اليونان
مهد الحضارات العريقة

بلد يتمازج فيه التراث المؤثر في التاريخ الإنساني
مع الأعمال الحديثة.

جدة: أهلاً وسهلاً

الحديث عن اليونان يسافر بالذهن سريعًا ليغوص في تلك الحضارة العريقة، وإلى قرون ساحقة مضت، فيستدعي على الفور أسماء وأحداثًا لا يزال يتذكرها العصر الحاضر، بدءًا من سقراط الفيلسوف اليوناني مؤسس الفلسفة الغربية، مرورًا بتلميذه أفلاطون المولود في أثينا، ثم أرسطو تلميذ أفلاطون، وكذلك أرخميدس المخترع عالم الرياضيات والفيزياء، وهوميروس شاعر الإلياذة والأوديسا، والإسكندر الأكبر الذي كان واحدًا من أعظم العباقرة العسكريين في التاريخ، وغيرهم ممن تركوا أثرًا عميقًا في تاريخ الفلسفة والفكر السياسي والعلمي والعسكري.

ليست خيالاً
إذا تجاوز الذهن كل تلك الاستدعاءات التاريخية العميقة والمؤثرة بشدة في التاريخ الإنساني، ووجدت نفسك في لحظة ما، تحط الرحال في هذا البلد، وعدت من إبحارك سيرًا على الأقدام عبر بساتين الزيتون، أو من خلال المواقع الأثرية، أو زيارة مجموعات من جزرها وشواطئها وجبالها، أو عبر استكشاف مناظرها الطبيعية الخلابة، هنا ستدرك أن اليونان ليست مجرد صور تعيش في خيالك، بل هي واقع خصب يستحق الزيارة.

6000 جزيرة
تتشكل اليونان من مجموعة من الجزر المتناثرة في منطقة بحر إيجة والبحر الأيوني، وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة هذا البلد وتقاليده. يبلغ عدد الجزر اليونانية نحو 6000 جزيرة. و يستحوذ الأرخبيل اليوناني على 7500 كم من إجمالي مساحة اليونان، وتقدم مشهدًا متنوعًا للغاية، منها الشواطئ الممتدة لكيلومترات، كالخلجان والشواطئ الرملية والكثبان، والكهوف الساحلية ذات الصخور شديدة الانحدار داكنة اللون، والتي تشكلت في صورة نموذجية من التربة البركانية والأراضي الرطبة الساحلية الرملية، والجزر والمواقع الأثرية الفريدة، والتراث المعماري المميز والتقاليد المحلية الرائعة لتلك الحضارة العريقة متعددة الأوجه والثقافات.
رودوس
بدأت الحضارة في جزيرة رودوس قديمًا جدًا، وتحولت سريعًا إلى مركز مالي وثقافي مهم في العالم اليوناني القديم، وأسهم الجمال الطبيعي والموقع الاستراتيجي للجزيرة في جعل سكانها أثرياء، لكنها جذبت أيضًا عددًا من القوات الأجنبية التي احتلتها في العصور اللاحقة. فالرومان، وفرسان القديس يوحنا، والعثمانيون والإيطاليون من بعدهم، جميعهم خلّفوا وراءهم آثارًا عميقة رمزًا لوجودهم، لكنهم فشلوا دائمًا في قطع الجذور اليونانية العميقة للجزيرة التي انضمت إلى اليونان الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية. أما اليوم فلا يستطيع السائح سوى أن ينبهر بجمالها الطبيعي ومعالمها التذكارية التي ترمز إلى تاريخها الطويل والمضطرب أحيانًا.

سانتوريني
أما جزيرة سانتوريني التي يستسلم كل من يزورها لهذا المشهد السريالي، فنجد طبقات واسعة من الألوان في المنحدرات مشكّلة بأسلوب أكثر من رائع. وتشتهر سانتوريني بشواطئها الرمادية التي تغطيها الرمال، ويظهر جمالها الفاتن لحظات غروب الشمس، ولا سيما في قرية «أويا» على الطرف الشمالي من الجزيرة.

ديلوس
في جزيرة ديلوس الصغيرة تكثر الآثار القديمة التي تكسوها الفسيفساء الغنية في المساكن القديمة، كما أن مدينة كورفو القديمة تتمتع بشكل خاص بهندستها المعمارية الفينيسية والفرنسية والبريطانية. أما جزيرة كريت فهي الأطول في أوروبا وتبلغ 16 كيلومترًا، ومن ثمَّ تمثل وطنًا مستقلاً يعيش عليها الماعز البري الشهير kri kri.

المدن الرئيسة
اليونان هي المكان المثالي لاكتشاف روح المدينة العريقة، لأن متعة الزيارة لا تأتي فقط من مجرد جولة سريعة حول المعالم الأثرية والسياحية، بل إن المدن اليونانية حافلة بالمواقع السياحية التي يمكن الوصول إليها بسهولة على مدار العام.

أثينا
في أثينا العاصمة لا بد من تخصيص وقت كاف لزيارة «أكروبوليس»، فهذا هو أهم موقع أثري في العالم الغربي، ويطل بشموخ وكبرياء على العاصمة أثينا، ومن السهل مشاهدته من معظم أركان المدينة. ويتكون هذا المقصد السياحي من الرخام الأبيض الذي تحوله أشعة الشمس إلى اللون «العسلي»، فتشعر بسعادة غامرة من سحر الطبيعة وتلاعب الألوان التلقائي العفوي، كما أن أي زائر لأثينا يتوجب عليه زيارة منطقة بلهاكا (أثينا القديمة) ومنطقة قلينادا، إضافة إلى منطقة غازي، التي تشتهر بالمقاهي الجميلة.

سالونيكي
هي المدينة الثانية في البلاد، وتتيح لك التعرف إلى الأطعمة اليونانية الشهية، والتسوق في بلد جميل وبين شعب ودود يعشق الضيف ويبذل قصارى جهده لإسعاده. ومن هنا يمكن تأكيد أن آثار التاريخ اليوناني هي تراث ضخم منذ قرون قديمة ومهمة خرجت خلال حقب ما قبل التاريخ العتيق والفريد والمكون من الآثار الكلاسيكية الهلنستية والعصور الوسطى، والإبداعات الفنية من الثقافات الشعبية، وآثار تراكمت من الحضارات والديانات الأخرى المختلفة، والتي تعايشت في سلام ووئام مع الإبداعات الحالية في تمازج وعناق دائمين مع الإنشاءات والأعمال الفنية الحديثة.

مهد الأولمبياد
اليونان هي مهد الألعاب الأولمبية، وفي الماضي القريب تم فيها تنظيم كثير من الألعاب والأحداث الرياضية الكبري، وأسهمت الأحداث الرياضية إلى حد كبير في بناء كثير من المنشآت الرياضية الحديثة الكبيرة والصغيرة، والملاعب، ومراكز التدريب في جميع أنحاء البلاد.

الترفيه
خلال العطلات الخاصة في اليونان ستكون هناك فرصة لاكتشاف طرق مختلفة وماتعة لقضاء وقت الفراغ والتسوق في مناطق التسوق التقليدية، حيث تتوافر تشكيلة رائعة ومتنوعة من الأزياء الخاصة بالعلامات التجارية الشهيرة، ومراكز SPA الفاخرة والمطاعم التقليدية، أو المقاهي على شاطئ البحر، أو في دور السينما والمسارح والجبال.

ثقافة الطهي
الطهي واحد من المكونات الثقافية الأصيلة في اليونان. ويتميز ذوق المطبخ اليوناني الراقي بكثير من الخصائص النوعية الرفيعة للمجتمع العريق. وفي التقاليد الغذائية اليونانية يمتزج الذوق مع القيمة الغذائية العالية. وعلى عكس ما يعتقد كثير من الناس حول المطبخ اليوناني، فإنه لا يقتصر على السوفلاكي الذي يشتهر به ميدان أمونيا سانتاجما، ويجذب آلاف السياح من عشاق الأكلات اليونانية التقليدية، لأن الأطباق اليونانية ثرية ومتنوعة.

زيت الزيتون
زيت الزيتون اليوناني يستحق التوقف والتأمل، لأنه يدخل في معظم الأطباق اليونانية، وهو من نوعية ممتازة. ومن المعروف أنه لا تتم زراعة الخضراوات بالأسمدة الصناعية والكيماوية بفضل المناخ المعتدل في كل أنحاء اليونان، ومن ثمَّ، فإن معظم الخضراوات المزروعة هناك طبيعية، وتحتفظ برائحتها ونكهتها المتميزة، إضافة إلى الفواكه الطازجة برائحتها الفواحة، مثل العنب والمشمش والخوخ والكرز والبطيخ وغيرها، وتتم زراعتها في التلال والريف في كل أنحاء اليونان.