برزت مؤخرًا تقنيتان حديثتان هما «الأجهزة التي يمكن ارتداؤها» Wearable Technology وإنترنت الأشياء Internet of Things. وتعرف الأولى بأنها تكامل مبهر بين التقنية والملابس أو الأشياء التي يرتديها المستخدمون. أما التقنية الآخرة فهي تبادل التقنيات من حولنا للبيانات دون تدخل بشري. وستؤثر هذه التقنيات بالإيجاب في العديد من القطاعات وتفتح آفاقًا جديدة للتقدم الثوري.

خلدون غسان سعيد

عنتطور حاليًا شركة «إس إم إس أوديو» SMS Audio سماعات أذن «ذكية» من شأنها السماح للمستخدمين الاستماع إلى الموسيقا وقياس معدل نبضات القلب آليًا خلال ذلك، وتسجيل البيانات من خلال تطبيقات متخصصة في جهاز المستخدم. وستحصل هذه السماعات على الطاقة الكهربائية من الجهاز الذي تتصل به، الأمر الذي سيغني المستخدم عن شحنها يوميًا، على خلاف العديد من الأساور الإلكترونية الموجودة في الأسواق. وطورت شركة «إنتل» تقنية مستشعرات يمكن ارتداؤها لتسجيل تحركات مرضى الشلل الرعاشي المعروف بـ«مرض باركنسون» Parkinson’s Disease الذي يتسبب في خلل ضمن اضطرابات النظام الحركي للإنسان، وتحرك الأيدي والذراعين واليدين والساقين والفك والوجه بشكل غير إرادي. الأمر الثوري في هذه التقنية هو أن المستشعرات لن تتصل بأي جهاز متخصص، بل ستنقل البيانات إلى الإنترنت (أكثر من 200 معلومة في الثانية الواحدة) لتصل إلى أجهزة خادمة متخصصة مرتبطة ببرمجيات متقدمة تقوم بتحليل الملايين من تلك البيانات في ثوان قليلة Big Data Analytics Platform، الأمر الذي سيقدم قدرات حسابية غير مسبوقة للباحثين عن علاج لهذا المرض ويحتاجون إلى البيانات بشكل دائم عوضًا عن تلك البيانات التي يتم جمعها خلال زيارة المرضى للعيادات، إضافة إلى حصولهم على الحلول البرمجية المتقدمة لدراسة تلك البيانات. وطورت تقنية «كيرفيو» CareView والتي هي كاميرات رقمية ذكية يمكن وضعها في غرف المرضى في المستشفيات، والتي من شأنها مراقبة المرضى بشكل مستمر وإصدار الأوامر إلى الأجهزة المختلفة في الغرفة لمساعدة المرضى وقت الحاجة، مثل التواصل مع السرير لإخراج ألواح إضافية موجودة أسفل السرير إلى الجانب، وذلك لحماية المريض من السقوط عن السرير في حال تقلبه في أثناء النوم. ومن الممكن وصل هذه الكاميرات بأجهزة المراقبة في مراكز المراقبة الخاصة بالممرضين، وحتى ربطها بالهواتف الجوالة للأطباء في الحالات الخطرة، لترسل لهم تنبيهات مستمرة حول حالة المريض وبياناته الحيوية، أينما كان الطبيب. ومن الممكن للطاقم الطبي تسريع أداء الموظفين، مثل مراقبة سرعة استجابة الممرضين لطلبات المرضى. للمرضى الذين يحتاجون إلى الخصوصية، بإمكانهم الضغط على زر يسدل ستارة «رقمية» ليتوقف عرض صورتهم في شاشات طاقم الممرضين. وتستخدم هذه التقنية حاليًا في المئات من المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية لرفع جودة العلاج المقدم وخفض التكاليف في الوقت نفسه.
من الممكن استخدام سماعة «جارفيس» Jarvis الذكية لسؤالها عن المواد المتوافرة في متجر ما. وستتصل تلك السماعة بالمتجر (باستخدام الإنترنت) لتتأكد من وجود تلك المواد عوضًا عن القيادة إلى المتجر واكتشاف أن تلك المواد غير موجودة. من الممكن للمستخدم تحريك رأسه للإيماء إلى السماعة برغبته بالشراء أم لا، لترسل السماعة تلك المعلومات إلى المتجر الإلكتروني الذي يستطيع جمع ما يرغب فيه المستخدم والدفع إلكترونيًا، ليحمل المستخدم تلك المقتنيات بمجرد وصوله إلى المتجر، مع إمكانية اختيار إرسال تلك المقتنيات إلى منزله من خلال ميزة التوصيل إلى المنازل، وبكل سهولة. ويمكن استخدام هذه الوظيفة في المطاعم وللحجز في الفنادق وشركات الطيران، وغيرها، وبمجرد التحدث إلى السماعة الصغيرة المتصلة بالإنترنت. وتفتح هذه السماعة آفاقًا جديدة للاستخدام، من بينها خفض الحوادث المرورية التي يتسبب فيها استخدام الهاتف الجوال في أثناء القيادة.ستستطيع التقنيات الموجودة في رفوف المتاجر التواصل من تلقاء نفسها مع ساعة المستخدم الصحية لمعرفة ما إذا كان لديه حساسية تجاه مكون ما، وإيقاف عمل الإنارة فوق البضائع التي تحتوي على تلك المكونات، الأمر بالغ الأهمية إذ قد يشتري المستخدم ذلك المنتج دون علمه بوجود المكون المسبب لحساسيته داخل ذلك المنتج. من شأن هذه التقنية تسهيل عملية شراء البضائع وجعلها أكثر أمانًا لمرضى الحساسية والمصابين بأمراض السكر وضغط الدم، وغيرها.