![]() |
||||||||
تخثر الدم
يعد التخثر داخل الأوعية الدموية مرضًا خطيرًا يمنع تدفق الدم إلى بعض الأعضاء ووصول الأوكسجين. أ.د. عبدالكريم محمد المؤمن من المعروف أن الدم يوجد على شكل سائل دائم الحركة في شبكة الأوعية الدموية الكبيرة منها وتلك المتناهية الصغر. ولا يحدث تخثر الدم داخل الأوعية الدموية في الإنسان الصحيح بسبب وجود مانعات التخثر الطبيعية، ولكنه يتخثر أو يتجلط عند حدوث جرح بحيث تتكون الجلطة الدموية في مكان الجرح لتمنع النزف. أما إذا حدث التخثر داخل الأوعية الدموية دون وجود جرح فإن هذا يعد مرضًا خطيرًا يؤدي إلى انسداد تلك الأوعية، ومنع تدفق الدم إلى بعض الأعضاء، وتوقف وصول الأوكسجين، وتراكم مخلفات الاستقلاب في الأعضاء المصابة. تختلف أعراض التخثر بحسب مكان الخثرة، وهل بقيت في مكان تكونها أم أنها انطلقت إلى عضو آخر. إن أكثر الخثرات شيوعًا هي تلك التي تحدث في إحدى الساقين أو الفخذين والتي تؤدي إلى الشعور بانتفاخ مؤلم وارتفاع درجة الحرارة الموضعية في الطرف السفلي المصاب، والذي قد تنطلق منه الخثرة عابرة الأوردة الكبيرة في الأحشاء إلى الرئة، وعندئذ يشعر المصاب، فجأة، بضيق في التنفس وتسارع في نبضات القلب وألم في الصدر. أما الخثرات التي تحدث في أوردة الأحشاء فإنها تؤدي إلى آلام مبرحة في البطن، أما التي تنطلق من القلب إلى الدماغ فإنها تؤدي إلى السكتة الدماغية المصحوبة بشلل نصفي. الوقاية من تكوّن الخثرات الدموية لقد أصبح بالإمكان تحديد الأشخاص والظروف التي تؤدي إلى تكوّن الخثرات الدموية، وذلك بمعرفة التاريخ الطبي والأسري، والحالة المرضية، والظروف والمؤشرات المخبرية. فعلى سبيل المثال، فإن العوامل الوراثية، ووجود خثرة سابقة، والرحلات الجوية التي تزيد مدتها على ست ساعات، وقلة الحركة، والعمليات الجراحية، وحالات الولادة، وتناول حبوب منع الحمل، ومرض مضادات الدهون الفوسفورية والأورام الخبيثة، والأدوية الكيماوية، ووجود المؤشرات المخبرية، كل هذه العوامل تنبئ بإمكان حدوث التخثرات الدموية، ولذلك ينصح باستخدام العوامل الوقائية المناسبة لكل حالة، كتحريك الأطراف السفلى في أثناء الرحلات الجوية الطويلة، وإنقاص الوزن، والعناية بمرض السكري وارتفاع مستوى الكولسترول، وتناول الأسبرين في حالات تصلب شرايين القلب والدماغ، ووجود مضادات الدهون الفوسفورية، وتناول مضادات التخثر في حالات عدم انتظام نبضات القلب والهيبارين منخفض الوزن الجزيئي للحوامل، وأقراص مانعات التخثر الجديدة في حالات الجراحة والأورام الخبيثة والأدوية الكيماوية. ويوصى عند الجلوس لفترات طويلة بمساعد العضلات على دفع الدم نحو القلب برفع كعبي القدمين وخفضهما في الوقت نفسه الذي تكون فيه أصابع القدمين على الأرض، ورفع أصابع القدمين وخفضهما فيما يكون الكعبان على الأرض، وبشد عضلات الرجلين واسترخائها. كما يوصى بعدم ارتداء جوارب طويلة تشد إربة الساق، مع تناول الكثير من المياه. ويوصى المرضى غير القادرين على الحركة بارتداء أجهزة الضغط التتابعية، وهي جوارب من نوع خاص تنتفخ وتنكمش بالتتابع، ما يعيد ضخ الدم إلى القلب. وبذلك أصبح بالإمكان منع تكوّن الجلطات بالوقاية الفاعلة قبل حدوثها، ويتم كل ذلك حسب إرشادات الطبيب المختص لتجنب سوء الاستخدام والمضاعفات.
| ||||||||
|
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |