.تتزاحم الأولويات عند محاولة رصد تلك الإنجازات، أيها يمكن أن يحتل المراتب الأولى في سلم تلك الأولويات، إلا أن أحدًا لا يختلف على تلك المنجزات من حيث أهميتها وضرورتها وتوقيتها أيضًا. سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
المرأة والشورى
فعلى الصعيد السياسي الداخلي، قد نرجح البدء بالمنجز الأول الذي يعد في الوقت نفسه حدثًا مهمًا وفريدًا يستمد أهميته تلك من حدوثه للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وهو فتح المجال للمرأة السعودية للانضمام إلى مجلس الشورى في دورته الحالية، لتحصل بذلك على فرصة المشاركة جنبًا إلى جنب مع الرجل من خلال عضوية ثلاثين مواطنة مؤهلات تأهيلاً عاليًا، فضلاً عن خبراتهن العلمية والعملية التي تعينهن على أداء تلك المهمة عن وعي واقتدار لن يقل بأي حال عما يمكن أن يؤديه الرجل في هذا المجال.
الحوار الوطني
وقد يجيء الحوار الوطني خطوة مهمة في الشأن الداخلي فيما يتعلق بتبادل الرؤى والأفكار. فالوطن قامت أسس وحدته دون تمييز، ويتصل بذلك، خارجيـًا، تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهي سابقة نالت ترحيبًا دوليًا، لأن هذا المشروع يوصد أبواب التعصب والفصل العنصري وحروب الأديان والقوميات ولتتحول مبادرة الملك إلى عمل مؤسسي، يسهم في نشر ثقافة الحوار وثقافة التسامح بين الشعوب بما يخدم الأمن والسلم الدوليين.
التعليم وبرنامج الابتعاث الخارجي
بلغ عدد الجامعات في المملكة حتى الآن خمسًا وعشرين جامعة كبرى. كما تم إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض، وهي تعد أول جامعة متكاملة خاصة بالبنات بالمملكة، وتم افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
كما بلغ عدد المبتعثين إلى الخارج لنيل الشهادات العلمية حتى الآن حوالي 150 ألف طالب وطالبة يدرسون في حوالي 30 دولة حول العالم في تخصصات حيوية ذات علاقة مباشرة بمسيرة التنمية. ومن أبرز المنجزات التي تحققت في مجال التعليم العالي أيضًا، تشييد المدن والمستشفيات الجامعية، وتنفيذ المجمعات الأكاديمية في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، والارتقاء الكمي والنوعي بالتعليم الجامعي من خلال رفع كفاءته الداخلية والخارجية، وزيادة الاهتمام بقضايا الجودة النوعية، وتعزيز ربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية، والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاج إليها سوق العمل.
الإسكان
تتوافق الذكرى الثامنة للبيعة مع صدور أوامر ملكية لتمهد الطريق أمام اكتمال الحلول اللازمة لأزمة الإسكان في المملكة، حيث وجَّه الملك بأن يتم تسليم جميع الأراضي الحكومية المُعدَّة للسكن، بما في ذلك المخططات المعتمدة للمنح البلدية، التي لم يتم استكمال إيصال جميع الخدمات وباقي البنى التحتية إليها، إلى وزارة الإسكان، لتتولى تخطيطها وتنفيذ البنى التحتية لها، ومن ثم توزيعها على المواطنين حسب آلية الاستحقاق. ويأتي هذا التوجيه في إطار الحرص على توفير السكن المناسب للمواطنين بما يكفل لهم حياة كريمة، بهدف تيسير تنفيذ الأمر الملكي بتخصيص 250 مليار ريال لبناء 500 ألف وحدة سكنية في جميع مناطق المملكة، وتحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك.
مركز الملك عبدالله المالي
ستتحول العاصمة الرياض قريبًا وتصبح أكبر مركز مالي في منطقة الشرق الأوسط، جاذبة أنظار المستثمرين إلى أحد أهم أذرع تنوع النشاط الاقتصادي والعقل المحرك لدورة الأعمال المالية. من خلال مركز الملك عبدالله المالي، حيث يحتضن المركز 70 في المئة من مباني المؤسسات والجهات المالية، ومقرًا للسوق المالية، إلى جانب الأكاديميات المالية، ومقار البنوك والشركات والمؤسسات الأخرى، وما يرتبط بها من خدمات مالية، إلى جانب ما سيوفره المركز من منتجعات سياحية، وإيجاد بيئة ترفيهية جديدة للمنطقة على مساحة تبلغ نحو 1.6 مليون م2.
مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية
مشروع ضخم آخر، وهو مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية ومقره مدينة الرياض، حيث ينهض المركز برسالة سامية وهي إعداد أبحاث وتحاليل استراتيجية، وحلول سياسية عالمية المستوى للنهوض بدور المملكة بوصفها أكبر دولة منتجة للطاقة تضطلع بمسؤولياتها البيئية في العالم. ويبرز المركز رؤيته أن يكون مركزًا عالميًا بارزًا لأبحاث الطاقة والبيئة وسياساتها، متمحورًا حول الصناعة النفطية والطاقة والبيئة. وينشر المركز أبحاثه من خلال المطبوعات والمنشورات الإلكترونية وورش العمل والبرامج التعليمية وغيرها من طرق التواصل.
ويستقطب المركز أيدي وطنية ماهرة ومبدعة وباحثين ذوي خلفيات في الاقتصاد والهندسة والعلوم وإدارة الأعمال والمال والعلاقات الدولية وعلوم الحاسوب وعلم الاجتماع، وسيكون هؤلاء المهنيون في المقدمة لمراقبة تأثيرات أهم قضايا الطاقة والتقنية وسياساتها وتقييمها وفهمها، وسيكونون مسؤولين بشكل أساسي عن إدارة أبحاث المركز وتحاليله.
المشاعر المقدسة
أولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة جل عنايته واهتمامه، حيث أمر بأضخم توسعة للحرمين الشريفين على مر التاريخ، إلى جانب المشروعات التطويرية للمشاعر المقدسة وفي مقدمتها تطوير منطقة جسر الجمرات، وقطار المشاعر المقدسة، حيث تستهدف تلك المشروعات خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أقصى سبل الراحة لهم خلال تأديتهم مناسكهم.
دعم التضامن الإسلامي
حمل خادم الحرمين الشريفين هموم أمته الإسلامية وقضاياها، ودافع عنها في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، كما دعا إلى عقد قمتين إسلاميتين استثنائيتين في مكة المكرمة لدعم التضامن الإسلامي.
الإعلام
حظي الإعلام السعودي بنصيب وافر من اهتمام خادم الحرمين الشريفين ومن أبرز ذلك، صدور قرارات مجلس الوزراء بتحويل وكالة الأنباء السعودية «واس»، والإذاعة والتلفزيون لهيئتين مستقلتين وإنشاء هيئة للإعلام المرئي والمسموع، الأمر الذي أتاح لها المرونة الإدارية والمالية في سبيل تطوير أدائها، والاستفادة من ذلك بما تملكه من إمكانات بشرية ومادية.
وقدشهد الإعلام قفزة نوعية فيما يتعلق بهامش الحرية الذي اتسع في هذا العهد سواء المرئي، أو المسموع أو المكتوب.
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد
من بين الإنجازات المهمة أيضًا، قرار الملك عبدالله بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في 13/4/1432هـ، والتي تهدف إلى حماية النزاهة، وتعزيز مبدأ الشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره، وذلك من خلال أساليب عدة ضمن اختصاصاتها، منها:
• متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين بما يضمن الالتزام بها.
• التحري عن أوجه الفساد المالي والإداري في عقود الأشغال العامة، وعقود التشغيل والصيانة، وغيرها من العقود المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين في الجهات المشمولة باختصاصات الهيئة.
• اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في شأن أي عقد يتبين أنه ينطوي على فساد، أو أنه أبرم أو يجري تنفيذه بالمخالفة لأحكام الأنظمة واللوائح النافذة.
• العمل على تحقيق الأهداف الواردة في الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، ومتابعة تنفيذها مع الجهات المعنية.
.