من 17 صفر يبدأ صيد الأرانب في المملكة بوساطة الكلاب والصقور، ويستمر الموسم أربعين يومًا.
أموسم الصيد بالمملكة يبدأ عادة في نهاية السنة الميلادية، ويمكن أن يعلن عنه في وقت مبكر من منتصف شهر نوفمبر. لكن الأمر يختلف بالنسبة لمن لا يعتمدون الشهور الميلادية تقويمًا، بل إنهم يتبعون الفصول التي تبدأ في منتصف الموسم (52 يومًا تقريبًا) لكن أفضل أوقات الصيد التي يعتادونها هي المربعانية (40 يومًا) والتي تتزامن مع شهر ديسمبر.
على مدى أربعين يومًا، تبدأ من 17 صفر، سيتمكن محبو صيد الأرانب البرية من ممارسة هوايتهم التي تتطلب منهم أن يتمتعوا بمهارات عديدة لتحقيق مزيد من المتعة والتشويق والمغامرة. ومن تلك المهارات مهارة «القص»، وهذه لا تتم سوى في النهار. ويجمع محترفو الصيد على أن الصيد في المساء خال من المتعة، وإضافة إلى «القص» عليه أن يتميز بدقة الرمي والقوة البدنية من أجل المطاردة والقدرة على تحديد الهدف خلال ثوان.
هناك ثلاث طرق لــ(قص الأرنب) واقتفاء أثرها، الأولى تعتمد على انتظارها حتى تخرج من «جحرها»، وعادة لا يحدث ذلك إلا فترة غروب الشمس. ويتم اقتفاء الأثر باتجاه عكسي. وهذه الطريقة لها دلائل واضحة يحددها القصاص (اليدان بجانبهما قدم واحدة وتسمى «تثليث»، وإذا وجد تباعد بين اليدين والقدمين فإن هذا يشير إلى أن الجحر قريب جدًا). والطريقة الثانية في القص تسمى «الدمنة»، فعن طريق لونها وحجمها يمكن توقع حركتها. والطريقة الثالثة هي (النوم) وهي ذهاب الأرنب للمبيت، وعادة يتزامن مع وقت الفجر، لكن في هذه الطريقة يتم قص أثره بالاتجاه نفسه، لا العكس كما في الطريقة الأولى. وفي هذه الطريقة تكون اليدان ملتصقتين ببعضهما وكذلك الرجلان.
أما أفضل الأماكن والبيئات التي تتوافر بها الأرانب البرية بكثرة فهي ذات الغطاء النباتي الكثيف، وتكثر في السهول الصحراوية والرملية (الربع الخالي)، والدهناء، والنفود، والهضاب، والمناطق الجبلية. لكنها تنمو وتتكاثر بشكل أسرع في المناطق التي تكثر فيها النباتات. والأرانب تخرج للبحث عن الطعام في المساء وتقتات على الأعشاب والشجيرات الصغيرة، ويمكن أن تخرج للبحث عن الطعام قبيل الغروب أو في الصباح الباكر. وصيد الأرانب ليس بالأمر السهل، فهي تتمتع بمزايا منها قدرتها على تحديد مصدر الخطر لمسافة قد تصل إلى 70 كيلومترًا، وهذه الصفة التي منحها الله، سبحانه وتعالى، لها تمكنها من الهرب من أعدائها، إضافة إلى سرعتها في العدو للابتعاد عن مصدر الخطر.
صائدو الأرانب البرية غير مسموح لهم إلا باستخدام كلاب الصيد أو الصقور خلال ممارسة هوايتهم، ويُمنع استخدام جميع أنواع الأسلحة النارية للحفاظ على الأرانب حتى لا تتعرض للانقراض، ولتستمر في تناسلها ومن ثمَّ استمرار رياضة صيدها.