.يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامه بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسم لأن الطعام الزائد يرهق الجسم. ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل.
يحرّض الصيام خلايا الجسد ويجعلها تعمل بكفاءة أعلى، ومن ثمَّ تزداد مقاومة الجسم للبكتريا والفيروسات وتتحسن كفاءة النظام المناعي، ولذلك ينصح الأطباء بالصيام من أجل معالجة بعض الأمراض المستعصية والتي فشل الطب في علاجها.
وأظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جدًا لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين.
الصوم يقلل احتمال حدوث الأورام السرطانية
وفي دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية أظهرت دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريبًا، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد الذين يعانون إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل. كما أن الصوم المنتظم مع اتباع نظام غذائي طبيعي مع التقليل من أكل الملح والوجبات السريعة يمكن أن يجعل عمل الخلايا أكثر انتظامًا ويمنع تحولها إلى خلايا سرطانية، ومن ثمَّ يكافح انتشار السرطان قبل حدوثه!
وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة علم النفس والغدد الصماء قام بها فريق من علماء جامعة كاليفورنيا تبين أن الصيام لفترات متقطعة يؤدي إلى وقف انقسام الخلايا السرطانية، وقد كانت فاعلية الصيام أكبر من الحمية.
الصوم يبطئ زحف الشيخوخة
ولا تقتصر فوائد الصوم على محاربة الأمراض المزمنة، بل تتعدى ذلك إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع في تأخير هرم الخلايا الدماغية، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. هذه الدراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية حول تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريبًا، وتبين دور الصوم في تأخير هرم الأنسجة الدماغية.
الصوم علاج للسمنة والبدانة
هكذا يؤكد جميع أطباء الدنيا، فالامتناع عن الطعام هو أسهل الوسائل وأرخصها لعلاج البدانة، وهذا ما يحققه لك الصيام. ولذلك فإن الله تعالى منحك هدية لا يعرف قيمتها إلا من أدرك فوائدها، إنها شهر رمضان، فهذا الشهر فرصة لضبط إيقاع جسدك، والقضاء على كمية الدهون الفائضة، وإعطاء فرصة لتنظيم عمل الهرمونات وخلايا الدم لتقوم بعملها في إعادة تنظيم عمل أنظمة الجسم، وعلاج الوزن الزائد.
حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ بالتهام النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبعبارة أخرى الصيام الإسلامي. فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.
عالج السموم المتراكمة والتلوث بالصيام
إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم. فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن والمواد السامة! وكل واحد منا يستهلك من الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.
إن الحل الأمثل لاستئصال المواد المتراكمة الملوثة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة هذه الخلايا وتنظيفها بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظمًا. ونحن عندما نصوم لله شهرًا في كل عام إنما نتبع نظامًا ميكانيكيًا جيدًا لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.
الصيام علاج للاضطرابات النفسية
للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام، حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وفي الوقت نفسه يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابًا على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم. حتى إننا نجد أن كثيرًا من علماء النفس يعالجون مرضاهم بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة. ولذلك يعد الصوم الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط.
إن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب الحياتية، إضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفاعل لمواجهة هذا الخطر، كما أن الصوم يحسِّن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.
الصيام علاج للجهاز الهضمي
كم عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أي فائدة؟ ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم، بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن نجد في الصيام حلاً مؤكدًا لشفائها. وكذلك التهاب القولون والتهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون أن 85 % من الأمراض تبدأ في القولون غير النظيف والدم الملوث. والصوم ينظف الأمعاء والقولون والمعدة من المواد الضارة ويساعد الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة أعلى، ولذلك فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، وأفضل حمية يمكن للإنسان أن يتبعها هي الصوم.
الصيام دعم للجهاز المناعي
من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم، ونحن نعلم أن جهاز المناعة هو بمنزلة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إليه. ولذلك فإن الصيام يقوي هذه «الجنود» ويزيد من نشاطها وكفاءتها، ومن ثمَّ فهو يعمل كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه. يقول البروفيسور الألماني هانزديتليف فاسمان، مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي، إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر «منشطان للمخ». ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.
.