رالي حائل 2013

تميز هذا العام باحتضان رالي صحراوي وأول مسابقة للتزلج على الرمال.

من «موقدة حاتم الطائي» أعلى قمة جبل السمراء انطلق رالي حائل 2013 في نسخته الثامنة، وبحضور ممثلين عن كل من الاتحاد الدولي للسيارات «FIA»، والاتحاد الدولي للدراجات النارية «FIM». وموقدة حاتم التي شهدت انطلاق الرالي تعد أحد أبرز المعالم السياحية بمنطقة حائل والمملكة.

كأحد أهم راليات العالم. ولا يقتصر الرالي على كونه ساحة للتنافس الرياضي فقط، بل يحرص القائمون عليه أن يضم العديد من الفعاليات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية. كما يؤدي دورًا مهمًا في الترويج، والجذب السياحي لمنطقة حائل على الصعيد المحلي والمملكة، وعلى المستوى العالمي. وأرقام زوار الرالي تؤكد نجاحه، فقد زاره أكثر من 150 ألف زائر خلال ستة أيام فقط. أما عن إنجازاته فيما يخص الجذب السياحي فقد رفع نسبة إشغال فنادق المنطقة وشققها إلى 100%، وتنامي عدد دور الإيواء إلى 122%.
ويحرص المسؤولون عن الرالي، انطلاقًا من دوره الرائد، على تطويره، وإحداث تغييرات لإثرائه وإضافة مزيد من الإثارة والتشويق. ومن التطورات النوعية غير المسبوقة التي شهدها 2013 تحوله إلى بطولة «كروس كانتري» والتي واكبها زيادة مراحل السباق ومسافاته، وأيضًا تنظيم (أول رالي صحراوي) للدراجات النارية بالمملكة، حيث تبارى 15 فريقًا في هذه المسابقة الأولى من نوعها للفوز بلقبها. وكانت، أيضًا، هناك مسابقات الطيران الشراعي. وتنافس على لقب رالي حائل2013 أربعة وثلاثون فريقًا من المملكة والخليج. وكان هناك متسابق من دولة التشيك، بالإضافة إلى مشاركة واسعة لعدد من الملاحين الأوروبيين من كل من فرنسا، وبولندا، والبرتغال. ووصف الخبراء والمتابعون على المستوى المحلي والعالمي منافسات العام بأنها كانت قوية ومحتدمة بين أمهر السائقين وأصحاب المراكز العالمية والخبرة الطويلة. كما سجل الرالي زيادة عدد متسابقي البطولة عن الأعوام السابقة، وهذا يبرهن على نجاحه، وأنه أصبح مقصدًا لأمهر سائقي الراليات في العالم.

ومما زاد من إثارة مسابقات رالي حائل التحديات التي أضيفت هذا العام. فقد كان على الفرق المشاركة مواجهة مجموعة من التحديات منها، اختلاف التضاريس التي يمر بها المتسابقون، ما استلزم من الفرق المنافسة والراغبة في الحصول على لقب الرالي أن يكونوا أكثر مهارة وحرفية وحذرًا. فالسرعة فقط لم تكن السبيل للفوز بالبطولة، وهذا أحد أوجه الاختلاف عن السنوات الماضية، فقد تمت إضافة عدد من المسارات الجديدة للسباق وزيادة مسافته إلى 1200 كيلو متر مربع من خلال تعديل المسارات لاختراق عدد من البيئات المختلفة، ما مثل أحد التحديات الكبرى للمتبارين، حيث يمر بالشعاب الرملية، والمناطق الصخرية والجبلية، والصحراوية.
وانقسم الرالي لمراحل، المرحلة الأولى وهي المرحلة الاستعراضية، ويصل طولها إلى 4.82 كيلو متر. بينما المرحلة الثانية فتبلغ 256.19 كيلو متر، وسيقطع المتسابقون في المرحلة الثالثة 260 كيلو مترًا. أما المرحلة الرابعة فمسافتها تصل إلى 304.08 كلم، والمرحلة الخامسة والأخيرة تبلغ 193 كيلو مترًا.

ومن المسابقات التي أقيمت على هامش الرالي فعاليات خاصة بالتزلج على الرمال، والتي أقيمت على مدى يومين وشارك بها 40 متزلجًا، تم تدريبهم من خلال مدربين أوروبيين وأصحاب خبرة طويلة، سواء كان من أيرلندا والتشيك، حيث قامت إدارة الرالي بالتعاقد معهما من أجل إطلاق تلك المسابقة. وتم تدريب الأربعين متزلجًا لفترات كافية قبل انطلاق البطولة. وتعاون في تنظيم مسابقة التزلج على الرمال كل من الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة حائل، والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل. وحظيت باستقطاب أعداد كبيرة من الزوار لممارستها والتنافس فيما بينهم حتى بعد انتهاء اليومين المخصصين لها، وهذا ما دعا لجنة الفعاليات برالي حائل للشروع في تأسيس نواة لاتحاد خاص بالرياضات الصحراوية، والتوسع مستقبلاً في تنظيم منافسات خاصة بها.
ومن أبرز دلالات نجاح رالي حائل هو كشف الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية عن تقديم ملف متكامل للاتحاد الدولي لاستضافة كأس العالم للراليات. فقد أكد الاتحاد أن المملكة جاهزة للاستضافة منذ أربعة أعوام، حيث تم توفير الإمكانات اللازمة والتي تنافس بل وتتفوق على نظيرتها من الدول التي قامت باستضافة كأس العالم للراليات خلال السنوات السابقة. وزف الاتحاد السعودي للسيارات البشرى عن عزمه تنظيم راليات تقام للمرة الأولى في كل من عسير، والشرقية، ونجران، وغيرها من مدن المملكة ومناطقها.

اهتمام إعلامي عالمي
17 وكالة أنباء عالمية تناقلت أخبار رالي حائل وبعدد من اللغات، وكان في مقدمتها اللغتان الإنجليزية والفرنسية. وكانت هناك متابعة لصيقة لنتائج مراحل السباق، ونقلت مواقع إخبارية إسرائيلية فعاليات السباق، وأفرد «تويو ترس»، وهو أحد أشهر المواقع الإلكترونية العالمية والذي يبث من العاصمة الألمانية (ميونخ) والمتخصص في الراليات العالمية، مساحة لتغطية فعاليات الرالي وأجوائه، واهتم بتسليط الضوء على التجهيزات العالمية التي يوفرها الرالي للمتسابقين.
وسجّل المركز الإعلامي برالي حائل مشاركة أكثر من 700 مصوّر صحفي من الوكالات العالمية والعربية والخليجية، والصحف السعودية الرسمية والإلكترونية، وأكثر من 400 صحفي محلي وخليجي وأجنبي. وقام المركز ببث أكثر من 30 ألف صورة لوسائل الإعلام والوكالات العالمية، وأكثر من 500 ألف كلمة منها 200 ألف كلمة باللغة الإنجليزية، و200 ألف كلمة أخرى باللغة الفرنسية، و100 ألف كلمة باللغة العربية.

الفائزون برالي حائل
فاز المتسابق التشيكي ميروسلاف زابليتال، وملاحه البولندي ماسييج مارتين على متن سيارة «هامر» بالمركز الأول في فئة الـ«T1». وزابليتال هو أول سائق أوروبي يفوز بلقب رالي حائل ولم يكن ليحقق هذا الإنجاز الكبير ما لم ينسحب البطل العالمي يزيد الراجحي الذي فاز بالرالي ثلاث مرات متتالية بعد تعرضه لحادث سبب له إصابة بالعمود الفقري، بالإضافة إلى مساعده الفرنسي أليكس وينوك. والوقت الذي حققه زابليتال كان 13,13,27 ساعة. وجاء في المركز الثاني السعوديان خلف صالح الجوعان وملاحه أحمد الشمري بسيارة تويوتا وبوقت 13,59,51ساعة. وحل في المركز الثالث السعودي أحمد الشقاوي وملاحه الإماراتي عارف يوسف أحمد على سيارة نيسان وبوقت 14,13,35 ساعة.
أما فئة الدراجات النارية، فكان المركز الأول من نصيب الإماراتي خالد الفلاسي بزمن 4,36,01 ساعة والمركز الثاني فاز به السعودي عبدالعزيز الهذلول وزمنه كان 4,56,43 ساعة، والثالث ذهب إلى السعودي عادل السيباني بـ4,59,49ساعة.
وأخيرًا، فئة الكواد فاز بالمركز الأول بها الإماراتي عاطف الزرعوني بوقت بلغ 4,57,24 ساعة، والسعودي راكان السلوم حصل على المركز الثاني بزمن 5,00,17 ساعة. واستحوذ السعودي عبدالمجيد الخليفي على المركز الثالث بـ5,10,42 ساعة.

.