الورد الطائفي

موعد حصاد الورد، هو الميعاد الطبيعي الذي يبدأ فيه ويتزامن معه مهرجان الورد الطائفي الذي تقيمه مدينة الطائف سنويًا منذ عام 1426هـ حتى اليوم، بهدف التعريف بالورد ومراحل قطفه وتقطيره. وقد شهد شهر مايو الماضي حفل افتتاح المهرجان العاشر في تلك المدينة التي توجد فيها أعداد كبيرة تقدر بالمئات من مزارع الورد التي تتركز أساسًا في منطقتي الهدا والشفا. تعد الورود مُنتجًا تشتهر به الطائف، ورافدًا اقتصاديًا مهمًا للمدينة، فضلاً عن إسهامها في تنشيط الحركة السياحية الداخلية.

على ارتفاع 1700 متر فوق سطح البحر، تقبع «الطائف»، إحدى محافظات مكة المكرمة، على المنحدرات الشرقية لجبال السروات، والتي تبعد عن مكةالمهرجان الذي أقيم في حديقة الملك فيصل النموذجية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تخلله عدد من الكلمات، والقصائد وعروض للألعاب النارية، حيث يأتي مهرجان هذا العام ضمن أهم فعاليات الاحتفال بحصول الطائف على لقب عاصمة المصائف العربية، نظرًا للإمكانات والمقومات السياحية المتنوعة لمدينة الورد، والمشروعات التنموية والتطويرية، التي أسهمت في النمو السياحي المطرد بها، والذي يأتيه زواره كل عام من الدول الخليجية والعربية، ويؤكد نجاحاته المتوالية من عام إلى آخر، ما جعله علامة بارزة لمهرجانات الطائف السنوية.

آلاف الشتلات
ضم المهرجان 110 آلاف شتلة ورد على مساحة 750 مترًا مربعًا، كما ضم معرض الملك عبدالعزيز الاقتصادي الذي يتحدث عن التنمية والاقتصاد في المملكة، منذ تأسيسها إلى اليوم، فضلاً عن أجنحة للمأكولات العربية، وركن أمانة الطائف، وحديقة الصبار، وحديقة الأسر المنتجة، والمسرح المفتوح، والبيت المحمي الذي يضم أكثر من 50 صنفًا من أنواع أشجار الزينة، والصباريات، والزهور، والمتسلقات، وأشجار الفاكهة التي تشتهر بها الطائف. كان محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، قد أطلق مؤخرًا بمقر المحافظة الموقع الرسمي للمهرجان www.rosetaif.com الذي يقدم عددًا من الخدمات الإلكترونية لزائريه مثل الصور، ومقاطع الفيديو، وآخر الأخبار والفعاليات، كما يتيح الموقع التواصل مع إدارة المهرجان لإبداء الملاحظات والمقترحات حول مهرجان هذا العام.

عطر الورد
نظرًا لتميز محافظة الطائف بالإنتاج الغزير للورد، فقد اشتهرت بتصنيع ماء عطر الورد والعود، والذي يعود إنتاجه إلى أكثر من مئة عام. يصل إنتاج مزارع الورد بالطائف إلى أكثر من 250 مليون وردة، في ظل الأجواء الزراعية الملائمة لعملية القطاف. وتختلف الكمية من موسم لآخر بحسب سلامة المحصول الذي تستمر عملية قطافه عادة ما بين 35 يومًا إلى 45 يومًا، وذلك خلال شهري مارس وإبريل من كل عام تقريبًا.

عطر الملوك
يقوم تجار العطور باستخراج عطره، الذي يطلق عليه الكثيرون «عطر الملوك» ويعدونه أغلى الهدايا وأثمنها، عن طريق وضع الورد في القدور، ثم يوضع الماء بالكميات المناسبة، ويتم إقفال القدور بإحكام ثم تشعل النار تحتها، وعند الغليان يصعد البخار محملاً بالعطر ليمر البخار عبر أنبوب محاط بالماء البارد، فيتكثف البخار على هيئة قطرات من الماء داخل قارورة معدة لاستقباله. تستمر عملية التقطير، حيث يطفو الدهن على وجه ماء الورد لأنه أخف وزنًا من الماء، بعد ذلك يسحب الدهن ويوضع في قوارير خاصة به ليتم تسويقه على النطاقين المحلي والخارجي. تحتضن محافظة الطائف التي تتربع على قمم جبال السروات الورد الذي تتم زراعته، بجانب منطقتي الهدا والشفا، في وادي محرم، وجنوب الطائف، والحوية، والسيل. من العوامل المؤثرة في زراعة شجرة الورد: الماء المالح، وملوحة الأرض، وزيادة السماد ونقصه، ومدى صلاحية التربة والأحوال الجوية للمنطقة. من فوائد الورد الطائفي أنه يقوي القلب والأسنان، ويعد ماؤه باردًا لطيفًا، بالإضافة إلى أنه يزيل الصداع والحساسية، فضلاً عن نكهته الطيبة إذا أضيف إلى ماء الشرب أو الشاي.