إعادة الشباب

العربي إلى لغته


يعد قصيحتفل اليونيسكو في 18 ديسمبريحتفل اليونيسكو في 18 ديسمبر
من كل عام باليوم العالمي للغة العربية.

ينشغل العرب اليوم بالمحافظة على لغتهم الراقية، لغة القرآن، لغة الثراء والغنى.
إنه واجب حماية هذه اللغة الراقية من الأفول وقلة الاعتناء وتحقيق المزيد من الانتشار بين غير العرب ممن جذروا لأصول لغاتهم، عبر محتويات منتشرة بزخم على صفحات الكتب الورقية والرقمية والمواقع الإلكترونية، التي تقدم علمًا ودراسات حديثة تحتم على غيرهم الاطلاع على لغاتهم وثقافاتهم من خلال ما يقدمونه من تطوير لمعنى اللغة ومفهومها بما يواكب العصر.

احتفاء بالعربية
يأتي احتفاء اليونسكو باللغة العربية يوم 18 ديسمبر من كل عام، ليمنح عاشقي هذه اللغة العظيمة فرصة للتأمل في واقعها اليوم، ومدى قدرة أهلها على تصديرها بالشكل الملائم، وتطويرها لتستوعب ما يدور في فلك المفردات من جديد تم استحداثه في لغات أخرى بحكم التطور والتقنية والواقع الذي فرضته الحياة في سنوات قليلة شهدت تطورات لم يتسن للعالم التعرف عليها على امتداد قرون.

الإعلام واللغة
رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية «أرابيا»، السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، د.زياد الدريس، أكد أن المحور الرئيس للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام سيكون عن «دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية». إذ يشارك في الندوات المتخصصة لهذا الموضوع بمقر اليونسكو إعلاميون من عدد من وسائل الإعلام، خصوصًا الفضائيات المتنوعة التي تنتمي إلى المنطقة أو من خارجها. كما يشارك في الندوات عدد من الخبراء الإعلاميين واللغويين مع الكتاب والباحثين والدبلوماسيين والعاملين في اليونسكو.
اليوم العالمي للغة العربية، يصحبه ندوات عدة تناقش الكثير من الموضوعات المختلفة، من بينها دور الفضائيات في تصدير اللغة العربية، وضخها في شرايين مجتمعات أخرى، كمحور لإحدى الندوات، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول جدوى هذه الفضائيات وأهميتها، سيما إذا كان الأغلب الأعم منها لا ينطق بالفصحى. فهل في ذلك فعلاً قيمة مضافة للعربية لدى المشاهدين. كما يدعو ذلك، أيضًا، للتساؤل عن ماهية الأفكار والموضوعات التي تطرحها هذه الفضائيات؟ وهل منها ما يهتم بتعزيز الثقافة واللغة لدى المتابعين، أم أنها أطروحات من نوع آخر ليس لها علاقة باللغة والثقافة، ولا يربطها بالأمر سوى كونها ناطقة بالعربية فقط؟
محور آخر تناقشه الندوة يتعلق بالدوافع وراء إطلاق النسخ العربية من الفضائيات الأجنبية، ومحور أكثر تفاعلاً واهتمامًا بالشباب وروح العصر الحديث، يتعلق بمدى مساهمة الإعلام الجديد، وشبكات التواصل الاجتماعي، في إعادة الشباب العربي إلى لغته.
كانت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية «أرابيا» التابعة لليونسكو، قد قررت في اجتماعها بشهر أكتوبر الماضي بمقر المنظمة بباريس، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة. وذلك بعد أن قرر المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته 190 في أكتوبر عام 2012 تكريس يوم الثامن عشر من ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية، إذ احتفلت به اليونسكو العام الماضي للمرة الأولى.
وتستهدف خطة تنمية الثقافة العربية «أرابيا» التي أنشأتها اليونسكو عام 1999 إلى توفير إطار يمكن فيه للبلدان العربية تنمية تراثها الثقافي، بحيث يصان الماضي مع التركيز بوجه خاص على المستقبل، ويفتح العالم العربي على التأثيرات والتقنيات الجديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي.
يرجع اختيار 18 ديسمبر لأنه اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973، احتساب اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها، ولجميع المنظمات الدولية المنضوية تحتها.