مهرجانات

أزهار تبوك يتم تصديرها إلى أوروبا وأمريكا لجودتها، وأشكالها الجميلة، ورائحتها الفوَّاحة.

لورود تبوك وأزهارها عبق خاص، وعبير مميز، تقام له المهرجانات السنوية لتسليط الضوء على مقومات المنطقة الزراعية والسياحية المتنوعة، وإظهار مقدرتها على توفير عناصر الجذب السياحي، وأخذ مكانتها المستحقة، كإحدى الوجهات السياحية الرئيسة في المملكة. وقد أصبح لورود تبوك بألوانها الجميلة ورائحتها الفوَّاحة، وأشكالها الجذابة أسواق عالمية تروج فيها من خلال تصديرها إلى مختلف الدول الأوروبية، والآسيوية، والأمريكية.
تصوير : ظافر البكري

 

أيام سبعة، شهدتها تبوك الشهر الماضي، احتفت خلالها بفعاليات مهرجان الورود والفاكهة في نسخته الثانية، ودشنه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، بمتنزه الأمير فهد بن سلطان، وبدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقد تم تنظيم كرنفال للورود والفاكهة، وتنفيذ باقات وسجادة من الورود. يعد ذلك الاحتفال دلالة على اهتمام تبوك بورودها وأزهارها التي تشكل رافدًا اقتصاديًا مهمًا للمنطقة.

نهضة زراعية
تعد مدينة تبوك أكبر المدن وأجملها في شمال المملكة، فهي تقع في الجزء الشمالي الغربي من السعودية، بين جبلي حسمى في الغرب وشرورى في الشرق، وهي تمثل أكثر من 6% من مساحة المملكة، وتعد البوابة الشمالية لها، حيث حدودها مع بعض الدول المجاورة، وهي تحوي شريطًا ساحليًا محاذيًا للبحر الأحمر بطول 500كلم.
منطقة تبوك من المناطق الزراعية المهمة في المملكة، التي تسهم إسهامًا كبيرًا في دفع عجلة التنمية والتقدم في البلاد. وقد ساعد طقسها المعتدل، ووفرة الأراضي الزراعية الخصبة، وتوفر المياه، على أن تشهد نهضة زراعية متميزة، حيث عوامل الجذب والتميز فيها كثيرة، والتي تتنوع بين طبيعتها الرائعة وجوها المناسب للزراعة، ما أتاح لورود تبوك وأزهارها، أن تشكل أحد الموارد الاقتصادية المهمة لهذه المنطقة، فضلاً عن المنتجات الزراعية الأخرى، وذلك بعد أن كانت الزراعة فيها، قديمًا، محدودة وتتجمع حول العيون والآبار السطحية مثل عين السكر، وعين رايس، والعيون الأخرى، وفي واحة تيماء وبعض الأودية.

قصة ورد تبوك
إذا كانت زراعة الورود في تبوك قديمة، فإن للتوسع في زراعتها، والبدء في إنتاج الزهور برائحتها الذكية وألوانها الجميلة وأشكالها الجذابة قصةً بدأت فكرتها عام 1983، حيث أجرت إحدى الشركات الزراعية السعودية دراسة حول إنتاجها، وكيفية تغطية السوق المحلية منها، والوسائل التي يمكن من خلالها أن تصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، ثم التوجه إلى التصدير خارج المملكة.
بعد إجراء تلك الدراسات، بدأ التنفيذ والإنتاج الفعلي لإحدى المزارع الكبيرة في عام 1984، وكانت مساحة الأراضي المزروعة لإنتاج الزهور بأنواعها وقتها متواضعة نسبيًا. كان الإنتاج يقتصر على نوعين من الزهور هما الورد، والقرنفل. ثم ازدادت هذه الأنواع وتطور الإنتاج وزادت المساحات المزروعة، حتى أصبحت ورود تبوك وأزهارها المتنوعة تغطي أسواق المملكة المحلية، ويتم تصدير كميات كبيرة منها إلى عدد كبير من الدول الأوروبية وأمريكا، فضلاً عن التصدير إلى دول مجلس التعاون الخليجي. تقدر أعداد ما يتم تصديره خلال السنوات الأخيرة من الزهور بالملايين، وذلك بعد أن أثبتت تلك النوعية من الزراعات نجاحها وإنتاجها على مدار السنة، وبأصناف ممتازة شملت أنواعًا كثيرة ومتعددة، استطاعت أن تنافس مثيلاتها من الزهور التي تنتج في دول أوروبا، فضلاً عن مشاركتها في معارض زراعية دولية عدة.
وقد تغلبت تبوك على ظروف مناخية وطبيعية صعبة كثيرة، وواجهت عملية إنتاج الورود والأزهار وتسويقها تحديات ومعوقات كبيرة، حيث كانت مدخلات الإنتاج تستورد من الخارج، ولم تكن هناك الخبرات العاملة الفنية المدربة، والأبحاث الخاصة بإنتاج الزهور والظروف المحلية الصعبة، التي تمثلت وقتها في صعوبة شحن هذه الزهور من مدينة تبوك إلى باقي مدن المملكة وخارجها. إلا أنه بعد التغلب على هذه الظروف، استطاعت زهور تبوك أن تصل إلى معظم مدن المملكة، ودول العالم بشكل مميز وبنوعية ذات جودة عالية، وأصبح إنتاج تبوك من الزهور والورود يشكل ما يزيد على 50% من إنتاج المملكة السنوي منها.

أنواع الورود والزهور
من أنواع الزهور التي تنتج في تبوك: القرنفل، والورد الجوري، والأقحوان، والجبيربيرا، والسوسن، والزئبق، والأستر، والجيسوفيلا، واللياترس، والأستاتس، والأنثوريوم، والزئبق الطرابلسي، والغريزيا، والتراخيليوم، والكالا، والتيوليب. ومن أهمها النرجس، والنسرين، والكرنرانثيم، والليليوم. من أهم أنواع الورود: الورد الطائفي، والجوري والبلدي، وأوراق الزينة الخضراء مثل هايبكرم، وبعض النباتات البرية العطرية، والنعناع البري، والسنوت، والشيح بنوعيه، والمرمرية، والقيصوم، والجعدة، والزعتر البري المحلي، وغيرها من الأنواع الأخرى الكثيرة. تحصد الأزهار في الصباح الباكر عند تفتحها على الساق الزهري، ثم تفرز وتدرج حسب الصنف واللون.

المنافسة
استطاعت زهور تبوك منافسة مثيلاتها من الزهور التي تنتج في أوروبا، وذلك نظرًا لنوعيتها الممتازة والمنتجة في فصل الشتاء، ما أدى إلى زيادة الطلب عليها من أوروبا، ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية. تعمل مزارع كثيرة على زيادة الأنواع من الزهور حسب متطلبات السوق وحاجتها.
يعد إنتاج الزهور من العلامات الفارقة لأشهر مزارع في الشرق الأوسط في منطقة تبوك، والتي تشهد نموًا متزايدًا من خلال تنويع زهور القطف على مدار العام داخل البيوت المحمية. تنتج تلك المزارع الملايين من أزهار القطف سنويًا من الورد، والقرنفل، والأقحوان، والجبسوفيلا، والزنابق، والساتس، وسوليداجو، وجيربيرا، وآستر، والسوسن، وأوراق الزينة الخضراء. ولا تكتفي بإنتاج الزهور، بل تقوم بتنسيق أجمل باقات الزهور لمختلف المناسبات والأماكن على أيدي مختصين مهرة في مجال فنون تنسيق الزهور. كما تنتج تلك المزارع آلاف الشتلات الداخلية المختلفة من أصناف تلائم بيئة المملكة، وإنتاج عشرات الأنواع من نباتات الزينة الخارجية.