الورد الطائفي

تميز مهرجان هذه السنة بسجادة من الزهور ضمت 100 ألف زهرة.

جنيفر ل.و فينك خيرالله زربان | تصوير: عبيد الفريدي

لم يكن النجاح الذي حققه مهرجان الورد الطائفي في دورة هذا العام مصادفة، بل كان ذلك محصلة جهد كبير، وعمل دؤوب، خصوصًا أن اللجنة المنظمة توقعت أن تزيد نسبة عدد زوار المهرجان في هذا العام بنسبة 37% بمعدل زيادة (400) ألف زائر عن العام الذي سبقه.
وقد تميز حفل الافتتاح الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، في الأول من أبريل 2013، بسجادة الزهور التي أنشأتها أمانة الطائف على مساحة 750 مترًا مربعًا ضمت 100 ألف شتلة من 15 نوعًا من الزهور المتنوعة، فضلاً عن الأجنحة الأخرى المشاركة التي قدمت أنواعًا مختلفة من الزهور والورود التي تشتهر بها منطقة الطائف، حيث تبارت في إبراز جمال تلك الورود ومشتقاتها من ماء ودهن عطري، العديد من الجهات المشاركة في المهرجان.
كما اطلع الأمير خالد الفيصل على موقع المأكولات الشعبية، والحرف اليدوية التقليدية، وجناح الأسر المنتجة، والمسرح المفتوح الذي يحتضن فعاليات الأسرة والطفل، والمسابقات الثقافية المتنوعة طوال أيام المهرجان، وركن الفلكلور والعروض الشعبية. ليختتم حفل الافتتاح بكلمات خطابية وتقديم أوبريت «سلام يا الطائف»، لتتألق السماء بعد ذلك بعروض الألعاب النارية. على هذا الافتتاح البهيج مضت أيام المهرجان في ثلاثة مواقع ممثلة في حديقة الردف، وحديقة الملك فيصل، ومنطقة الهدى السياحية، حيث ازدادت الزهور تألقًا بالحضور المتزايد، بل إن أمانة الطائف قد خصصت عربة تجوب شوارع مدينة الطائف وقراها لتوزع الورود مجانًا. كما اشتمل معرض أمانة الطائف على عدد من مشاريع الأمانة مثل الحدائق الجديدة، والبيت المحمي، مقدمة من خلال تلك الإرشادات كيفية تربية الورود والعناية بها، وعملية التنسيق الداخلي للحدائق الخاصة، بما في ذلك نباتات الظل والنباتات العطرية التي تتميز بها الطائف.
وفي حديقة الملك فيصل بالحوية كان الزوّار على موعد مع حديقة الصباريات ومجسمات للزهور وفساتين الزهور للأطفال، كما فاجأت الأمانة زوار هذا العام بتقديم أبراج الزهور بارتفاع ستة أمتار، فضلاً عن الحديقة المنزلية الخارجية التي هدفت إلى تثقيف الزوّار الراغبين في زراعة الورود وتعليمهم.
ولم تكن الورود وحدها هي عامل الجذب في المهرجان، فقد أعدت الأمانة برنامجًا ثقافيًا وترفيهيًا مصاحبًا كان عامل جذب كبير في المهرجان. فكانت هناك المراسم للأطفال، والهدايا اليومية، والمسابقات المتنوعة، فضلاً عن فعاليات الأسرة والطفل، والسوق الشعبية، والرحلات السياحية للزوار والسياح، والعروض التفاعلية بالسيارات والخيول ودبابات الهاردلي. بجانب إقامة 8 ندوات تشارك فيها جامعة الطائف والاستثمار السياحي، وكذلك الوفود المشاركة من خارج المملكة للتحدث عن التجارب والخبرات المتبادلة في زراعة الورد، وتقطيره، والاستفادة منه.
ومن الناحية الاقتصادية فقد وفر مهرجان هذا العام العديد من فرص العمل للشباب، بما يقارب 1200 فرصة وظيفية في الحدائق والأسواق، ووحدات الإيواء السكنية في المحافظة التي قدمت خدماتها لزوار المهرجان، إضافة إلى المنتجعات، والشاليهات، والحدائق العامة، بما أحدث حراكًا اقتصاديًا كبيرًا في المنطقة. وتعدت سمعة مهرجان الطائف للورود وشهرته المحيط المحلي والإقليمي إلى الدولي، حيث جذب إليه هذا العام وفي الأعوام السابقة كذلك المستثمرين من الدول الأوروبية. ففي هذا العام كان للمستثمرين الفرنسيين حضورهم في المهرجان، وقد أشادوا بالمنتجات العطرية المنتجة من الورد الطائفي، مؤكدين أنها الأكثر تميزًا، والأكثر طلبًا في فرنسا. وقد أبدوا رغبة كبيرة في زيادة رقعة الاستثمار في الورد الطائفي. بهذه البشارة الكبيرة يؤكد مهرجان الطائف للورود أنه لم يعد مهرجانًا مناطقيًا أو محليًا أو إقليميًا، بل أصبح مهرجانًا عالميًا، بما يستوجب أن يزداد الاهتمام به في السنوات القادمة.