أجهزة هجينة
تلبي مختلف الاحتياجات

نريد جميعنا أن يقدر أطفالنا ما لديهم ولكن هذه قد تكون مهمة صعبة خصوصًا لدى الصغار منهم.

كاترين هوليكو
Catherine Holecko

هل انتظرت يومًا بصبر أن يعبّر طفلك عن شكره بينما كان يجد صعوبة بالغة في ذلك؟ ليس هذا موقفًا طريفًا، فنحن نريد أن يقدّر أطفالنا الهدايا التي تقدم لهم، ولكن هذا التصرف لا يساعدهم على الشعور بالامتنان، لأن الطفل لا يقوم بذلك من تلقاء نفسه. تقول الدكتورة كريستين كارتر كاتبة Raising Happiness: 10 خطوات بسيطة من أجل أطفال أكثر بهجة وآباء أسعد، وعالمة اجتماع بجامعة كاليفورنيا باركلي: «عليك أن توجدي محيطًا يتولد فيه الشعور بالشكر بصورة طبيعية، فإن يكتب طفلك رسالة مقتضبة قائلاً: «شكرًا على... لقد أعجبتني فعلاً» لا يعدو أن يكون واجبًا بالنسبة إليكما.
بلا شك، لا يستطيع الطفل أن يعبّر بسخاء عن امتنانه، وليست المناسبات السنوية، حيث يلقي الأطفال عبارات الاعتراف بالجميل التي يحفظونها عن ظهر قلب، بالعصا السحرية التي تجعل أبناءك يقدرون ما يملكون. عوضًا عن ذلك، ضعي في حسابك المبادئ التالية عندما تقررين تأسيس الشعور بالامتنان لدى أطفالك وانتقي التقنيات التي تتماشى مع عائلتك.

أوقات للشكر
قد يغرينا أحيانًا أن نحاول مساعدة الأطفال على تقدير ما لديهم بتذكيرهم بأنهم أسعد حظًا من غيرهم. تقول لوري غراي، أم من فورت واين إنديانا: «عندما كنت طفلة سمعت كثيرًا من العبارات مثل «صدقيني كان يمكن للأمور أن تكون أسوأ بكثير». كما كان والداي يقولان: «هناك أطفال في أفريقيا سيسعدهم تناول السبانخ! وقد جعلني ذلك أشعر بالامتعاض والذنب أكثر من الشعور بتقدير ما أملكه».
وقد وجد الدكتور كارتر أن الشعور بالامتنان يتولد لدى الأطفال (والكهول) في ظروف معينة. فمثلاً إذا لم نكن نملك ملابس دافئة نرتديها فسنشعر بالامتنان للحصول على سترة مستعملة حتى وإن لم يكن لونها أو شكلها مفضلاً لدينا. عندما تتوافر للطفل حاجاته الأساسية فمن السهل أن يتكون لديه الشعور بالاستحقاق، فيقول مثلاً: «لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة مرتديًا تلك السترة القبيحة! أريد هذه السترة الجديدة».
ويرى الدكتور روبرت بيانتا، مستشار بارنتس وعميد معهد كيري للتربية بجامعة فيرجينيا شارلوتسفيل، أنه من أجل تكوين أساس متين للشعور بالامتنان يجب على الولي أن يكون قدوة لأطفاله، وينصح الوالدين بأن يفكرا في الطريقة التي يأملان أن يعبّر بها الطفل عن شكره ثم يقوما بتبيان كيفية تطبيق ذلك بمشاركة ما يشعرون بالامتنان لأجله. ويضيف بيانتا أنه يمكن البدء بممارسة هذا السلوك مع الأطفال الصغار ممن بدؤوا المشي إلى ما قبل سن الدراسة. ويقول إنه عندما يبلغ طفلك سن الرابعة تقريبًا يمكنك البدء بتشجيعه على التعبير عن شكره بطريقة مدروسة ورصينة بمساعدته على أن يعبّر عن شكره في مواقف محددة.
وتقول كارلا أوسورنو من رينو نيفادا، أم الطفلة صوفيا البالغة من العمر خمس سنوات: «نحن نعلّم ابنتنا أن تقول: «شكرًا يا أمي على إعداد عشاء شهي، عوضًا عن قول عبارة (شكرًا) على عجل، وهي تبتعد مسرعة عن طاولة العشاء». وبعد أن أوضحت أوسورنو وزوجها المواقف التي تستدعي الشكر تعلمت صوفيا أن تتعرف إلى هذه المواقف بنفسها وتشكّل عباراتها حسب الموقف.
ويفسر الدكتور بيانتا أنه كلما يكبر الطفل يكون أكثر قدرة على رؤية الأمور من وجهة نظر أخرى. ويضيف: «في سن السابعة والثامنة والتاسعة يفهم الطفل بصورة أوضح معنى العطية، فهو يعي أن أحدهم بذل وقتًا أو مالاً أو جهدًا ولا بد أن يقابل ذلك بالاعتراف بالجميل. ويمكنك استخدام هذه الأفكار ليتعرف من خلالها الطفل إلى الأشياء التي يجب عليه أن يشعر بالامتنان لامتلاكها.

لوحة الامتنان
قامت ماري أودونهو كاتبة When You Say ‘Thank you,’ Mean Itبتعليق ملصقة بيضاء كبيرة في مطبخها، وجعلت منها «لوح امتنان» للعائلة، حيث تأخذ هي وزوجها وطفلاها قلمًا بلون معين ليسجل كل منهم ما يشعر بالامتنان لأجله كل ليلة. وقد يشعر الأطفال بالامتنان من أجل أشياء بسيطة مثل: «قمنا باللعب في الحديقة» أو «علقت معلمتي الصورة التي رسمتها على الحائط». وتضيف أودونهو أنه حتى خلال يوم سيئ يجد الأطفال شيئًا يشعرون بالامتنان لأجله.

الإظهار والقول
تقول أيمي كوسوف سميث من روكفيل، ماري لاند: «أنا أعبّر بالألفاظ عندما يقدم لي أحدهم خدمة أو شيئًا. وقد أقول لأولادي الثلاثة: «لقد كانت ألكسس غاية في اللطف بجلبها العشاء عندما كنت مريضة. سأقوم بوضع الحلوى في حافظات الطعام الذي قدمته لنا لأبين لها مقدار تقديري لصداقتها». قد تبدو ملاحظتي مثقلة بالتفاصيل بالنسبة إلينا كأولياء ولكنها الطريقة المثلى لمساعدة أطفالنا على التعلم».

رسائل شكر
بدأت أودونهو عادة «شكرًا» من أجل لا شيء كوسيلة لجعل أطفالها يعبرون عن تقديرهم للأشياء غير الملموسة. وتوضح قائلة: «ليست رسائل شكر من أجل شيء ما بل كلمات تقدير لأشخاص في حياتنا منحونا شيئًا من القلب». يمكنك أن تقترحي أن يكتب طفلك رسالة (أو رسمًا إذا كان لا يستطيع الكتابة بعد) إلى شخص لم يشكره من قبل من أجل أشياء غير مادية، وأن يسلم الرسالة بنفسه. ويمكنك التشجيع على ذلك بطرح أسئلة محددة (مثل ما الذي يعجبك في معلمتك؟ وكيف ساعدتك اليوم؟) وكتابة الأجوبة.

زر الإعادة
تقول أودونهو: أنا أطلب أيضًا من أطفالي أن يفكروا في مصادر الأشياء مثل ساندويتش زبدة الفول السوداني الذي يحبونه. وتضيف «عندما يعود الطفل بأفكاره يدرك أن الفلاح زرع البذور وحصدها ثم جاءت هذه البذور إلى المتاجر ثم قامت الأم بشرائها عندها تكتسي الساندويتشات أهمية أكبر في نظر الطفل. وتقول إنه عندما يتعلم الطفل أن يقدر الوقت والعمل والتفكير الذي تتطلبه وجبة أو هدية فسيشعر بامتنان أكبر للحصول عليها.

الدردشة القلبية
تقول كاثرين لي، أم من نيويورك سيتي: «أقوم بمحادثات منتظمة مع ابني حول التعبير عن الامتنان. لدينا الكثير من الأصدقاء من ميسوري الحال، ولكني أبين لابني أن الأشياء المادية لا تصنع السعادة، وأنه من المهم أن نكون ممتنين من أجل الأشياء التي نملكها والتي لا تقدر بثمن مثل العائلة، فحالنا أفضل من كثير من الناس، ولكن ذلك لا يعني أن ابني لا يصر أحيانًا على الحصول على لعبة حاسوب، ولكني آمل أن تجعله ملاحظاتي يرى الأمور من زاوية مختلفة.