الاحتياطات الصحية الابتسامة
الواجبة للحجاج

خالد السهيل


أأجمل البدايات: ابتسامة.
إنها المفتاح نحو كل شيء جميل. وهي العصا التي تتوكأ عليها كي تصوغ تواصلاً إيجابيًا مع كل من حولك. لعلك وأنت تقرأ هذه الكلمات تتوقف قليلاً وتتأمل سلوكك في اللحظات الماضية مع الشخص المجاور لك، أو الشخص الذي قابلته.
كيف نظرت إليه؟ كيف نظر إليك؟ هل كنت مبتسمًا؟ ما ردة فعله على ابتسامتك؟
الحقيقة أن الكثير منا يقع في ورطة التجهم دون أن يشعر.
وبعضنا يضطر إلى التجهم، لأن ثقافة بعض الأماكن لا تساعد على الابتسامة.
لكن تبقى هذه الحالات نشازًا وسط إيقاع يفترض أن يعلي من شأن الابتسامة.
في موقف أو أكثر، كان يسوده الغضب، وجدت أن الابتسامة تعيد صياغة الحوار بشكل أقل حدة.
في البيوت المطمئنة تصوغ المداعبات مسارات الحوار، فيغدو أكثر سلاسة وانضباطًا.
الابتسامة رسالة طمأنينة. عندما تدلف من الباب مبتسمًا أنت تقدم رسالة إيجابية للجميع. تقول لهم: أنا منكم، وأحبكم جميعًا.
هذه الرسائل أحيانًا تتوارى خلف وجه يتلبسه جدار، هذا الجدار لا ترى فيه أي تعبير إيجابي. كل الرسائل التي تخرج منه يطغى عليها التجهم الذي يفضي إلى تفويت بناء أي جسر للحوار والتواصل الإنساني.
نحن نحتاج إلى الابتسامة في المنزل.
نحتاج إلى الابتسامة في الشارع والسوق.
نحتاج إلى الابتسامة في مكان العمل.
ثقافة الابتسامة هي إفراز لحالة وعي، وهي إحدى المهارات التي يمكن للمرء أن يتعلمها.
الشيء اللافت أن موروثنا الإنساني والديني قوامه على مثل هذه الأمور. في الحديث: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة».
أين ذهبت هذه الابتسامة؟
من سرقها منا؟ لماذا أصبحت نفوس بعض الناس شحيحة إلى درجة أنه لا يرغب في التصدق حتى بابتسامة؟!
هذه أسئلة ربما يتسع الفضاء للتفكر فيها.