هونغ كونغ.. الميناء العطر
هونغ كونغ لها وضع مختلف يتبع مبدأ «دولة واحدة ونظامان»، ومسمى هونغ كونغ يعني الميناء العَطِر، ويبلغ عدد جزرها 236 جزيرة، تقع كلها في بحر الصين الجنوبي. أصبحت هونغ كونغ مستعمرة للإمبراطورية البريطانية بين عامي 1839-1842. واحتلتها اليابان خلال حرب المحيط الهادئ، وبعد اتفاق بين جمهورية الصين الشعبية والحكومة البريطانية تم توقيعه في ديسمبر 1984، أصبحت هونغ كونغ منذ الأول من يوليو 1997 تعرف باسم «منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة لجمهورية الصين الشعبية».
ساحة باوهينيا الذهبية
ساحة باوهينيا الذهبية أو متنزه الإكسبو الذي يقع على واجهة «وان تشاي» المائية، يشير إلى المناسبة الأهم في تاريخ هونغ كونغ» هي عودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى جمهورية الصين الشعبية، وتأسيس منطقة إدارة هونغ كونغ الخاصة. وقد حضر التسليم ليلة 30 يونيو1997 مع الرئيس الصيني آنذاك جيانج زيمين، ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز ليشهد عملية التخلي عما كانت توصف بـ«أثمن جوهرة في التاج البريطاني». وتزين الساحة منحوتة «باوهينيا الذهبية» التي أهديت من شعب جمهورية الصين الشعبية تعبيرًا عن فرح الصينيين بعودة أرض هونغ كونغ إلى الوطن الأم بعد أكثر من 150 سنة.
97 % صينيون
تعد هونغ كونغ، التي يقدر عدد سكانها بسبعة ملايين نسمة تقريبًا، واحدة من المراكز الاقتصادية الرائدة في العالم، وتتميز بانخفاض الضرائب والتجارة الحرة، وعملتها «دولار هونغ كونغ» وهو العملة التاسعة الأكثر تداولاً في العالم. وقد أصبحت هونغ كونغ اليوم من أقطاب صناعة المال والتجارة في العالم، ويعد الناتج المحلي الفردي بها من أعلى المعدلات في العالم. يشكل الصينيون نحو 97% من نسبة السكان، ثم يليهم الهنود الذين كانوا يعملون جنودًا في الجيش البريطاني، ثم الباكستانيون، والفلبينيون والبريطانيون والأمريكيون وأقليات أخرى من جنسيات مختلفة.
7 آلاف ناطحة سحاب
تتمتع هونغ كونغ بمعالم سياحية شهيرة ومشاهد خلابة. ومن خلال العَبّارة يمكن استكشاف الجزر المحيطة، فضلاً عن الأماكن السياحية الشعبية التي لا حصر لعددها، كما يميزها وجود أكثر من 7 آلاف ناطحة سحاب، ويُعد برج بيك تاور الذي يبلغ ارتفاعه 396 مترًا فوق سطح البحر، أحد أهم معالمها المهمة، ويمزج بناؤه بين الحديث والتقليدي، ويضم عددًا من المتاجر والمطاعم ويستخدم مجمعًا ترفيهيًا، فضلاً عن احتوائه على المحطة العلوية لعربة ترام «هونغ كونغ بيك ترام».
متحف التراث
يعد متحف هونغ كونغ للتراث أحد المزارات المهمة، ويتكون من خمس قاعات رئيسة هي: قاعة التراث الأوبرالي، قاعة الفنون الصينية، قاعة ديسكوفري التفاعلية للأطفال، قاعة المناطق الجديدة وقاعة «تشاو شاو-إن». ويضم المتحف مجموعة كبيرة من القطع التي تعود إلى حقب هونغ كونغ التاريخية الرئيسة.
المتحف البحري
يُسلط هذا المتحف الضوء على التأثيرات الغربية والشرقية التي شكلت هونغ كونغ من خلال موضوعات الحروب البحرية والرحلات الاستكشافية والصيد والتجارة، وبالمتحف قاعات حديثة وأخرى قديمة، حيث تجد في إحداها قاربًا من السيراميك يعود إلى عصر أسرة «هان» منذ ألفي سنة.
متحف الدفاعات
يُبرز متحف دفاعات هونغ كونغ تاريخ التكتيكات الدفاعية التي تمت الاستعانة بها من أجل حماية هونغ كونغ. ويغطي أحد العروض 600 عام من تاريخ حماية المدينة، وتمتد من عصر «مينج» وحتى اليوم. أما القاعات الأخرى فتضم قطعًا من مختلف العصور والقطع الحربية التاريخية المأخوذة من الحصن القديم.
ومن المتاحف الأخرى بالمدينة متحف هونغ كونغ للعلوم الطبية، ويهدف إلى المحافظة على القطع الأثرية التي تُسلط الضوء على تطور الطب فيها، وتزخر كل غرفة من غرف المتحف بالأدوات والنماذج والرسومات الطبية، منها: المختبر القديم، ومتجر بائع الأعشاب، وغرفة تاريخ طب أسنان هونغ كونغ، وغرفة التشريح.
«أوشن بارك»
من الأماكن السياحية التي تشتهر بها أيضًا، حديقة الألعاب المائية والحيوانات «أوشن بارك» Ocean Park وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من جزيرة هونغ كونغ وتنقسم إلى قسمين يربط بينهما «تلفريك» وكورنيش كولون الذي يطل على خليج فيكتوريا وجزيرة هونغ كونغ، وهو أفضل مكان لرؤية عروض المفرقعات النارية، ومتحف الفضاء وفيه قبة دائرية كبيرة تُعرض داخلها أفلام علمية وثقافية، وميدان الساعة Clock Tower ويتم فيه عرض مقتطفات تصويرية عن هونغ كونغ من خلال شاشة عرض بأسلوب رائع وشيق. أما السوق الشعبي في كولون فيتم فيه عرض كل البضائع من تحف وألعاب.
تأثير الثقافة الصينية
الثقافة الصينية لها تأثيرها الواضح في الحياة الفكرية في الجزيرة، ومن أبرز مظاهرها تلك الاحتفالات الصينية التقليدية مثل «عيد التنين»، و«عيد الربيع» واحتفالات «رأس السنة الصينية»، إلا أنه نظرًا لوجود عناصر أخرى غير صينية ضمن تركيبة المجتمع، فقد كان لها تأثيرها هي أيضًا في الثقافة المحلية مثل البريطانيين وغيرهم.
ديانات متعددة
توجد في هونغ كونغ بعض الجاليات المتفرقة من أتباع الديانات الأخرى، إضافة إلى 250 ألف مسلم تقريبًا، وهناك عدد من المساجد أكبرها مسجد كولون أو مسجد دين الإسلام ويتسع لأكثر من ألفي مصل.