![]() |
||||||||
![]() فقدان الأسنان.. الزراعة هي الحل
بقلم: محمد سعيد المولويأصبح من الممكن الآن زراعة السن بعد خلعها مباشرة د.أحمد كنعان | استشاري أسنان إن فقدان أي سن يتسبب في معاناة المريض صعوبة عملية طحن الطعام، ما يؤدي إلى عسر في الهضم، ومن ثمَّ عدم الاستفادة الكاملة من الطعام، لذلك فإن تعويض السن المفقودة ضروري لصحتنا. كذلك فلا تخفى المعاناة النفسية التي يعانيها المريض إذا كانت السن المفقودة في مقدمة الفك، أو في مكان ظاهر. لتعويض الأسنان المفقودة هناك حلول تقليدية مثل عمل الجسور الثابتة والمتحركة، وأخرى عصرية كزراعة الأسنان. فالجسور الثابتة تتطلب سنين لتعويض السن المفقودة، والجسر المتحرك المستخدم عند بعض الناس غير عملي وقد لا يحبذه بعضهم لارتباطه بالتقدم في العمر، إضافة إلى شكله غير الجذاب.
في بداية الستينيات، بدأت نقلة جذرية في العلاج التعويضي للأسنان المفقودة، وظهرت فكرة تعويض السن المفقودة بأخرى. ويتم ذلك بزراعة قطعة معدنية أسطوانية الشكل تشبه جذر السن في عظم الفك، وذلك في مكان السن المفقودة، وبعد فترة زمنية محددة يتم تركيب التاج أو التركيبة الثابتة. وقد قامت الجامعات وشركات زراعة الأسنان خلال الخمسين سنة الماضية بأبحاث قصيرة وأخرى طويلة الأمد لتحديد أفضل معدن تصنع منه الزرعات، ودراسة أفضل المواد المناسبة لصناعة زرعات تلائم أجسامنا وتكون خالية من الأضرار، وفي الوقت نفسه تعمل على سرعة التئام العظم حول هذه الزرعات. وتوصلت الأبحاث إلى أن معدن «التايتينيوم» هو أفضل المعادن يقبله الجسم، وأصبحت جميع الزرعات تصنع حاليًا من هذه المادة. كذلك وجدت هذه الدراسات مواد يمكن طلاء الزرعات بها لاختصار فترة الالتئام حول السن وذلك في غضون شهر أو اثنين كحد أقصى، وبذلك أصبحت زراعة الأسنان التعويضية هي الحل الأول والأفضل في دول العالم المتقدم في السنوات الأخيرة. ولا تتوقف عملية زراعة الأسنان على عمر معين، حيث إن العمر لا يشكل عائقًا لها، فالزراعة صالحة لأي شخص بعد سن الثامنة عشرة، حيث إن الفكين يتوقف نموهما، وحتى لما بعد الستين أو أكثر، كما يمكن عمل الزراعة لمرضى السكري أيضًا بشرط ألا تتعدى نسبة السكر في الدم الحد الطبيعي، ولا تتعدى نسبة فشل زراعة الأسنان عند هؤلاء المرضى %10 خصوصًا عند ارتفاع السكر عن المعدل الطبيعي، وذلك حسب الدراسات التي أوضحت أنهم أكثر الناس عرضة لفشل الزراعة. وأكدت دراسات حديثة أخرى، أن نسبة نجاح عمليات الزراعة وصلت إلى %98 عند استخدام الزرعات الموافق عليها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وأن تكون على أيدي أطباء ذوي دراسة سابقة عالية المستوى وذوي خبرة لا تقل عن خمس سنوات. وهناك أسباب قد تؤدي إلى فشل عملية زراعة الأسنان، فإذا استوفينا الشرطين المذكورين وهما موضوع العمر، والإصابة بمرض السكر, فإن التهاب اللثة الناتج عن الإهمال في تنظيف الزرعات هو السبب الأكبر في فشل الزراعة. ولذلك فعلينا جميعًا الاهتمام بنظافة الأسنان المزروعة، والمتابعة مع الطبيب المعالج من خلال زيارات دورية كل ستة أشهر. وإذا حاولنا عقد مقارنة بين زراعة الأسنان وعمل الجسور الثابتة، لقلنا إن عمل الجسر الثابت يتطلب حك سنين سليمتين، ما يؤدي في بعض الحالات إلى إضعافهما بلا داع لتعويض السن المفقودة. وأيضًا, فإن صعوبة التنظيف تحت الجسر تجعل الزراعة هي الحل الأمثل. وقد أوضحت الدراسات أن فك الإنسان يضمر ويتآكل تلقائيًا مع مرور الزمن في مكان السن المفقودة. ولذلك فبعد عمل الجسر بسنوات، يصبح هناك فراغ أسفله ما يؤدي إلى تجمع فضلات الطعام، وتكوّن رائحة سيئة في الفم. ولذلك فإن وضع الزرعة مكان السن المفقودة يحافظ على الفك من التآكل والضمور. ومع ذلك فإن هناك شروطًا ينبغي توافرها لعمل الزراعة التعويضية من أهمها توافر عظم كاف في الفك وفي المكان المخصص لوضع الزرعة. كما يفضل أن يكون الشخص غير مدخن، لأن نسبة فشل الزراعة ترتفع بنسبة %10 عند المدخنين، وألا يعاني مشكلة التضريس (الضغط على الأسنان). تجدر الإشارة هنا إلى أنه أصبح من الممكن الآن حسب آخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، خلع السن المراد إصلاحها وغرز زرعة في الوقت نفسه، بنسبة نجاح تصل إلى ما فوق %90. كما أنه من الممكن وضع الزرعة وتركيب السن عليها في الوقت نفسه وذلك عند توافر الشروط اللازمة. وأخيرًا فإن النصائح التي يمكن أن نوجهها لمرضى زراعة الأسنان تتلخص في ضرورة الاهتمام بنظافة الأسنان المزروعة, وزيارة اختصاصي رعاية الفم لتنظيف الأسنان بشكل دوري كل ستة أشهر، وزيارة طبيب الأسنان كل سنة على الأقل للفحص الشامل، وزيارته على الفور عند الشعور بحركة في السن المزروعة أو عند الإحساس بألم فيها أو نزيف في اللثة المجاورة. ودائمًا ما ننصح باستشارة ذوي الخبرة في مجال زراعة الأسنان في حالة ضرورة التعويض السني والبحث عن الطبيب المناسب. وعلينا المحافظة على أسناننا والاعتناء بها في الصغر لتستمر معنا لكي تعتني بنا في الكبر. . | ||||||||
![]() |
![]() |
![]() |