جملة قديمة نسمعها منذ الصغر وهي: تفاحة يوميًا تغنيك عن الطبيب!إنها متداولة ولكن هل تعرف لماذا؟ وهل التفاح الأخضر هو سيد عرش مملكة التفاح؟ أم أنها مبالغة! وهل تناول عصير التفاح يغنينا عن تناوله؟

كاترين هوليكو أماني الددا
اختصاصية تغذية علاجية

بديهي أن نعلم أن التفاح مفيد، وكم غريب ألا نعلم إجابات تلك الأسئلة! وإن أردنا أن نغفل عن كل ذلك ونستمتع بتلك الفاكهة بسبب جمالها فقط يكفينا النظر إلى ألوانها الصفراء والخضراء والحمراء. ولكن كما أنها جميلة فهي مفيدة أيضًا، وبها اكتشفنا الجاذبية وأصبحت رمزًا للأجهزة الذكية.

فوائد التفاح

تنظيم السكر في الدم
تساعد المغذيات النباتية الموجودة في التفاح على تنظيم السكر في الدم. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن مادة البوليفينول يمكن أن تمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم من خلال مجموعة متنوعة من الآليات. فإن مركبات الفلافونويد مثل كيرسيتين الموجودة في التفاح يمكن أن تمنع عمل الإنزيمات التي تشارك في تحويل الكربوهيدرات المعقدة إلى سكريات بسيطة، ومن ثمَّ تقل نسبة السكريات البسيطة ولا يرتفع السكر في الدم. إضافة إلى ذلك، قد ثبت أن مادة البوليفينول تقلل امتصاص الجلوكوز من الجهاز الهضمي، وتحفز خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز الأنسولين، وتزيد امتصاص الجلوكوز من الدم عن طريق تحفيز مستقبلات الأنسولين في الجسم.

الوقاية من أمراض القلب
يساعد وجود الألياف بنسبة جيّدة في التفاح على الوقاية من أمراض القلب من خلال التنظيم السليم لمستويات الدهون في الدم. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن تناول التفاحة كاملة مع القشرة يمكن أن يقلل بشكل كبير العديد من دهون الدم وذلك بسبب محتواها من الألياف القابلة للذوبان، وعلى وجه الخصوص البكتين، ولكن هذه الخاصية بالوقاية من أمراض القلب لا تأتي فقط من البكتين، بل من اتحاده مع المغذيات النباتية المضادة للأكسدة الموجودة في التفاح أيضًا.

وأيضًا فوائد للجهاز الهضمي
قد أظهر مؤخرًا العلماء أن الفوائد الصحية المهمة في التفاح قد تنبع من تأثيرها في البكتيريا في الجهاز الهضمي، فقد تبين في الدراسات المختبرية أن تناول التفاح يغير من كميات البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، ومن ثمَّ يتوافر المزيد من الوقود لهذه الخلايا وينعكس براحة في الجهاز الهضمي، فننتظر أن تثبت الدراسات هذه الفاعلية على البشر للاستفادة من تأثيرها في التوازن البكتيري في الجهاز الهضمي لدينا .
تحتوي جميع أنواع التفاح على نسب متقاربة من الألياف والمغذيات النباتية الأخرى، لذلك لا مزايدة بين أهمية نوع على آخر، فاستمتعوا بها كلها واغتنموا فرصة تناولها كاملة لتحصلوا على فوائدها كاملة! فالتفاح الأخضر كالأحمر، فلا تتقيدوا بالألوان، والتفاح بشتى ألوانه ملك!