.التهاب الكبد «أ»منذ لحظات الحمل الأولى، تنتاب الأم سلسلة من نوبات القلق والأرق إذ ينشغل بالها بكثير من الأمور المهمة التي تراوح بين الأحوال الصحية والمالية. كما تنمو هذه المشاعر ويزداد القلق والتوتر كلما زاد نمو طفلها وكبر سنه. وهكذا، تطفو تساؤلات عدة على السطح من بينها: هل يمكن لابنتي أن تتمتع بصحة جيدة وهي لا تأكل سوى الحبوب والمقرمشات؟ لماذا لا يستطيع ابني القراءة بسهولة؟ من واجبنا هنا أن نطمئن بال الأمهات ممن يطرحن مثل هذه التساؤلات. ولقد طلبنا من زوار موقع بارنتس دوت كوم parents.com أن يشاركونا بطرح تساؤلاتهم، ومن ثم سألنا الخبراء نصيحتهم واستطلعنا ردودهم الخاصة عن هذه الاستفسارات.
أخشى أن يتوقف طفلي عن التنفس في أثناء نومه
تتسبب متلازمة موت المهد SIDS في حدوث نحو 2250 حالة وفاة في الولايات المتحدة كل سنة، وتعد أحد أسباب القلق الذي يصيب الآباء الجدد. وعلى الرغم من ذلك، تستطيع كل أم أن تقلل فرص تعرض وليدها للوفاة المفاجئة جراء هذه المتلازمة، وذلك عند اتباعها القواعد البسيطة التالية: أن ينام الرضيع على ظهره وأن لا تنام الأم إلى جواره ملتصقة به. فهناك علاقة وثيقة مثبتة بين مشاركة الأم لطفلها في فراشه وارتفاع معدل خطورة التعرض للموت المفاجئ خنقًا. في هذا السياق، تقول الطبيبة رايتشل مون Rachel Moon، وهي اختصاصية في طب الأطفال، وأبحاث متلازمة موت المهد في المركز الطبي الوطني للأطفال Children’s National Medical Center في واشنطن العاصمة: «على الرغم من أن فرص التعرض لمتلازمة موت المهد تنعدم عند بلوغ الطفل السنة الأولى من عمره، إلا أن بلوغه الستة أشهر الأولى يجب أن يبعث قليلاً من الطمأنينة في قلب أمه». أما إذا كنت لاتزالين تحومين حول سرير طفلك لتتفقدي معدل تنفسه بعد مرور أشهر على بلوغه السنة الأولى من عمره، فهذا يعد رد فعل غريزي تلقائيًا يهدف إلى حماية الصغير، فلتعلمي، إذًا، أنك لست وحدك في هذا.
ينتابني القلق من إصابة ابني الرضيع بالتوحد
لقد ارتفعت معدلات تشخيص الإصابة بالتوحد، إذ يصاب طفل واحد من بين كل سبعين طفلاً بهذا المرض، وهو ينتشر بين الأولاد أكثر من البنات بنسبة 1:4. في هذا السياق، يرى آري براون Ari Brown ، أحد مستشاري المجلة وعضو المجلس الاستشاري للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفالAmerican Academy of Pediatrics، أن زيادة قدرة الأطباء على تشخيص الإصابة بالمرض تعود إلى جهود التوعية بأعراضه واتساع نطاق معايير التشخيص. أغلب الظن أن طفلك لن يصاب بالمرض، لكن الخبراء يتفقون على أن احتمالات الإصابة به تزداد في حالة إصابة أحد أفراد عائلتك وعائلة زوجك بالتوحد أو ولد طفلك خديجًا. فإذا لاحظت أن طفلك لم يشرع في الثرثرة أو ترديد الكلمات، أو الإشارة إلى الأشياء أو الأشخاص أو التلويح بيديه عند بلوغه العام الأول من عمره، أو لم يقل أي كلمات مفردة عند انقضاء السنة والنصف الأولى من عمره، أو لم يردد عبارات قصيرة عند بلوغه العامين، أو بدا كأنه يفقد ما اكتسبه من مهارات لغوية، فيجب عليك استشارة طبيب الأطفال المعالج له على الفور. يقول د.براون: «يلعب التدخل المبكر في علاج هذه الحالة قبل بلوغ الطفل السنة الثالثة من عمره دورًا إيجابيًا كبيرًا في تحسين حالة طفل التوحد، لكن يجب السعي للحصول على مساعدة طبية اختصاصية فور تشخيص الإصابة بالمرض في أي مرحلة عمرية».
هذا، ولا يجب أن تقلق الأم بشأن التطعيمات في هذه السن المبكرة، إذ لم تثبت الدراسات وجود علاقة بينها وبين الإصابة بالتوحد.
أخشى أن تصاب ابنتي بالبدانة عندما تكبر
على مدار العقود الثلاثة الماضية، أثبتت الدراسة زيادة معدلات البدانة لتصبح ثلاثة أضعافها وليصاب ثلثا الأمريكيين البالغين بالسمنة المفرطة، وزيادة الوزن، ما يشير إلى احتمال إصابة ابنتك بالبدانة إذا لم تتخذي عدة إجراءات ضرورية. أولًا، يجب أن تعدي لها إفطارًا صحيًا. فقد أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يبدؤون يومهم بتناول الأطعمة الصحية، تتضاءل كتلة أجسامهم مقارنة بمن لا يحرصون على تناول إفطار صحي، ثم عليك أن تساعديها على تقليل المشروبات السكرية، ومن بينها العصائر، وتناول الوجبات الصحية عوضًا عن الحلويات. كما يجب أن تشجعي طفلتك على تناول كميات مناسبة من الطعام على أن تسكبي لها ما تحتاج إليه وحسب دون أن تتركي لها هذه المهمة، وذلك وفقًا لرأي مستشارة المجلة، وخبيرة التغذية، إليسا زيد Elisa Zied، وهي أيضًا مؤلفة كتاب طعام صحي لأسرتكFeed Your Family Right. عند اتباعك هذه الإرشادات، سوف تنعم طفلتك، وأنت كذلك، بالحيوية والنشاط.
أخشى أن يسقط طفلي في حديقة الألعاب ويصاب بارتجاج في المخ
تذيع إصابات الأطفال في أثناء لهوهم في ساحات الألعاب، وتعد السبب في إلحاق الأذى بنحو 200 ألف طفل سنويًا. يأتي أغلب هذه الإصابات نتيجة للسقوط في أثناء اللعب. لكن الإصابة بارتجاج المخ تشكل نحو 1.5 في المئة من مجموع هذه الإصابات كافة. في السياق ذاته، يقول الطبيب غاري أ. سميث Gary A. Smith، وهو استشاري للمجلة ومدير لمركز أبحاث الإصابات وسياساتها Center for Injury Research and Policy، ويتبع مستشفى نيشنوايد للأطفال Nationwide Children’s Hospital التي تقع في كولمبوس في ولاية أوهايو: «في أغلب الأحوال، يمكن تجنب حدوث مثل هذه الإصابات». يجب عليك أن تتبعي التوصيات الخاصة بالمراحل العمرية المختلفة المتوافرة في هذه الساحات، أي أن يتجنب طفلك اللعب بالأدوات التي يزيد طولها على 6 أقدام. تأكدي من خضوع أرض الملعب لصيانة دقيقة وتغطية أرضه بكمية كافية من الرمال، أو رقائق الخشب، أو المواد المصنوعة من المطاط، أو غيرها من المواد التي يمكنها حماية الطفل من أخطار الإصابات في حالة سقوطه على الأرض في أثناء اللعب. فإذا تعثرت طفلتك في أثناء لعبها، فعليك بمراقبتها لاكتشاف أعراض إصابات الرأس حال حدوثها. انتبهي لأي من الأعراض التالية:
• تشتت الذهن أو تشوش الأفكار.
• النزيف من الأنف أو الأذن أو كليهما.
• التقيؤ باستمرار.
في حال إصابة الطفلة بأي صعوبات في التنفس، أو فقدانها الوعي، يجب اصطحابها إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.
أخشى أن يخفق طفلي الخجول في تكوين صداقات في
مرحلة رياض الأطفال
من السابق لأوانه تحديد نوع الخجل الذي يشعر به ابنك ومعرفة كونه عرضًا أم سمة من سمات شخصيته وأحد أطباعه الأساسية. على أي حال، يمكنك أن تساعدي طفلك ليتفاعل مع محيطه ويتآلف مع أقرانه. تقول ميشل بوربا Michelle Borba ، مؤلفة كتاب «المرجع الأكبر لحلول التربية The Big Book of Parenting Solutions» وهي مستشارة للمجلة تحمل درجة الدكتوراه في التربية: «يمكنك تعليم الطفل اكتساب الصداقات كما يتعلم كتابة حروف الأبجدية أو حل مسائل الجمع والطرح». يجب أن يتعلم الطفل أهمية التواصل مع الآخرين بالنظر المباشر إليهم. لذا، يجدر بالأم أن تعلمه حلو الكلام ليتعامل به مع أقرانه في المدرسة، مثل عبارة «يعجبني القميص الذي ترتديه». عليك، أيضًا، بترتيب مواعيد يستقبل فيها زملاءه للعب معه، وعلميه أن يكتسب صداقة طفل أو طفلين على الأكثر، فليست العبرة بالعدد.