هل اللغة العربية قصر المقر

بني القصر على الطراز الأندلسي ويضم بين جنباته شواهد التاريخ الإسلامي العريق.

ظافر البكري

يقبع قصر المقر على جبال السروات في منطقة عسير، وتحديدًا في محافظة النماص شمالاً، يحتضن بعض شواهد التاريخ الإسلامي العريق. حكاية هذا المتحف الشخصي، إذا جاز التعبير، نسج خيوطها محمد بن علي المقر على هامات تلك الجبال كمشروع يستقبل زواره من جميع مناطق المملكة وأيضًا من خارجها.
يوجد بالقصر (20) واجهة وأكثر من (30) زاوية، فضلاً عن (360) عمودًا، تتشبع جدرانه بالحضارة الأموية والعباسية، إلى جانب الزخرفة الإسلامية النباتية. وهناك (300) نافذة من الطراز الأندلسي، ويتكون المبنى من أربعة أدوار: الدور الأول يمثل حضارة الدولة الأموية والأندلسية والعباسية، فيما يمثل الدور الثاني حضارة العالم الإسلامي من الصين شرقًا حتى غرب أفريقيا. ويوجد بالدورين الأول والثاني أكثر من (18) ألف قطعة تراثية، ويمثل الدور الثالث حضارة العالم الإسلامي في الغرب وبه أكثر من (80) ألف مخطوطة، تتضمن مخطوطات مكتوبة باليد للقرآن الكريم، وبه أكثر من ألف مخطوطة قرآن كريم لألف عالم في ألف تاريخ مختلف. يمثل القصر في شكله القصور الأندلسية، ويضم أكثر من عشرين واجهة للزائرين، وأروقة محاطة بالحدائق المعلقة التي ما زال العمل جاريًا فيها، تسقى من خلال قنوات وينابيع مياه استخدمت فيها العناصر الزخرفية الرقيقة في قالب هندسي فريد وزخارف المعمار الأندلسي الذي يكسو الجدران، مطوقًا بالقيشاني المطرز بالنقوش العربية التي ذاع صيتها في الأندلس. هذا القصر لم يكتمل إلى الآن وقد تجاوز العمل فيه 27 عامًا وبتكلفة إجمالية قدرها 100 مليون ريال، فالمشروع لم يتوقف على القصر، بل اتسع ليشمل إنشاء حدائق معلقة ومطاعم وغرف فندقية وحديقة حيوانات مصغرة وغرف يحاكي بناؤها تراث المحافظة ورونقها الجذاب.