بنوك الطعام

تجربة مميزة لتثقيف المجتمع بأهمية عدم هدر الطعام وإعادة توزيع الفوائض منه على المستحقين.

إتضطلع بعض الجمعيات الخيرية بمختلف مناطق المملكة بمهمة ذات أبعاد دينية وإنسانية واقتصادية، من خلال نشر ثقافة حفظ نعمة الطعام وتوزيع الفائض منه على المستحقين. ومن أجل هذا الغرض قامت مجموعة من رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية بنقل فكرة بنوك الطعام وتطبيقها في المملكة بطريقة احترافية، وذلك من خلال تأسيس الجمعية الخيرية للطعام «إطعام».
يتركز نشاط الجمعية من خلال إقامة معارض تثقيفية وتقديم ندوات ومحاضرات توعوية لتثقيف المجتمع بأهمية عدم الهدر، إضافة إلى عقد اتفاقيات مع الفنادق وقاعات الأفراح لتعبئة الطعام الزائد وتوزيعه بأفضل معايير الجودة والسلامة العالمية. وأطلقت «إطعام»، حملتها الخيرية خلال شهر رمضان الحالي، تحت شعار «احفظها.. واكسب أجرها»، بهدف التغلب على مظاهر البذخ، ورمي الفائض من الطعام، وإعادة توزيعه على المحتاجين، وتحقيق مبدأ التكافل المجتمعي بين أفراد المجتمع.
وتسعى الجمعية من خلال الحملة إلى التذكير بأهمية نشر ثقافة حفظ النعمة في مجتمعنا، فضلاً عن إشاعة روح العمل التطوعي في المجتمع والارتقاء بالعمل الخيري. وتستهدف هذه الحملة، على وجه الخصوص، ربات البيوت، حيث يتم توجيههن لعدم الإسراف، وتقليل كمية الطعام المهدر في كل وجبة، وتحفيزهن لتوزيع الزائد من الطعام بطريقة مناسبة إلى المستفيدين، إضافة إلى تشجيع الناس على ترشيد شراء المواد الغذائية خلال هذا الشهر الفضيل الذي ترتفع فيه قيمة الاستهلاك بشكل ملحوظ.
وفي مكة المكرمة أسهم مشروع وقف «حفظ النعمة والسقاية والإطعام الخيري»، في النصف الأول من العام الجاري 1435هـ، في توفير الطعام لأكثر من 253 ألف مستفيد في منازلهم بأحياء العاصمة المقدسة. وتقول الإحصائيات إن المشروع قام خلال الأشهر الستة الماضية بتوفير فائض الطعام من عدة مواقع، منها 412 قصر أفراح، و108 مطاعم ومطابخ، فضلاً عن عدد كبير من المنازل وصالات الأفراح.
وحقق مشروع «حفظ النعمة» نتائج جيدة في الباحة، حيث يحرص الأهالي على حضور العاملين في المشروع في أثناء ولائمهم وحفلاتهم الخاصة، بل إن من بين المواطنين من يخصص جزءًا من الوليمة لمشروع حفظ النعمة عبر تقديم ذبائح ومواد غذائية جاهزة، وإعادة تغليفها وتقسيمها في شكل وجبات جاهزة. ويضم المشروع متطوعين وآخرين يعملون بمكافأة رمزية طيلة الإجازة الصيفية من أبناء المنطقة. وتتم عملية التشغيل على مرحلتين، أولاهما تلقي الفوائض من قصور الأفراح، أما المرحلة الأخرى فهي إدارة هذه الفوائض وتوزيعها على أنواع الخدمات المقدمة، كما يتم التأكد من سلامة الأطعمة قبل نقلها. ويمتلك المشروع أربع سيارات مجهزة، و34 عاملاً جاهزين على مدار الساعة للانتقال إلى أي قرية من القرى، سواء المجاورة أو في المحافظات التي تغطيها الجمعية.
وإذا كان مشروع « حفظ النعمة» قد حقق نجاحات كبيرة في المنطقة الشرقية ومكة المكرمة والباحة، فقد حقق النجاحات ذاتها في معظم مدن المملكة الأخرى، حيث لقيت تلك المشاريع تجاوبًا كبيرًا من قبل كثير من العائلات بالمملكة.