المدينة المحرّمة
تقع المدينة المحرّمة، أو القصر الإمبراطوري، وسط العاصمة الصينية بكين، وهي أحد أهم المعالم التاريخية بها، حيث كانت مقر إقامة الأباطرة الصينيين المتعاقبين، وتُعد أكبر مجموعة من القصور القديمة في الصين. يوجد بالمدينة المحرمة، نحو مليون قطعة من التحف الفنية النادرة، وأصبحت اليوم متحفًا شاملاً يجمع بين الآثار الإمبراطورية والفنون المعمارية القديمة.
يعود اسم المدينة المحرمة إلى اللغة الصينية والتي تعني بعد ترجمتها «أنه لا يمكن لأحد الدخول إلى المدينة دون إذن الإمبراطور»، وقد تعاقب على «المدينة المحرمة» 42 إمبراطورًا سيطروا على الصين لمدة 491 سنة. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، ظل الحزب والحكومة الصينية يهتمان بمتحف القصر الإمبراطوري، ويُرصد كل سنة مبلغ خاص لإصلاحه وإعادة ترميمه. وفي عام 1961، صنفه مجلس الدولة الصيني وحدة أثرية محمية مهمة على مستوى البلاد كدفعة أولى. وأدرج في قائمة التراث الثقافي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1987.
تحتل المدينة المحرمة مساحة تقارب 720 ألف متر مربع. وتضم أكثر من 800 مبنى وحوالي 8700 غرفة، ويحيط بالمدينة سور يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، ويوجد خارج هذا السور نهر صناعي يبلغ عرضه 52 مترًا، ويسمى «نهر هو تشنغ» أي نهر الدفاع عن المدينة. وقد صنفت منظمة اليونيسكو القصر الإمبراطوري ضمن التراث الثقافي العالمي. واليوم يتدفق عشرات الآلاف من السياح من مختلف أنحاء العالم يوميًا على هذه المدينة التي تسمى أيضًا «حديقة القصر» للوقوف على حقبة من أكثر حقب التاريخ إبداعًا وازدهارًا، تكشف عنها المباني المصممة من كتل حجرية نحتت يدويًا وساحات رصفت أيضًا بقطع حجرية كثيرة النقوش، ما يدل على أن جهدًا ووقتًا كبيرين بذلا من أجل إنجازها.