روما مدينة لا تنام

تجذب نافورة تريفي ملايين السائحين سنويًا، ويعد مبنى الكولسيوم أشهر معالم المدينة السياحية.

فتحي سمير

 

لم يكن اختيار روما عاصمة للمملكة الإيطالية في عام 1871، ومن بعدها عاصمة للجمهورية الإيطالية عام 1946 هو السبب الأبرز الذي اكتسبت بفضله هذه المدينة شهرتها الواسعة في أوروبا وحول العالم. فعاصمة اليوم هي إحدى أهم مدن أوروبا منذ آلاف السنين وتحديدًا قبل ما يربو على 2500 عام حينما كانت المدينة عاصمة مملكة الرومان، وما جسدته تلك الحقبة كأحد أماكن ولادة الحضارة الغربية بهيمنة الإمبراطورية الرومانية على أوروبا الغربية والبلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط لقرون عدة. هذا التاريخ المتجذر في أعماق الماضي بقوة خلف الكثير من الشواهد على أصالة المدينة بما تضمه من آثار رومانية قديمة وما عاشته هذه المدينة خلال القرون التالية، حتى أصبحت اليوم أكبر مدن البلاد مساحة وسكانًا، بموقعها المتميز في شبه الجزيرة الإيطالية وإطلالتها على نهر التيبر في إقليم لاتسيو.
تتمتع روما بمناخ البحر الأبيض المتوسط، إذ يكون الربيع والخريف معتدلين أو دافئين، ويتجاوز متوسط درجة الحرارة خلال الصيف 30 درجة مئوية، فتنشط المدينة طوال الفصل استجابة للنمو السياحي في هذه الفترة. وتحفل روما بالكثير من الآثار، وأهمها:

مبنى الكوليسيوم
يعد هذا المبنى أشهر معالم المدينة السياحية، وأحد أشهر المعالم السياحية على مستوى العالم. يتكون المبنى من مدرج روماني عملاق على شكل نصف دائرة، وفي وسطه حلبة. تم بناؤه بين عامي 70 و 72 بعد الميلاد وسط المدينة بهدف استخدامه ساحة للقتال بين المصارعين.

الفورم الروماني
تتكون من عدد من الهياكل على تل الكابوتيل، ويعد أشهرها الكيوريا أو مجلس الشيوخ الروماني. وهناك تنتصب أجمل الآثار لتشهد بعظمة المدينة وقوة حضارة الإمبراطورية الرومانية القديمة.

نافورة تريفي
من أشهر النوافير على مستوى العالم، بما تجذبه من ملايين السائحين سنويًا بموقعها المميز وسط المدينة، إذ يقف الزوار أمامها لإلقاء النقود المعدنية في وسط المياه، معبرين عن أمنياتهم كعرف مأثور، مع مشهد جميل للتماثيل التي تقع في وسط النافورة.
مبنى الفيتوريانو
يقع في ساحة فينيسيا العظيمة بشكله الصخري ولونه الأبيض، والذي تم تشييده في عام 1911 بمناسبة اتحاد إيطاليا، بشكله وتصميمه المميز الذي يجذب السائحين لالتقاط الصور التذكارية أمامه.

ساحة نافونا
لطالما سميت هذه الساحة في العصر الروماني بملعب دوميتسيانو الذي بنيت هذه الساحة فوقه بعد أن تهدم. وتضم الساحة الضخمة ثلاث نافورات جميلة، أشهرها الوسطى والتي قام الفنان برنيني بنحتها، لتصبح لاحقًا أحد أهم أعماله الفنية. كما تضم الساحة مسلة والعديد من التماثيل الكبيرة، وفيها يجتمع الفنانون والرسامون الذين يقدمون خدماتهم للزوار بعمل الرسوم مقابل مبالغ مالية بسيطة، كما تنتشر المقاهي والمطاعم في أرجائها.

مبنى البانثيون
يصنف هذا المبنى أفضل مبنى روماني أثري محفوظ إلى الآن، وربما يكون أفضل المباني المحفوظة من ذلك العصر حول العالم. ويعد أقدم مبنى يحتوي على قبة في روما.

متحف سانت أنجلو
على ضفاف نهر التيبر يقع هذا المتحف الذي يتكون من مبنى أسطواني، بناه الإمبراطور الروماني هادريان ضريحًا له ولعائلته، ولكنه استخدم لاحقًا حصنًا، ثم تحول إلى متحف في العصر الحديث. ويقع بالقرب من المتحف هضبة بالاتين التاريخية التي تعد واحدة من أقدم مناطق المدينة التي بني عليها قصور وقلاع من أباطرة روما.

ساحة إل كامبي دوليو
كانت هذه الساحة تمثل مركز المدينة الديني والسياسي في القدم، وتحفل بالكثير من الآثار، وعلى رأسها التمثال البرونزي للإمبراطور مارك أوريليو الموجود في هذه الساحة التي تعد أصغر التلال الرومانية السبعة.

أقواس النصر
ومنها قوس سبتيموس سيفيروس الذي أنشأه كاراكالا تمجيدًا لما حققه والده من انتصارات. إضافة إلى قوس نصر قسطنطين الذي أنشئ على أنقاض قوس تراجان، والذي يقع أمامه نقوش تمثل مشاهد الصيد مع تماثيل مجسمة، ونقوش بارزة لانتصارات تراجان على ملوك البربر.

جولة سياحية
يمكن لزوار المدينة الاستمتاع باستقلال الحافلة السياحية، لمشاهدة شوارع روما والتمتع بأجوائها، التي تباع تذاكرها في محطة روما الرئيسة، إذ تنطلق الرحلات من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثامنة مساءً. وبركوب الحافلة يمكن للزائر أن يستمع إلى شرح واف حول الأماكن التي يتجول فيها بالحافلة، وذلك عبر السماعات التي يحصل عليها ليختار اللغة المفضلة الخاصة به.
كما يمكن للزائر، أيضًا، أن يقوم بزيارة لمدينة الفاتيكان، للتعرف على تاريخها وما تحفل به من آثار كثيرة، تمتد لقرون مضت.