بقلم: محمد سعيد المولويبقلم: محمد سعيد المولويأماني الددا
اختصاصية تغذية علاجية
البريبيوتيك والبروبيوتيك، حرف واحد مختلف، وفي الحقيقة هناك عدة اختلافات بين تركيبتها ولكن ما نجمع عليه هو أن لكل منهما فوائد لم تكن معروفة سابقًا على الجسم! بعضهم قد سمع عنها وبعضهم الآخر لم تصله بعد، وهي ما قد راج الكلام عنها مؤخرًا في العديد من الأبحاث الغذائية ما أثار فضول الكثيرين. إنها باختصار البكتيريا النافعة للجهاز الهضمي، ولكن إلى أي مدة تعد مفيدة؟ ومن أين نحصل عليها كي تكون حقًا نافعة؟
البريبايوتكس هي مكونات غذائية طبيعية غير قابلة للهضم، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز نمو البكتيريا المفيدة أو النافعة في الأمعاء. إنها المحرك الداعم للبكتيريا النافعة في الجسم وليست كل أنواع البكتيريا سيئة. تساعد أيضًا البريبايوتكس في تحسين عمل الجهاز الهضمي وصحته، ومن الممكن أن تعزز امتصاص الكالسيوم. أين نجدها؟ هناك العديد من الأغذية الطبيعية التي تحتوي على البريبيوتيك ومنها: الموز والبصل والثوم والكراث والهليون والخرشوف وفول الصويا والأطعمة المصنوعة من القمح الكامل.
فما هي البروبيوتيك إذًا؟ هي البكتيريا النافعة التي تشبه تمامًا البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء والتي تساعدها البريبيوتيك. تساعد البروبيوتيك على إعادة البكتيريا الجيدة لتحقيق التوازن في الامعاء. هذا الدور الأساسي قد يعزز مناعة الجسم والصحة العامة، وبخاصة صحة الجهاز الهضمي. فقد تم إثبات فاعليتها لعلاج متلازمة القولون العصبي وكذلك أظهرت تأثيرًا في منع ظهور أعراض بعض أنواع الحساسية وعدم القدرة على تحمل اللاكتوز وغيرها من الفوائد. وبالطبع كأي غذاء آخر تختلف آثارها من شخص لآخر. أين نجدها؟ تعد منتجات الألبان المخمرة مخزن البروبيوتيك إضافة إلى الزبادي والكفير (ما يعرف بالفطر الهندي) ومنتجات الأجبان المعتقة، والتي تحتوي على البكتيريا الحية والجيدة (البيفيدوس واللاكتوباسيلوس). ولا تعد منتجات الألبان والأجبان المصدر الوحيد لها، بل هناك مصادر أخرى مثل بعض أنواع المخللات كمخلل الملفوف والميسو (الصويا أو الأرز المخمر) ومشروبات الصويا.
الثنائي الديناميكي
تعمل البريبيوتيك والبروبيوتيك كالثنائي الديناميكي، فمن الممكن وصفها بأن الأولى هي تغذي الثانية والنتيجة تحسين صحة الجهاز الهضمي. وللحصول على هذا الثنائي اللامع لا بد من إعادة النظر في الأطعمة المتناولة ومحاولة جمع مصدريها قدر الإمكان، فمن الممكن تناول الزبادي المثلج بالموز مثلاً! كما توجد في الأسواق منتجات مدعمة بالبريبيوتيك أو البروبيوتيك وأحيانًا يوجد الاثنان معًا (ما يسمى بالسامبيوتيك). إضافة إلى المكملات الغذائية منها على شكل مسحوق أو حبوب، ولكن كما في بعض المغذيات الأخرى يفضل الحصول عليها من المصادر الطبيعية.