الجراحة خيار ناجح في حال عدم جدوى الطرق التحفظية، ولا تستغرق وقتًا طويلاً..
بقلم: مارجيري د. روزند. خالد صديقي
استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري
مع تطور الأساليب العملية والحياتية وسهولتها، برزت شكاوى كثيرة من انتشار آلام الظهر مرض الديسك، أو الانزلاق الغضروفي، أو عرق النسا، أو التهاب الفقرات، والتي يسبب الإهمال في علاجها وتداركها المبكر إلى استمرار الألم ووصوله إلى منطقة أسفل الظهر، ثم إلى مفصل الفخذ، ومن ثم ينتقل إلى أسفل الفخذ، فالساق فالقدم. وقد يصبح الإنسان بسببها عاجزًا جسديًا عن ممارسة حياته الطبيعية.
الانزلاق الغضروفي
السبب الرئيس في تلك الآلام والشكاوى هو حدوث تغيرات أو مشكلات بالديسك، وهو جزء من العمود الفقري يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات، ويعطي العمود الفقري مرونته وحركته، وهي تتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية. أما الانزلاق الغضروفي فيحدث عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك، ثم ينزلق هذا الجزء الجيلاتيني الرخو نحو القنوات العصبية ويضغط على أجزاء من الأعصاب وبالتالي يؤدي إلى ألم في الظهر وفي الفخذ والساق.
عوامل تؤدي إلى المرض
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى الانزلاق الغضروفي منها الأوضاع غير الصحيحة عند الجلوس، والمشي، والعمل، كالانحناء، أو حمل الأثقال بطريقة خاطئة، أو زيادة الوزن، أو الأعمال التي تسبب إجهادًا على أسفل الظهر. بجانب حالات أخرى نتيجة الإصابات، أو عند المرضى ذوي القابلية الخاصة لهذا المرض.
ضعف في عضلات القدم والساقين
الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية يؤدي إلى آلام في أسفل الظهر تمتد إلى الناحية الخلفية من الورك والفخذ والساق، بالإضافة إلى احتمال مصاحبة ذلك بضعف في عضلات القدم والساق، أو تغير في الإحساس، أو فقدان القدرة على التحكم في البول أو البراز.
التشخيص يحدد العلاج
يتم التشخيص بعد فحص المريض سريريًا، وإجراء أشعات تخصصية مثل الأشعة السينية، وأشعة الرنين المغناطيسي التي توضح مكان الفقرات المصابة بكل وضوح، ما يمكِّن من وضح الحلول العلاجية بكل سهولة.
العلاج التحفظي
العلاج ينقسم إلى قسمين: علاج تحفظي وعلاج جراحي. والعلاج التحفظي يكون ناجحًا لدى كثير من المرضى، ويتمثل في الراحة لعدة أيام، واستعمال الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل، والأدوية المسكنة للآلام، والأدوية المرخية للعضلات، واستخدام العلاج الطبيعي. كذلك يجب تجنب أي عادات أو عوامل تؤدي إلى إجهاد أسفل الظهر.
جرح صغير يتم خلال وقت بسيط
في حالة عدم جدوى العلاج التحفظي يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي، وهو عملية استئصال الجزء المنزلق من الديسك والذي يضغط على الأعصاب عن طريق جرح صغير في الظهر وباستخدام الميكروسكوب، عادة ما تستغرق العملية 45 دقيقة إلى 60 دقيقة، وتتم تحت تخدير كامل.
نسب نجاح عالمية
تصل معدلات نجاح العملية إلى نسب عالية جدًا نتيجة الخبرات العالية، والتقنيات، والأجهزة الحديثة المستخدمة التي ساعدت على ظهور نتائج أفضل وسرعة أعلى للشفاء. فعادة ما يفيق المريض من التخدير وقد زالت آلام الديسك. أما ألم الجرح فيكون بسيطًا ويستمر يومًا أو يومين. وعادة ما يتمكن المريض من الحركة والمشي في يوم العملية نفسه، أو اليوم التالي. ومع التقدم في مجال التخدير وجراحة العمود الفقري فإن هذه العمليات تعد آمنة جدًا وهي جراحة روتينية في المراكز المتقدمة.
حياة طبيعية خلال أيام
بعد العملية مباشرة يمكن للمريض المشي والجلوس والسفر بالطائرة أو السيارة لمسافات قصيرة، ويمكنه العودة للأعمال المكتبية خلال ثلاثة أسابيع، والعودة لأي أعمال أخرى خلال ستة أسابيع. في بعض الحالات يمكن إعطاء إبرة في الظهر تحتوي على مادة مضادة للالتهاب مع مخدر طويل المفعول، وقد تؤدي إلى تخفيف الآلام والتهاب العصب.
المنظار الجراحي
في حالات قليلة جدًا يمكن استخدام المنظار الجراحي لاستئصال الجزء المنزلق من الديسك، وهذا يؤدي إلى تقليص حجم الجرح. قد يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل، أو الطب الشعبي مثل الحجامة، والإبر الصينية، والكي، وحمامات الرمل الساخن، وبعض الأعشاب كالحلبة وغيرها. وعلى الرغم من أنها قد تؤدي إلى تحسن مؤقت للألم إلا أن الأبحاث الطبية والعلمية لم تثبت فعالية هذه الطرق البديلة، وأن مفعولها من الناحية العلمية مشابه لمفعول الأدوية المسكنة.