![]() |
||||||||
البطَّةُ الشاردةُ
بقلم: محمد سعيد المولويبقلم: محمد سعيد المولوي قكان مصطفى جالسًا مع عائلتِه في حديقةِ الدارِ حين سمعوا صوتَ طلقٍ ناريٍّ أثارَ انتباهَهم فرفعُوا رؤوسَهم فإذا مجموعةٌ من البطِّ البرِّي تمرُّ في السماءِ طائرةً، وإذا إحدى البطاتِ تهوي نحوَ الأرضِ، ثم تحاولُ النهوضَ والطيرانَ. وسارعَ الابنُ ياسرٌ فأمسكَ بها، ثم أعطاها لوالدِه. فحصَ الأبُ البطةَ فلاحظَ أنها مصابةٌ بطلقٍ ناريٍّ صدرَ عن أحدِ الصيادين. واتضحَ للأبِ أن الإصابةَ خفيفةٌ فطلبَ من ابنِه أن يحضرَ له صندوقَ الإسعافِ واستخرجَ الطلقاتِ الحديديةَ، وضمدَ الجرحَ. ثم أحضرَ قفصًا ووضعَ البطةَ فيه، ووضعَ لها طعامًا وماءً. وبعد حينٍ بدأت البطةُ تأكلُ، وقالَ ياسرٌ لأبيهِ: ما رأيكَ يا أبتِي أن نذبحَ البطةَ ونطبخَها؟ فأجابَ الأبُ: يا بُنَيَّ إن البطةَ الآن ضعيفةٌ وجريحةٌ. والمروءةُ تقتضِي عدمَ الاستقواءِ على الضعيفِ، بل تجبُ مساعدتُه. ولو أننا ذبحناها وطبخناها لما نالَ الواحدُ منا أكثرَ من قطعةٍ. ولكن غدًا سأريكُم منظرًا لطيفًا. وفي اليومِ الثاني أفاقَ الجميعُ على الأبِ وقد بنى كوخًا خشبيًا ووضعَ في داخلِه طبقًا ملأه بالماءِ، ورأوا البطةَ تسبحُ فيه. | ||||||||
|
||||||||
![]() |
![]() |
![]() |