السنة النبوية وأثرها في
الأمن النفسي


اشترى أحمدُ مجموعةً من الفراخِ وبنى لها قنًا وتعهدها بالطعامِ والماءِ والنظافةِ، وكان يزورها يوميًا.
ومضى يومان دون أن يُفْقدَ فرخٌ من الفراخِ، لكنَّ الجديدَ كان في اليومِ الثالثِ، حيثُ فُقِدَ فرخُ دجاجٍ لم يجدْ أحمدُ صعوبةً في الاعتقادِ أنَّ الهِرَّ هو أساسُ البليَّةِ، وأنَّ الشبكةَ لا تستطيعُ الصمودَ لكيدِ الهِرِّ، لذلك قرر التخلصَ من الهِرِّ، فذهبَ إلى السوقِ فاشترى قطعةً من اللحمِ، ومجموعةَ سناراتٍ مما يصطادُ بها السمكَ، وخيطًا متينًا ثم عاد إلى البيتِ وجلس يدخل السنارةَ ضمن قطعٍ صغيرةٍ من اللحمِ، ووزعَ قطعَ اللحمِ ضمن القنِّ، ووضع فوقَ القطعِ صناديقَ من الخوصِ ووزعها في أطرافِ القنِّ، وربط الخيطَ بمساميرَ مثبتةٍ في الحائطِ وأبقى الثغرةَ في الشبكِ ثم مضى بعيدًا، وجلس خلفَ النافذةِ يرقب القنَّ. وبعد مدةٍ من الزمنِ رأى هرًّا ضخمَ الجثةِ يدخل من الثقبِ الذي كان قد صنعه. اقترب الهِرُّ من إحدى قطعِ اللحمِ فاشتمها ثم أدخلها في فمهِ بما فيها من سنارةٍ وخيطٍ، وعمد الهِرُّ إلى القطعةِ الثانيةِ وحاول بَلْعَها فتعذر عليه ذلك لوجودِ الخيطِ مع السنارةِ في قطعِ اللحمِ. دخل أحمدُ القنَّ ورآه الهّرُّ فحاول أن يفرَّ لكنَّ أحمدَ أمسكَ به وقال له أخوه اضربْه. فقالَ أحمدُ لا يا أخي إنه حيوانٌ يبحثُ عن طعامهِ الذي جعله اللهُ له، ولا تنسَ قولَ الرسولِ عليه الصلاةُ والسلامُ: «دخلت امرأةٌ النارَ في هِرّةٍ حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أسقتها ولا هي تركتها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ حتى ماتت» (والخشاشُ هو ما يجده الهرُّ من طعامٍ في الأرضِ)وما سأفعله به هو أني سأضعه في القطارِ الذي سيغادرُ بلدَنا فلا نراه أبدًا ونكفّ شرَّه عن فراخِنا وفراخِ الآخرين