عادات النوم

يقوم الأطفال بأشياء غريبة عندما ينامون. فلا داعي للقلق.


كان ابني دارون يتعرق كثيرًا في أثناء نومه عندما كان صغيرًا. إذا نام في السيارة أضطر أحيانًا إلى التوقف حتى أمسح العرق المتصبب على جبينه. كنت أعزو ذلك في البداية إلى الحرارة والرطوبة، لكني لاحظت أنه كان يستيقظ ورأسه مبتل حتى وهو في غرفة نومه المكيفة.

بقلم: تاميكيا ريس

Tamekia Reece

حالة دارون أقلقتني كثيرًا، وخفت أن يكون قد أصابه مكروه، ما دفعني لأذهب به على الفور إلى الطبيب. ولكن اتضح أن التعرق لا يدعو للقلق، فكثير من الأطفال يتعرقون في أثناء نومهم. وللأطفال عادات أخرى كثيرة قد تثير انزعاجك، ولكي نساعدك على الاطمئنان تحدثنا مع الخبراء لنعلم متى تكون عادات النوم غير مضرة.

ضرب الرأس
قد ينتابك القلق عندما ترين طفلك يضرب رأسه على المرتبة أو على قضبان مهده وهو يستعد للنوم، ولكن لحسن الحظ لا يشكل ذلك خطرًا عليه في أغلب الأحيان. فحوالي 20% من الأطفال يضربون رؤوسهم، والأولاد الذكور الذين يقومون بذلك أكثر عددًا من الإناث. وعمومًا تظهر هذه العادة في الشهر السادس وتقل أو تختفي في السنة الثالثة من عمر الطفل. ورغم أن السبب الدقيق وراء ضرب الرأس غير معروف فإن الخبراء يؤكدون أنها طريقة تساعدهم على تهدئة أنفسهم. تقول راحيل بريجز طبيبة نفسانية بمستشفى الأطفال بالمركز الطبي بمونتي فيوري بولاية نيويورك: «كثيرًا ما يرتج الجنين جيئةً وذهابًا وهو في رحم أمه، ولذلك فإن حركة الاهتزاز التي يسببها ضرب الرأس تهدئه. وقد يفعلون ذلك للتخفيف من ألم التسنين أو الأذنين. قد تخشين أن تسبب عادة طفلك هذه ألمًا في رأسه أو رضوضًا أو إصابة في الدماغ، لكن ذلك غير محتمل، فرأسه صلب، وإذا أصبح الضرب موجعًا فإنه سيتوقف عنه تلقائيًا. ولذلك فلست بحاجة إلى وضع وسائد إضافية في مهده، لا سيما أن كثرة الأشياء الناعمة في سرير الطفل تزيد من خطر الاختناق أو متلازمة موت الطفل المفاجئ.

الارتعاش
لا تفاجئي إذا ضرب ابنك النائم رجليه أحيانًا فذلك لا يعني أنه يرى كابوسًا. يقول كينيث وايبل، طبيب أطفال بمستشفيات وعيادات رحمة الأطفال بكنساس سيتي في ميسوري، إن الجهاز العصبي عند الأطفال غير ناضج ولذلك يصعب عليهم التحكم في حركاتهم الانعكاسية واستجاباتهم للمحفزات الخارجية مثل الضجيج والحرارة. وهذا يعني أن تلك الحركات الخاطئة هي غير إرادية وغير مضرة غالبًا، ولتتأكدي اضغطي بإصبعك بخفة على الرجل أو الذراع المرتعشة فإذا هدأت فلا بأس، وإن لم تهدأ أو إن كان الارتعاش يحصل، أيضًا، عندما يكون الطفل مستيقظًا أو امتد الارتعاش إلى باقي الجسم فلابد أن تقومي بإجراء فحوص شاملة بما فيها فحص داء الصرع. وفي أغلب الحالات يختفي الارتعاش الذي لا يتأتى من خلل عصبي في عمر الأربعة أشهر إلى السنتين.

الشخير
رغم أننا نحب أن نعتقد أن الكهول فقط يشخرون فإن هذا الصوت يمكن أن يصدر عن الرضع، أيضًا، والشخير ينجم عادة من مرور الهواء من جوف أنف الطفل أو في المنطقة الخلفية من الحنجرة. وقد يصدر الصوت نتيجة إصابة الطفل بالزكام أو بسبب انسداد أنفه بالحليب أو طعام الأطفال الذي يصعد إلى الأنف عندما يتقيأ الرضيع. استعملي منظف الأنف أو القطرات المالحة لتزيلي ما علق بأنفه.
ويجب أن تعلمي طبيبك بحالة طفلك، لأن بعض الاضطرابات في أثناء النوم (مثل انقطاع النفس sleep apnea) قد تسبب، أيضًا، الشخير. فالشخير العالي والشهقة والاختناق والاضطراب في أثناء النوم كلها علامات تدل على حالة انقطاع النفس في أثناء النوم وذلك يستوجب الرعاية الطبية الفورية.

توقف التنفس
قد تلاحظين أن طفلك قد يتوقف عن التنفس لبضع ثوان في أثناء النوم. والتنفس الدوري أمر عادي بالنسبة إلى المواليد الجدد حيث يتنفسون بسرعة لفترة تليها فترة تنفس بطيء ثم فترة توقف قد تصل إلى عشر ثوان. ثم تتكرر دورة التنفس مجددًا. يقول لويس كاس، وهو طبيب أطفال متخصص في أمراض الرئتين بمستشفى وستشستر لطب الرئة والنوم بماونت كيسكو بنيويورك، إن التوقف عن التنفس يحدث لأن الجزء المسؤول عن التنفس في دماغ الطفل ما يزال بصدد التكوّن, وعلى خلاف انقطاع النفس في أثناء النوم فإن التنفس الدوري لا يسبب الشخير أو صعوبة في التقاط النفس بعد انقطاعه، فلا تقلقي طالما أن طفلك يشعر بالراحة ولا يجد صعوبة في التقاط أنفاسه ولم يتغير لون أظفاره أو شفتيه. وعمومًا تنتظم عملية التنفس في أثناء النوم في غضون الشهر الرابع أو السادس.

التعرق
قد يفيق الطفل أحيانًا وهو يتصبب عرقًا. وفي الواقع جميعنا نعرق خلال المراحل الفاصلة بين مختلف فترات نومنا, ولكن الأطفال يتعرّقون أكثر لأن دورات نومهم أقصر كما يقول الدكتور وايبل. وبما أن الرأس هو أكبر جزء في جسد الطفل, فإن هذه المنطقة تفقد أكبر قدر من الحرارة, وهذا ما قد يسبب ابتلال جبينه وشعره أكثر من أي مكان آخر في جسمه. وبالطبع يمكن أن يتعرق الطفل، أيضًا، عندما يشعر بحرارة شديدة ويحاول جسمه التخلص من تلك الحرارة الزائدة. ولتتأكدي من عدم حدوث ذلك في أثناء نوم طفلك, حاولي أن تعدّلي غرفة نومه على 60 إلى 70 درجة فهرنهايت وألبسيه ملابس مريحة دون الغطاء.
كلمي طبيب الأطفال إذا أصيب طفلك بحمى أو أي عارض آخر من أعراض المرض مثل الكسل أو الفتور. عندما يبلغ الطفل ثلاثة أو أربعة أشهر من عمره تصبح دورات نومه أطول ما يجعله يتعرق أقل, إلا أن بعض الأطفال, يواصلون التعرق في أثناء نومهم طوال سنوات عمرهم الأولى.