أجهزة هجينة
تلبي مختلف الاحتياجات
هواتف «فابليت» وحواسيب متحولة لصنع المحتوى واستهلاكه
خلدون غسان سعيدتمر الحواسيب المحمولة بفترة تحول ثورية، إذ أصبحت تصاميمها أنيقة، مع تطوير مواصفاتها التقنية بشكل مستمر، وخفض وزنها وسعرها في الوقت نفسه. ومنذ زمن ليس بالبعيد، طرحت فئة جديدة من هذه الحواسيب هي «إلترابوك» التي تتميز بانخفاض سماكتها ووزنها، مع تقديم تجربة استخدام تناسب جميع الاحتياجات، سواء كانت للعمل المكتبي أو تصفح الإنترنت أو تحرير الصور وعروض الفيديو، يعمل بعضها بنظام التشغيل الجديد «ويندوز 8». وتمتاز أجهزة «إلترابوك» ببطارية توفر فترات مطولة من الاستخدام.
ومع بروز الأجهزة اللوحية Tablets في الآونة الأخيرة، تنامى دورها كأجهزة تقدم للمستخدمين القدرة على قراءة رسائل البريد الإلكتروني والوثائق المختلفة، وإنجاز ما يلزم من الأعمال، مع توفير تطبيقات إنتاجية كثيرة. إلا أن العمل على هذه الفئة من الأجهزة لفترات مطولة ليس مريحًا، نظرًا إلى أن المستخدم بحاجة إلى إمساك الجهاز بيد واستخدام اليد الثانية للعمل، أو وضعه على سطح ما واستخدام اليدين في آن واحد، الأمر غير المريح بعد مرور نحو نصف ساعة من الكتابة، فضلاً عن عدم وجود لوحات مفاتيح في غالبية تلك الأجهزة، ما يجعلها مناسبة أكثر لاستهلاك المعلومات وليس إنتاجها. أما اللاعب الجديد في سوق الأجهزة الذكية هو أجهزة «فابليت» Phablet، فهي عبارة عن هواتف ذكية كبيرة الحجم ولكنها أصغر حجمًا من الأجهزة اللوحية. واشتق الاسم من كلمتي «هاتف» Phone و«جهاز لوحي» Tablet. ويراوح قطر شاشاتها بين 5 و7 بوصات، وهي تجمع أفضل ما في عالمي الهواتف الذكية (الوظائف والمزايا) والأجهزة اللوحية (القطر الكبير للشاشة)، ومن ثمَّ تسهيل الاستخدام بسبب عدم الحاجة إلى حمل جهازين منفصلين. ويستطيع المستخدم تصفح الإنترنت، ومشاهدة عروض الفيديو، وقراءة الوثائق بكل سهولة باستخدام هذه الأجهزة. وعلى الرغم من أن حجم الشاشة الكبير يتطلب طاقة كهربائية عالية، إلا أن هذه الأجهزة مزودة ببطاريات كبيرة تسمح بالعمل عليها لساعات مطولة. ومن التحديات الأخرى التي تواجهها هذه الأجهزة صعوبة حملها والتحدث من خلالها لدى وضعها على الأذن، وخصوصًا لذوي الأيدي الصغيرة أو لدى استخدام قطر شاشة كبير.
وبالنسبة لفئة الأجهزة المتحولة Convertibles، فهي عبارة عن أجهزة لوحية تتكون من شاشة يمكن فصلها عن لوحة المفاتيح واستخدامها وفقًا للحاجة. وتتميز هذه الأجهزة بسهولة تركيبها وفصلها عن لوحة المفاتيح، حيث يستطيع المستخدم في بعضها فصل الشاشة عن لوحة المفاتيح بسهولة كبيرة، لتتحول الشاشة إلى جهاز لوحي متكامل يعمل باللمس، مع القدرة على وصلها مجددًا بلوحة المفاتيح من خلال مأخذ خاص يتصل بالشاشة، وذلك لتحويل الجهاز إلى حاسوب محمول مجددًا. ويمكن بهذه الطريقة استخدام الجهاز في هيئته اللوحية لقراءة المعلومات في أثناء السفر في الطائرة، واستخدامه في هيئة الحاسوب المحمول في الفندق لإتمام الوثائق أو جداول الحسابات أو العروض التقديمية مثلاً. وتعد هذه الأجهزة هجينًا من الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، بحيث يمكن تحويلها إلى أي فئة يريدها المستخدم وفقًا لحاجته، وفي طرق مختلفة، مع طرحها في تصاميم جميلة وأوزان منخفضة ومريحة في أثناء التنقل.
وتستخدم هذه الأجهزة المتحولة مواصفات تقنية متقدمة، مثل معالجات «إنتل كور آي 7» عالية الأداء، وأقراص الحالة الصلبة Solid State Drives SSD التي ترفع مستويات الأداء، وتخفض من استهلاك البطارية، وتحمي البيانات من التلف في حال وقوع الجهاز من يد المستخدم. وتدعم هذه الأجهزة تقنيات «بلوتوث» و«واي فاي» اللاسلكية، مع تقديم بعضها دعمًا لتقنيات شبكات الجيل الثالث للاتصالات 3G للدخول إلى الإنترنت في المناطق التي لا توجد فيها شبكات «واي فاي». ورغم أن المواصفات التقنية متقدمة، فإن أوزان هذه الأجهزة منخفضة بشكل يسهل حملها في أثناء السفر أو التنقل، إذ تراوح بين 1,2 و1,6 كيلوغرام، وبسماكة منخفضة تصل إلى نحو 15 ملليمترًا. ويسمح كثير من هذه الأجهزة بساعات مطولة من الاستخدام للشحنة الكهربائية الواحدة، يصل بعضها إلى 13 ساعة، الأمر الذي يسمح للمستخدم بإتمام أعماله في أثناء التنقل دون التفكير في شحن الجهاز مرات كثيرة متتالية خلال هذه العملية. ونظرًا إلى اختلاف طبيعة الاستخدام، تختلف رغبات المستخدمين في الحصول على جهاز يتبع لفئة من الفئات المذكورة، إلا أن النزعة التقنية حاليًا هي استخدام الأجهزة المتحولة نظرًا لما تقدمه من مرونة في الاستخدام، وهواتف «فابليت» الكبيرة المريحة للاستخدام والتصفح.