قد يكون أحد الأرقام التالية (1 – 7) ويشير إلى نوع المادة الكيميائية المصنعة منها تلك القطعة، في حين تشير الحروف إلى اختصار المادة الكيميائية المكون الأساسي للقطعة البلاستيكية. فالرمز «PET» يعني مركب «البولي إيثيلين تريفثاليت» ومن خواصه أنه يعطي البلاستيك القوة والمتانة، كما أنه يعمل حاجزًا قويًا ضد تسرب الغاز أو الرطوبة. ومن استخداماته المتكررة بعض قوارير المياه، والمشروبات الغازية، وعلب الفول السوداني أو المربي. وقد أثبتت الدراسات العديدة أن البلاستيك المصنوع من هذا النوع آمن ولا يشكل خطرًا على الصحة في الظروف العادية.
أما الرمز «PE-HD» فيعني مركب «البولي إيثيلين عالي الكثافة» ويحمل تقريبًا خواص المركب الأول نفسها، ويظهر فيه البلاستيك بلون ثلجي «غير شفاف» ويستعمل في أنابيب المياه، وزجاجات العصير، والحليب، وتستعمل أحيانًا لزجاجات الشامبو. ولم يعرف عن هذا النوع أنه تسبب في مشاكل صحية.
المركب الثالث هو «بولي فينيل كلورايد» ويتميز بالشفافية ووضوح المحتوي، إضافة إلى القوة والمتانة. ويستخدم لزجاجات العصير، وأنابيب السباكة، وتغطية اللحوم والأجبان، كما يستخدم في ألعاب الأطفال. ويعد من أكثر المواد المستخدمة في تصنيع القطع البلاستيكية لتدني أسعاره. والمركب في طبيعته من المركبات السامة. وما يزيد الأمر سوءًا أن تلك المادة غير قابلة للتحلل، ما قد يشكل عبئًا على البيئة. بالرغم من ذلك فإن المنتجات البلاستيكية التي يرجع أصلها إلى هذا المركب لم تحمل أي قلق واضح لمشاكل قد تطال صحة الإنسان خلال السنوات الماضية.
المركب الرابع وهو «بولي إيثيلين منخفض الكثافة» ويتميز بسهولة المعالجة، والقوة، والمتانة، والمرونة، وسهولة الختم. كما أنه يعمل حاجزًا للرطوبة. ويستعمل في أكياس المواد الغذائية المجمدة، والزجاجات القابلة للعصر، على سبيل المثال العسل، وهو آمن نسبيًا.
المركب الخامس «بولي بروبلين» ويتصف بالقوة والمتانة، ومقاومة الحرارة والمواد الكيماوية والزيوت وحاجز للرطوبة، ويستخدم لعلب الزبادي وبعض الأكواب. ويعد من المركبات الأكثر أمانًا.
المركب السادس «بولي ستيرين» ويستخدم لصناعة بعض الأكواب والصحون والملاعق والسكاكين البلاستيكية. هذا المركب غير آمن، وقد أفادت التقارير بأن مجموعة «الستيرين» سامة للرئتين والكبد عند تجربته على الفئران. أما بخصوص ما أثير عن هذا المركب وعلاقته بالسرطان فلم تصنف أي من المنظمات الصحية العالمية هذا المركب كمسرطن.
وبالرغم من ذلك ووفقًا للوكالة الدولية لبحوث السرطان، فقد أفادت التقارير الصادرة منها بأن من الاحتمال أن يكون لهذا المركب تأثير مسرطن على الإنسان، ولكنها لم تصنفه كمادة مسرطنة. ويدعم ذلك، أيضًا، السلطات الدولية لسلامة الأغذية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية التي تعد «الستايرين» آمنًا للاستخدام، وليس هناك أي خطر على صحة الإنسان. ومع ذلك، ينبغي على المستهلكين تجنب استخدام عبوات «البوليسترين» للطعام الساخن والزيوت.
المركب السابع «resins other» ويقصد به «بولي كاربونيت» ويستخدم في زجاجات الرضاعة للأطفال، قوارير تعبئة المياه، وقد تشتمل، أيضًا، على مركب «بيسفينول أ» أو ما يرمز له بـ«BPA»، وهو من المركبات غير الآمنة. كما لا ينصح بتعريضه إلى مأكولات أو مشروبات ساخنة. وقد توجد بعض القطع البلاستيكية التي تحمل الرمز 7 في حين تكون خالية من المركب الأخير، خصوصًا في الزجاجات البلاستيكية المخصصة للرضاعة، حيث تعد في هذه الحالة أقل ضررًا.
والبدائل المقترحة تتضمن استخدام قوارير الزجاج عندما يكون ذلك ممكنًا، وتجنب العلب البلاستيكية عند وجود بدائل أخرى، ولا سيما فيما يتعلق بالقطع البلاستيكية التي تعطى للأطفال في مرحلة التسنين. والمنتجات الخشبية، أيضًا، قد تكون خطيرة إذا لم يتم اختبارها بدقة، وإذا تم استيرادها من دول لم تكن خاضعة لرقابة صارمة.