المونديال في بلاد

السامبا

احتفاء محبي الساحرة المستديرة في البطولة الأقوى عالميًا، والجزائر ممثلاً وحيدًا للعرب.

عاد المونديال من جديد بعد غياب أربعة أعوام إلى أرض السامبا موطن كرة القدم، ليبحث عن بطل جديد يتوج بالذهب في عرس عالمي يبدأ منتصف يونيو، ويستمر إلى منتصف يوليو القادم، وتنتظره مليارات الشغوفين حول العالم، لمشاهدة منافسات تجمع أقوى المنتخبات حول العالم تتبارى لنيل اللقب الأغلى في عالم كرة القدم.

منتخب السامبا الذي يعد الأكثر فوزًا بهذا اللقب بعدما عانق الذهب وحمل الكأس الغالية خمس مرات في تاريخه، تبدو حظوظه كبيرة حينما يلعب على أرضه وبين جماهيره، ليضيف لقبًا سادسًا لن يكون الظفر به سهلاً في حضور أباطرة كرة القدم على مستوى العالم.
استضافة البرازيل لهذا المونديال هي الثانية في تاريخها، بعد المرة الأولى التي استضافت فيها المونديال عام 1950 حينما حلت وصيفة بعد هزيمتها أمام أوروغواي في المباراة النهائية، تطمح أن تكون استضافتها الثانية هي الأولى لها للتتويج بهذا اللقب على أرضها، بعد آخر لقب أحرزته عام 2002 في النسخة التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان. تأهبت 12 مدينة برازيلية لاستضافة مباريات المونديال الـ 64 التي من المقرر أن تخوضها المنتخبات المشاركة، مع استعدادات خاصة على مستوى الملاعب، والبنى التحتية للمدن المتعلقة بأماكن الإقامة والمواصلات التي من المتوقع أن تستقبل مئات الآلاف من المشجعين الذين يتوجهون إلى البرازيل في هذا الوقت لمتابعة المونديال.
منتخبات لن تشارك العرس العالمي الذي يحتفي به المحبون، سيغيب عنه الكثير من المنتخبات القوية التي لم تنجح في التأهل إلى المنافسات العالمية، فلن يمثل العرب في المونديال سوى منتخب الجزائر الذي نجح منفردًا بالصعود إلى المونديال، فيما فشلت باقي المنتخبات في تحقيق آمال جماهيرها وطموحاتهم. على المستوى العالمي لم تتمكن منتخبات السويد، وويلز، وبولندا، وتركيا، وسلوفاكيا، وصربيا، والدانمارك، والنمسا، والتشيك من تسجيل حضورها في المسابقة العالمية. وغاب معها نجوم كثيرون يأتي على رأسهم اللاعب الأغلى على مستوى العالم الويلزي غاريث بيل، إلى جانب البولندي ليفاندوفيسكي، والتركي نوري شاهين، والسويدي إبراهيموفيتش. لن تقتصر قائمة الغيابات على هؤلاء اللاعبين فقط، بل تشمل لاعبين تم استبعادهم من منتخباتهم المشاركة في البطولة، فقد شكل إعلان القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة في البطولة مفاجآت عديدة للكثير من المشجعين، إذ سيغيب من منتخب السامبا وحده كل من كاكا، وروبينيو، ورونالدينيو.

منافسات ضارية
ستحضر إسبانيا بطلة العالم للدفاع عن لقبها الذي أحرزته قبل أربعة أعوام في جنوب إفريقيا، إلا أن المنافسة لن تكن سهلة، خصوصًا في حضور منتخبات عريقة كالمنتخب الإنجليزي، والفرنسي، والإيطالي، والألماني، إلى جانب منتخبات أمريكا الجنوبية وعلى رأسها البرازيل المستضيفة، والأرجنتين قطب القارة الآخر ومنافس السامبا الدائم، إضافة إلى منتخب الأورغواي.
فيما تفتتح البرازيل المونديال بمباراتها أمام كرواتيا على ملعب أرينا كورينثيانز في ساوباولو، تخوض منتخبات أخرى لقاءات قوية ضمن مجموعاتها الثماني التي جاءت بعضها قوية جدًا، وعلى رأسها المجموعة الثانية التي تجمع طرفي نهائي المونديال الأخير إسبانيا وهولندا إلى جانب تشيلي وأستراليا، والمجموعة الرابعة التي تضم منتخبات إنجلترا وإيطاليا والأوروغواي إلى جانب كوستاريكا، والمجموعة السابعة التي تضم ألمانيا والبرتغال وغانا والولايات المتحدة الأمريكية. أما المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد فوقع في المجموعة الثامنة والأخيرة، والتي جاءت متوازنة إلى حد ما بمنتخبات روسيا وكوريا الجنوبية وبلجيكا.

منذ انطلاق كأس العالم في نسخته الأولى عام 1930 في الأوروغواي التي أحرزت لقبه، حتى النسخة الحالية التي تعد رقم 20، نجحت البرازيل في إحراز خمسة ألقاب للبطولة كأثر المنتخبات فوزًا بها، تليها إيطاليا التي أحرزت اللقب أربع مرات، ثم ألمانيا الغربية التي حققت اللقب ثلاث دورات، ويليها منتخب التانغو الأرجنتيني الذي أحرز اللقب مرتين، ومثله الأوروغواي الذي حقق البطولة مرتين أيضًا، فيما تملك كل من إنجلترا وفرنسا وإسبانيا لقبًا واحدًا فقط.
من اللافت أن منتخب الطواحين الهولندية الذي خاض ثلاث مباريات نهائية في البطولة، لم ينجح في إحراز أي لقب، إذ خسر أمام ألمانيا الغربية في عام 1974، وخسر في الدورة التالية، أيضًا، أمام الأرجنتين عام 1978، ثم خسر آخر نهائي عام 2010 أمام إسبانيا.
تتقاسم ألمانيا والبرازيل أكبر عدد من المباريات النهائية التي خاضها كل منتخب بلغت سبع مباريات كانت نسبة النجاح لمنتخب السيليساو فيها أعلى من الماكينات الألمانية، إذ حصد خمسة ألقاب مقابل ثلاثة فقط للألمان. فيما تحتل إيطاليا المركز الثاني في عدد النهائيات التي خاضتها بعدد ست مباريات، أحرزت منها أربعة ألقاب. أما الأرجنتين فخاضت أربعة نهائيات أحرزت خلالها لقبين، في حين خاضت الأوروغواي نهائيين حققت خلالهما لقبين. لم تنجح فرنسا في إحراز اللقب سوى في عام 1998 حينما لعبت النهائي على أرضها أمام البرازيل، وعجزت عن الفوز على إيطاليا في النهائي الثاني الذي خاضته في عام 2006 بألمانيا. فيما خاضت كل من تشيكوسلوفاكيا والمجر النهائي مرتين لكل منهما، ولكنهما لم ينجحا في تحقيق البطولة.
من عجائب هذه الإحصائيات أن المنتخب الإنجليزي الذي ينبثق من أقوى دوري في العالم لم يلعب النهائي سوى مرة واحدة فقط، عام 1966 حينما تم تنظيم البطولة على أرضه، ونجح في اقتناص اللقب الوحيد الذي يملكه، ويماثله في ذلك المنتخب الإسباني حامل اللقب الذي لم يخض سوى نهائي واحد عام 2010 نجح خلاله في حصد لقبه الوحيد.

.