تنام أنقرة على هضبة الأناضول وسط تركيا، وتعد ثاني أكبر المدن بعد إسطنبول، ونظرًا لموقعها الجغرافي المهم، اكتسبت المدينة أهمية اقتصادية صناعية وتجارية، وحرصت الحكومات التركية على اتخاذها عاصمة سياسية، حيث تضم مقار البعثات الأجنبية والخدمات الحكومية.
مدينة جذابة
هذه المدينة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ لآلاف السنين، بلغت من الحداثة مستويات متقدمة تمثلت في الخدمات العامة التي توفرها لقاطنيها وزوارها الذين يقترب عددههم من مليوني زائر سنويًا. تتميز أنقرة بمناخ صيفي دافئ، فتدور درجات الحرارة في فلك ثلاثين درجة مئوية في فصل الصيف، بينما يعد فصل الشتاء قارص البرودة، وتتساقط الثلوج على المدينة التي ترتفع عن سطح البحر بما يقرب من كيلومتر.
التسوق
تتمتع أنقرة بمجموعة من الأسواق الرائعة، منها المراكز التجارية الحديثة، والأسواق الشعبية والمحال التجارية القديمة، كدرب النساجين الواقع قرب منطقة أولوس، حيث تباع الأقمشة والمنسوجات والسجاد المصنع يدويًا، فيما يبيع بازار النحاسين المجوهرات والسجاد والتحف بجانب منتجات النحاس المشغولة يدويًا.
أما مراكز التسوق الحديثة فتنتشر في مختلف أحياء المدينة، ومن أشهرها مركز «أرمادا» التجاري الذي يعد أحد أبرز المراكز التجارية في العاصمة التركية، وحصل في وقت سابق على أفضل مركز تجاري للتسوق في أوروبا من جمعية مراكز التسوق الدولي، ويصنف «أرمادا» كأكبر المراكز التجارية في أنقرة منذ افتتاحه غرب المدينة عام 2002. ويأتي من بعده مركز «أنكا مول» الذي يشغل مساحة 176 ألف مترمربع، فيما يعد «برج كاروم» الذي افتتح عام 1991 من أهم مراكز التسوق على مستوى تركيا. أما مركز بانورا الواقع في منطقة أوران فيعد من أكبر مراكز التسوق وأحدثها في أنقرة، واُفتِتح عام 2007 ليضيف نمطًا متميزًا للتسوق في حياة السكان.
قلعة أنقرة
تحفل أنقرة بعديد من المزارات السياحية التي تعكس عمق تاريخها وعراقة ما مرت عليها من أحداث الحكم وأنماطه المتعددة التي عايشتها. ومن أشهر المزارات السياحية التي يحرص على زيارتها الزوار، قلعة أنقرة التي تصنف كأقدم أجزاء المدينة، إذ يتجاوز عمرها أكثر من 3000 عام، وشيد جدرانها الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثاني، وتعاقب الحكام على التعديل في بنيتها الداخلية من خلال الترميمات والإضافات التي يصل عمر بعضها إلى القرن السابع الميلادي.
المتاحف
عند مدخل القلعة يقع متحف الحضارة الأناضولية الذي يضم مجموعة فريدة من آثار العصرين الحجري القديم والحديث، وكنوز بعض الممالك القديمة. فيما يقع متحف الإثنوغرافيا في شارع طلعت باشا مقابل دار الأوبرا، ويضم مجموعة من العناصر الفلكلورية الجميلة، بجانب بعض القطع الأثرية من عصر السلاجقة والعثمانيين.
وبالقرب من متحف الإثنوغرافيا، يوجد متحف الدولة للفن والنحت، ويضم هذا المتحف تشكيلة كبيرة من الفنون التركية التي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، بجانب مجموعات حديثة تتدرج من تاريخ افتتاح المتحف وحتى الآن. أما متحف الفنون الحديثة الذي تم افتتاحه عام 2010 فيضم أكبر قاعة للمعارض في تركيا، ويستضيف عددًا من المعارض المتخصصة في الفن المعاصر.
في ساحة أولوس، يقع المبنى الأول للبرلمان التركي، الذي تم تحويله لاحقًا ليصبح متحفًا لحرب الاستقلال. هذا المتحف يسجل حرب الاستقلال في مجموعة من الصور والمقتنيات الأخرى التي يتم عرضها بطريقة ما لتصور هذه الحقبة من التاريخ. ويقدم متحف أنقرة للطيران معلومات مهمة لزواره حول تقنيات الطيران، والطائرات التي خدمت في سلاح الجو التركي على اختلاف أنواعها، إضافة إلى أنواع الصواريخ. ويقع المتحف بالقرب من شارع إسطنبول.
مسرح وحمام رومانيان
تضم أنقرة بقايا مسرح روماني تاريخي، وحمام روماني تم بناؤه في القرن الثالث الميلادي، ولا يزال باقيًا حتى الآن، وتوجد به غرف للمياه الباردة والدافئة.
عمود جوليان
أقيم هذا العمود على شرف الزيارة التي قام بها الإمبراطور الروماني جوليان للمدينة، وبالتحديد زيارته لحي أولوس الذي يقف على أرضه هذا العمود الشامخ.
النصب التذكاري
يقع النصب التذكاري بالقرب من ميدان «كيزبلاي جوفن»، وتم تشييده عام 1935، ويحمل رسالة سجلها أتاتورك للشعب التركي يحثهم فيها على الفخر والعمل بجد، والإيمان بأنفسهم. فيما يرمز نُصب «الهاتيون» إلى ذكرى أولى حضارات الأناضول، إذ بني في سبعينيات القرن الماضي في ساحة سيهيا، واستخدم الرمز المستمد منه شعارًا لمدينة أنقرة لفترة طويلة.
الحدائق العامة
من أجمل المشاهد التي يستمتع بها زوار أنقرة، الحدائق العامة والمسطحات المائية داخلها، إذ تنبسط الحدائق الخضراء على مساحات شاسعة، لتقدم لوحة رائعة للطبيعة التركية بشكل عام، وطبيعة أنقرة بشكل خاص، وتحفل المتنزهات بمقومات مختلفة، من بينها التليفريك الذي يمكن من خلاله الاطلاع على مشاهد رائعة للمدينة من الأعلى.
على مساحة 68 فدانًا في وسط المدينة تقبع حديقة الشباب «جينكليك» بمساحات ممتدة من الخَضار الطبيعي، والنباتات والأشجار التي تمنح جوًا من الراحة والاطمئنان، مع استمتاع الزوار ببركة المياه الكبيرة المخصصة للتجديف. عروض أخرى كثيرة واحتفالات متنوعة تقام على أرض هذه الحديقة الواقعة بالقرب من ساحة أولوس ودار الأوبرا.
وعلى الطريق الرابط بين المدينة والمطار تقع واحدة من أكبر الحدائق العامة، وهي حديقة «ألتين بارك» التي تحتل مساحة 160 فدانًا، وظلت لفترة طويلة ملعبًا للجولف إلى أن تم تحويلها إلى حديقة عامة في عام 1985. وتضم الحديقة مجموعة من الخدمات الترفيهية المتكاملة، ومنها المعارض الداخلية والقوارب التي تصطف على شاطئ البحيرة الصناعية التي تضمها الحديقة، إضافة إلى قطار داخلي، وعربات للخيل.
ومن أكبر الحدائق وأروعها أيضًا، حديقة «جوكسو» التي تحتل مساحة شاسعة من الأراضي تبلغ 126 فدانًا، وتضم بحيرة كبيرة، يتم فيها ممارسة بعض النشاطات الترفيهية البحرية، ليستمتع الزوار بهذه الطبيعة الساحرة.
أما حديقة «كورتولس» فتمكّن هواة الثلوج من الاستمتاع بالتزلج على الجليد من خلال الحلبة الخاصة بها، التي تعزز الشعور بالتحدي في ممارسة هذه الرياضة الفريدة.
وتشتهر أنقرة أيضًا بمزرعة غابات أتاتورك وحديقة الحيوان، التي تضم مناطق ترفيهية داخلية، ومزارع عدة، إضافة إلى الحديقة النباتية.
.